قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
به فأخذت نفسا عميقا قبل أن تهز برأسها و هي تتوجه خلفه إلي الداخل بخطي مرتعشه فهي لأول مرة ستواجه بمفردها دون أن تكون بجانبها شقيقتها لذلك كان قلبها ينتفض خوفا و كأنها كالحمل الذي أوقعه القدر بين قطيع من الذئاب المفترسه .
قبل أن تصل إلي غرفه الجلوس تفاجئت حين إلتفت إليها و قال بنبرة خفيضة و لكن محذرة
ألقى كلماته و تركها ليدخل إلي غرفه الجلوس بينما هي توقفت لثوان تحاول تهدئه قلبها من شدة خفقاته المرتعبه و صارت تردد قائله
اللهم إنها نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم . اللهم اكفنيهم بما شئت و كيف شئت إنك علي كل شئ قدير . و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون
أعلن صوت
حذائها العالي الكعب عن وصول صاحبته فشعر بطنين في أذنيه و بأن دقات قلبه تتناغم مع صوت طقطقه الحذاء الذي ما أن ظهرت صاحبته حتي توجهت جميع الأنظار إليها و جميعها كانت ساخطه ماعدا ذلك الغريب الذي كان ينظر إليها بغموض سرعان ما حل محله الدهشه حين سمع حديث أمينه التي قالت بوقار
مروان إبن عم حازم .
تفاجئت جنة من فعلتها ومن إهتمامها بتعريفها إلى هذا المدعو مروان الذي كان يناظرها پصدمه أخجلتها و بجانبه حلا التي كانت تناظرها بسخط فتجاهلتها و أقتربت منه و مدت يدها تصافحه بتحفظ قائله
أهلا بيك .
صافحها مروان بحرج بعدما حاول التخلص من صډمته قائلا بإرتباك
إنقلبت ملامحها بلحظه فور تذكرها ما حدث و لكنها لم تعلق و أكتفت بكلمات
بسيطه
و لا يهمك ألف سلامه علي والدتك.
تعالي يا جنة أقعدي هنا .
كان هذا صوت أمينه التي أنقذتها فهي كانت بمأزق لا تعلم أين تجلس و لا تريد أن تظهر بمظهر الغبيه أمام هذا الغريب و ما أن أتاها صوت أمينه حتي أطاعتها
إلتفت مروان إلي حلا التي كانت تجلس بجواره فقد افتقدته بشدة خاصة في ظروف ۏفاة حازم فقد كانا هذان الإثنان مقربان إليها كثيرا و لم تصدق عيناها حين شاهدت مروان يدخل من باب القصر ق و تجددت أحزانها بأحزانه و عادت إليها ذكرياتها السيئه مرة آخري و لكن أتت صډمه مروان الذي لم يكن يعلم بأمر
هو إلي أنا سمعته دا بجد حازم أخوكي أتجوز
حلا بتهكم
أنا زيي زيك سمعت لكن مشوفتش !
مروان بعدم فهم
فزورة دي و لا
إيه
أوشكت حلا أن تجيبه و لكن تدخلت أمينه التي قالت بلهجه يشوبها بعض التقريع الخفي
لما تحب تعرف حاجه أبقي أسألني أنا يا مروان . جنة و حازم كانوا بيحبوا بعض و مرتبطين و حازم فاتحني في الموضوع قبل ما يتوفي بفترة و أنا لما لقيته متعلق بيها وافقت و روحنا خطبناهم و كتبنا الكتاب و كانوا هييجوا يقضوا شعر العسل في إنجلترا عندكوا بس قولنا لما مامتك تقوم بالسلامه. ها في أسأله تاني عايز تعرف إجابتها
شعر مروان بالحرج من حديث أمينه و لكنه حاول أن يبدو طبيعيا حين قال
لا أبدا يا مرات عمي أنتي كدا وضحتي كل حاجه .
كان حديث أمينه كالبنزين الذي أخذ يتراقص أمام النيران فزاد من چنونها و قد تجلي ذلك في نبرة همت التي قالت بتهكم
لا لسه في حاجه مرات عمك نسيت تقولهالك يا مروان . أبقي بارك لجنة عشان حامل !
عم الصمت أرجاء المكان و قد كان الجميع علي صفيح ساخن فكلمات همت و طريقتها في الحديث توحي بأن هناك ما لم يقال و حين جاءت علي ذكر حملها كانت تتحدث بإبتسامه متهكمه أصابت شئ ما داخله مما جعل الڠضب يتصاعد إلي رأسه فحدجها بنظرة قاتمه غاضبه
و لكن آتي حديث أمينه ليمحو تلك البسمه الكريهه من علي وجهها
لا منستش يا همت و لا حاجه بس قولت أكيد أنتي أكتر واحده هتبقي مبسوطه و هي بتقوله أن إبن حازم جاي في الطريق !
كانت كلماتها موجعه و
متابعة القراءة