قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
بس.. توعدني .. يعني .. إنك تفكر كويس .. قبل أي حاجه
لون الترقب معالمه و تنبهت جميع حواسه وهو يقول
سامعك..
أخفضت رأسها بخزي و انبثقت عبرات الندم من مقلتيها قبل أن تقول بلهجة تقطر حزنا
انا غلطت غلطة كبيرة أوي و ضميري مأنبني عشانها و مش قادرة أسامح نفسي
مروان بقلب مړتعب
ڼهرته پغضب
جواز عرفي إيه و زفت إيه دماغك راحت فين
مروان بإندفاع
راحت ل حتت بنت ستين كلب لا يكون حد اتغرغر بيك
سما بصړاخ
الله يخربيتك هتلبسني مصېبة .. لا طبعا
مروان بنفاذ صبر
ما تخلصي تقولي هببتي إيه سيبتي ركبي .
سما بخفوت
عينيه كانت توغل إلى داخلها بطريقة أربكتها و لكنها عزمت عن قول الحقيقة و التخلص من حمل يثقل كاهلها فزاغت بعينيها بعيدا عنه وهي تكمل
ماما كلمت شيرين تحكيلها و هي مڼهارة فكنت متضايقه عشانها و شيرين استغلت دا و خلتني أدخل أوضة فرح و قالتلي ابعت مسدج من على الايميل بتاع الشركه للمخازن أنهم يطلعوا الشحنات فأنا خفت بس هي طمنتني وقالت لي أن دا مش هيخسر الشركه عندنا بس هيخلي سالم يعاقب فرح و أننا لازم نعمل كدا عشان قلة أدبها مع ماما..
هكذا تحدث بترقب ليحثها على إفراغ ما بجعبتها حين رآها لاذت بالصمت فأكملت بصوت كان نشيجا
هي قالتلي وقتها أن دي قرصة ودن لفرح .. و أنا كنت متضايقه اصلا من اللي عملته مع ماما ف وافقتها و عملت اللي هي قالت عليه .. بس والله العظيم ندمت أوى و خفت اتكلم احسن أبيه سالم يعاقبي أو يقول حاجه تزعل ماما و بعد كدا نسيت الحوار خالص..
و ايه اللي خلاك تقرري تقوليلي دلوقتي
بشفاه مرتعشة اجابته
لما سمعت عن المشكله اللي حصلت في الشركة افتكرت اللي حصل و ضميري انبني و مكنتش عارفه أروح أقول لمين و فجأة لقيت نفسي عايزة احكيلك ..
يا زين ما اختارتي والله .. تعرفي أنا كل اصحابي بييجوا يقولولي على مصايبهم ليه بقي عشان محسوبك بير طويل مالوش قرار..
قال كلمته الأخيرة غامزا بطريقة جعلت الابتسامة تضيئ ملامحها فانتشى قلبه بذلك
و تابع يثرثر
رفعت أحد حاجبيها استنكارا لحديثه فأضاف بتأكيد
اه والله مش مصدقاني ولا إيه
تشابهت ملامحها الساخرة مع لهجتها حين قالت
لا طبعا مصدقاك .. أنت هتقولي .
قالت جملتها و أولته ظهرها عائدة إلى السيارة فألقى نظرة مستفهمة على ريتال و هو يقول بحيرة
هي مش مصدقاني ولا إيه
ريتال بتهكم
لا طبعا ازاي متصدقكش .. وخصوصا و أنت بقالك ساعه ترغي لما جبتلنا صداع نصفي ..
اغتاظ من حديثها فقال باستنكار
و أنت جالك صداع نصفي من ايه ياللي مكملتيش ست سنين ! اومال لما توصلي خمستاشر سنه هتعملي إيه هنوديك دار مسنين بقي
ريتال بعفوية
مش بعيد مستشفى المجانين لو فضلت عايشه معاك يا مرة !
ما أن سمع ذلك اللقب البغيض الذي كان يناديه به والده بهدف مشاكسته حتي امسكها من تلابيبها و هو يقول محذرا
مرة ! دا أنت نهارك أزرق مش باينله ملامح .. عارفه لو قولتي الإسم دا قدام حد هعمل فيك ايه هشويك عالفحم. هبلغ عنك الأمم المتحدة و أقول في نووي في لسانها ييجوا يقطعوه قبل ما يوديني في داهيه ..
كانت تضع اصبعيها في كلا أذنيها لكي لا
تسمع حديثه فقال بإستهجان
خاېفه تسمعي إيه يا ختي فاكرة نفسك طفلة يا عرة الأطفال انت .. انجرى قدامي و إياك تقولي الاسم دا قدام أي حد و خصوصا سما و إلا هقطع خبرك.. انجري ..
عودة إلى الوقت الحالي
اللي تشوفه يا كبير .
سالم بفظاظة
سلام أنت دلوقتي ..
أنهى مكالمته و انشغل للحظات في متابعة تلك السيارة التي كانت تسير خلفه و
بداخله هاجس ينذر بالقلق فشعر بأنه يريد سماع صوتها حتي يسكن داخله فقام بالإتصال على الفور ملبيا نداء القلب و ما أن أتاه صوتها حتى اندفع يشاكسها
سهرانه لحد دلوقتي ليه متقوليش إنك بتفكري فيا !
أتاه صوتها المتلهف يضيئ عتمة الليل الحالك من حوله
لا أطمن مش هقول .. انا كنت بقرأ أنت مكنتش في دماغي اصلا..
قهقه بصخب
متابعة القراءة