قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
فأنا أحببت حياتي معك . كسرت قواعدي لأجلك . تخليت عن صمتي و صار قلبي الي جوارك ثرثارا للحد الذي كان مدهشا لي ككل شئ متعلق بك باتت انفاسك أكسجيني الدائم ملجأى الوحيد. وجودك يعني اني على قيد الحياة و غيبتك تنهي وجودى
نورهان العشري
عماااار
الټفت كلا من عمار و نجمة الي صفوت الذي ترجل من سيارته و يقف بانتظاره ف وجه أنظاره إلى تلك التي كان الحزن يغمرها كليا و قال بصرامة
لم تجيبه إنما اومأت برأسها بخنوع لم يعتاده منها و توجهت إلى الداخل وأثناء مرورها بهم استوقفها
صفوت الذي تذكر تلك الفتاة التي كانت تبكي ذلك اليوم ولا يعلم لما شعر بأنه يريد محادثتها فقال بلطف
ازيك يا بنتي عامله ايه
لامست قلبها كلمته التي لم تسمعها بهذا الحنو يوما فالتفتت تناظره و لأول مرة أرادت أن تخبر أحدهم بمعاناتها و ان تجيبه قائلة لست بخير ! ولكن توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها ولم تستطيع سوى ان تومئ برأسها و تمتمت بخفوت
لم تطيل و التفتت متوجهه للداخل و جاء صوت عمار القوى
اهلا يا صفوت بيه.. نورتنا
كانت نظرات صفوت تلاحقها إلى أن دخلت إلي البيت الكبير فاخفض رأسه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يغزو قلبه ولكنه تجاهله قبل أن يجيب عمار الذي كانت نظراته مشټعلة بنيران غيرة قاټلة فقد لاحظ نظرات صفوت إليها
البقاء لله.. شد حيلك ..
الدوام لله . اتفضلوا..
يالا يا سهام ..
مد يديه إلي زوجته التي كان من الواضح أنها مترددة كثيرا ولكن جاءت يديه القويه لتجذبها حتى دخلت إلي المنزل
اهلا و سهلا . نورتونا.. اتفضلوا.
حيتها سهام بتحفظ بينما حياها صفوت بحرارة
اهلا يا حاجه أم ياسين . البقاء لله..
الدوام لله..
هكذا تحدثت تهاني بحزن فشعرت سهام بالحرج و ما أن أوشكت بإطلاق عبارات التعزية حتي توقفت نظراتها علي تلك التي كانت تخرج من المطبخ و تحمل صينيه بها طعام و تصعد الدرج فضړب عقلها سيل من الذكريات التي جعلت بسمة خافته تتسلل الي شفتيها و هي غارقة بعالم آخر فلم تشعر بكلمات تهاني التي أخذت تنادي عليها بعد أن تركها صفوت برفقتها و توجه إلي مكتب عبد الحميد لتعزيته .
اسفه . سرحت شويه ..
لا ولا يهمك .. تعالي نجعد چوا و اني هشيع البنات ينادوا علي حلا . بس اصل ياسين ابني كان تعبان شوي يا جلب أمه متحملش الخبر .
هكذا تحدثت تهاني بحزن فأجابتها سهام بخفوت
الف سلامه عليه . البقاء لله شدي حيلك ..
هشيع البنات ينادوا علي حلا .. و يعملولك جهوة. بتشربيها ايه
سادة لو سمحتي..
توجهت تهاني الي الداخل فوجدت نجمة التي كانت تهبط الدرج فقالت
نچمه عايزة فنجان جهوة سادة من يدك للضيفه..
نجمة بخفوت
حاضر يا حاچة .
لاحظت تهاني حزنها فقالت باستفهام
مالك يا بتي زعلانه أكده ليه حوصول حاچه ولا اي
احتارت كيف تشكو حزنها الذي لم يتفهمه أحد غيرها لذا قالت بخفوت
لا مفيش حاچة.. اني بس كنت عايزة اطلب منك طلب لو مش هتجل عليك
اطلبي يا بتي لو
في مجدرتي هعمله.
نجمة بامتنان
تعيشي يا حاچة. اني كت عايزة ارچع اشتغل في الزريبة من تاني . و سايجه عليك النبي ما تسأليني ليه .
اندهشت تهاني من طلبها الغريب و لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالسؤال فيكفيها ما تعانيه لذا قالت برفق
اللي تحبيه يا بتي . ولو اني مستغربة بس
علي راحتك.. اعملي الجهوة و دخليها للضيفه واني هطلع اطمن علي ياسين . وابجي روحي كملي شغلك هناك..
اومأت نجمة بامتنان تجلي في نبرتها حين قالت
تسلمي وتعيشي يا حاچه . عن اذنك ..
أنهت حديثها و توجهت للمطبخ بينما صعدت تهاني الدرج في طريقها الى غرفة ياسين ..
بأيدا مرتعشة كانت تحمل الصينيه لتضعها على الطاولة فهي منذ البارحة تجلس بجانبه تخشي أن تغفو عينيها و ترتفع حرارته من جديد فقد انخفضت بأعجوبة بعد أن أعطاه الطبيب العقاقير و
المحاليل المغذية و طمأنهم بأنه عندما يستيقظ في اليوم التالي سيكون بخير و بالفعل فهو استيقظ منذ لحظات بعد ليله عصيبة قضاها غارق في هلوسات لم تفهم منها شئ ولكن يبدو
متابعة القراءة