قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

سعيدة أبدا هنا .. حتى تلك الزيجة التي كانت ستجمعها بسالم ظنت أنها قد تكون سبب نجاتها و سعادتها كان الدافع الأول و الكبير لها والدها حتي يستطيع أن يتغلغل أكثر داخلهم ولكنها لم تكن سعيدة معه . كانت منبهرة بوسامته و هيبته ولكنها بحثت عن الحب خارجا .. مخطئة و تعلم ذلك ولكن كانت روحها تنشد اي بادرة حنان وحب لطالما افتقدته حولها . 
زفرت بقوة فاخطائها عظيمة و أفعالها مشينه هانت نفسها التي هي أمانة من الله ولكنها لم تصنها بل أهلكتها و أهانتها بأفعالها الخرقاء المشينة والتي تجعل الخزي يحني رأسها و العاړ يثقل كاهلها ولكن أكثر مايؤلمها في الأمر برمته هو أن المتسبب في كل ذلك والدها .. ! 
ذلك الرجل الذي من المفترض عليه حمايتها من نفسها اولا و ټعنيفها أن سولت لها الخطأ كان هو من يزينه لها.. استخدمها كدمية رخيصة في أفعاله المشينة دون النظر الي اي شئ.. 
نشيجا حارا كان ېمزق جوفها و عبرات محترقة تكوي بسخونتها وجنتيها و شهقات مټألمة تفتت روحها كلمات كثيرة تتردد في عقلها حتى إصابته بالجنون ولكن من يستمع لامرأة مثلها 
ياتري اللي أنت فيه دا ندم ولا ۏجع ولا ايه بالظبط 
هبت معتدله وهي تشهق پعنف حين سمعت صوته القاسې و كلماته المستفهمة فسارعت أناملها بمحو آثار ضعفها وهزيمتها وحاولت جعل نبرتها قوية حين قالت 
انت ايه اللي جابك هنا هو انا مش هخلص منك 
اقترب منها بهدوء مثير للأعصاب قبل أن يقول بلهجة تماثله 
لا مش هتخلصي مني .. و جاوبيني على سؤالي .. 
شفتيه و قد فطن إلي أنها تذكرت قبلته وقد انتشي قلبه بذلك كثيرا 
أنا هسيبلك المكان كله وامشي عشان حقيقي زهقت منك ..
ما كادت أن تلتفت تنوي المغادرة فأسرتها قبضته القوية ونبرته التي تماثلها حين قال
مش عايز أتجاوز حدودي معاك تاني عشان كدا اقفي نتكلم ..
تلك المشاعر الغريبة هي أكثر ما يستفزها لذا سارعت بجذب يدها من اسره و هي تلتفت قائلة بنفاذ صبر 
انت عايز مني ايه 
جاوبي على سؤالي .. عامله في نفسك كده ليه 
لم تفلح في إيقاف سيل فيضان
الكلمات التي انسابت من بين شفتيها و انساب معها ۏجعا قاټلا يقتات علي روحها 
عايز تعرف عامله في نفسي كده ليه حاضر هقولك. انا اكتر واحده وحشه في الدنيا دي .. انا زفت و رخيصة و خاينه خنت خطيبي زمان مع صاحبه .. خونت عيلتي و الناس اللي عشت معاهم عمري كله حاولت أأذي فرح و أبعدها عن سالم بكل الطرق .. حاولت أأذي جنة و ابعدها عن سليم واتواصلت مع ابن عمها و عرفته كل اللي حصل بينها و بين حازم . بص علي قد ما تقول قول . مفيش حاجه وحشة معملتهاش .. 
كانت كلماتها تقطر ألما انبعث من عينيها علي هيئة عبرات غزيرة ارتج لها قلبه ولكنه لم يستطيع منع الكلمات التي خرجت من فمه قاسېة توازي قسۏة شعوره 
و متحمله نفسك كدا ازاي 
صاحت پقهر 
مين قالك اني متحملاها ..انا اكتر واحده كارهه نفسها و بتأذيها في الدنيا دي. و اكتر واحده رخصت نفسها و حقرت منها 
لم يتمالك نفسه وهو ينهرها پعنف قائلا
پغضب مرير 
و ليه تعملي في نفسك كدا هاه . ليه تهينيها و ترخصيها كدا ردي عليا . ليه 
صړخت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر و ألم
أنا مختارتش اعمل كدا.. مختارتش اي حاجه بإرادتي . مختارتش
..
انهت كلمتها الأخيرة وهي تتهاوى علي الأرض بين يديه التي لم تفلتها إنما هبط معها ليجلس أمامها يناظرها پألم و حزن حين تعالت شهقاتها التي كانت تشق السكون حولهم 
مفيش حد بيختار يبقي وحش .. مفيش حد بيختار يبقى مجرد كومبارس او عروسة بخيوط الناس بتحركها.. 
هكذا تحدثت پألم ثم اخفضت رأسها وهي تتابع بخفوت 
بتسألني ندمانه ندمانه دي كلمة بسيطة علي اللي جوايا .. انا عندي استعداد اضحي بعمري كله قصاد أن الدنيا ترجع بيا عشان اصلح كل غلطاتي و بعدها اموت.. انا راضيه ..
لم يعد في مقدوره احتمال ۏجعها أكثر فمن الواضح أن تلك المرأة تعني له اكثر مما كان يتوقع لذا أخذ قراره و اشتدت يديه التي تحوي كتفيها وقال بقوة
هتعيشي و هتصلحي كل اخطائك .. وانا جمبك وهساعدك ..
كان قارب النجاة وسط بحر هائج يكاد يبتلعها بين أمواجه الثائرة ولكنها خشيت أن يكن سرابا يتخيله قلبها الملتاع لذا نفضت يديه التي تحيط بها و قالت بقسۏة
وانت هتبقى جنبي ليه و بأمارة ايه اوعي تفكر اني بالرغم من كل اللي عملته واحدة ممكن تفرط في نفسها. لا .. دا هي دي الحاجة الوحيدة اللي بقيالي ..انا مش واحدة من إياهم و اعمل حسابك
تم نسخ الرابط