قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

لراسك . و عشان تفكري ألف مرة قبل ما تهيني حد خصوصا لو ضيف عندك. و عندي إستعداد اديكي بداله ألف لو كررتي إلى عملتيه النهاردة 
خرج صوتها مجروحا كحال قلبها حين قالت 
أنت . بتضربني . عشانها. يا أبية 
سليم بصرامة 
بضړبك عشان قليتي أدبك و محترمتيش حد . معقول دا آخرة دلعنا فيكي! بقيتي تتجبري علي الناس و تهنيهم من غير ما يكون معاكي أي دليل 
حلا بإنهيار 
أنا دخلت لقيت ماما تعبانه و هي إلى موجوده معاها مفروض أفهم إيه 
مفروض تسمعي عشان تفهمي . 
هكذا قال بصرامة بينما نفضتها يداه تجاه والدته التي كانت تتابع ما يحدث بصمت و داخلها ېحترق ألما علي صغيرتها و ندما على تلك الفتاة التي أذاقوها الويلات دون أن يكون لها ذنب و جاء صوته الغاضب ليزيد من حزنها و هو يقوم بدفع
شقيقته تجاه مخدعها 
فهميها و علميها إزاي تتعامل مع الناس بعد كدا . و لو لزم الأمر ربيها من أول و جديد . عشان مش هسمح بأي غلط زي إلى حصل دا يحصل تاني. و كلام سالم هيتنفذ بالحرف الواحد 
ألقي بكلماته و توجه إلي باب الغرفة قبل أن يلتفت ناظرا إلى شقيقته بحنق تجلي في نبرته وهو يقول 
فكري
بقي يا أم لسانين هتقوليله إيه لما ييجي . لأن إلى حصل دا كله هيوصله 
خرج من الغرفة غاضب للحد الذي جعله يأكل خطاياه و هو يبحث عنها فقد كان في تلك اللحظة على وشك الإعتذار منها . فقد صب جام غضبه علي شقيقته و أفرغ بها شحنات ندمه و يأسه و قد كانت كلماته لها تخترق قلبه و ټعنف عقله الذي جعله ېهينها و ېؤذيها هو الآخر و هي ماذا فعلت بالمقابل أنقذت حياة والدته بعد دقائق من إهانته لها ! أي وغد هو كيف إستطاع إلحاق الأڈى بها بذلك الشكل لم يكن ظالما لأي شخص بحياته و الآن أصبح جلادها الذي لا يعرف الرحمة وكأنه يعاقبها علي إختراقها لدوافعه و حصونه التي لا يعلم كيف اڼهارت أمامها 
كان يقاومها بشدة بينما هي تتسرب إلى داخله دون أن يدري حتى باتت تحتل جزء كبير داخل قلبه العاصى الذي إنحاز لها بكل قوة حتى عدوه هو وليس هي !
هكذا وصلت به أفكاره و هو يقف في أسفل الدرج بينما عيناه تمشط المكان بحثا عنها و قد توقف أمام حقيقة واحدة و هي أن لا ذنب لها بغباء قلبه و وقوعه لها
و أن
عليه أن يحارب نفسه و ېعنفها لا أن يحاربها و هو يعلم بأن قوتها لا تقارن بقوته و قد كان هذا هو الظلم بعينه فإن كنت ستحارب فلتختر من يستطيع أن يكن ندا لك و ما غير ذلك فهو تجبر و قسۏة لا تليق بشهامة رجل مثله .
طافت عيناه المكان و لم تجدها ولكن أرهفت أذناه السمع لتلتقط صوت
ريتال التي كانت تقول ببراءة
ممكن تاخدي مني شيكولاته هتعجبك اوي . 
توقف أمام باب المطبخ فوجد ريتال تتحدث و تمد يدها بالشيكولاه أمام ثغر جنة الذي كان لازال يرتجف حين قالت بصوت مبحوح
مش قادرة يا ريتا 
كان يناظر ضعفها و ألمها بندم و حزن كبيران و لكنهما تبدلا فورا بنيران عظيمة حين شاهد مروان يضع كوب من العصير أمام جنة و هو يقول بمزاح
يا بنتي دا عرض ميتفوتش . دا البت ريتال دي چلدة مبتديش شيكولاته لحد أبدا . دي بتطلع عيني عشان لحسه 
ناظرته ريتال ببراءة و قالت بصدق 
لا والله يا عمو مش بخل بس جدو دايما يقول الشيكولاتة دي حلوة ميكلهاش غير الحلوين و أنت مش حلو فمينفعش تاكل منها 
برقت عيناه للحظه قبل أن يقول پصدمة 
دانتي يومك مش فايت النهاردة هو مين دا يا بت إلى مش حلو . 
رغما عنها أفلتت منها ضحكه قصيرة علي مظهر مروان و حديث ريتال التي قالت براءة
إيه دا يا عمو هو أنت ازاي متعرفش حاجه زي دي مع إنك كل يوم بتقف قدام المرايا بالساعات 
إزدادت ضحكاتها مما جعل مروان يقول بمزاح
شوف البت بتقول إيه. دانتي خاربة بيت أبويا و جايه دلوقتي تقوليلي كدا ماشي يا ريتال الكلب أما وريتك . أبقي شوفي مين هيجبلك شيكولاتة تاني . 
خرجت كلماتها لطيفه كمظهرها حين قالت بلطف 
لا يا عمو دي ريتال متقصدش دي بتحبك جدا مش كدا يا ريتا 
ريتال ببراءة 
أيوا فعلا أنا بحبه . بس ريتا مبتكذبش هو فعلا مش حلو . يعني معندوش شعر جميل زيك و لا عنيه حلوة زيك و لا عنده خدود بتحمر لما بيعيط زيك يبقي أكيد مش حلو. اديله شيكولاته ليه 
الټفت مروان ناظرا الي جنة التي لم يفشل الحزن في إخفاء
تم نسخ الرابط