قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

الذي يتنافى مع تلك النيران التي تحيط بهم و بنبرة جافة أجابته 
ايوا قالتلى. و اظن ان اجابتي وصلاك من زمان 
كانت عينيه تطالعها بشغف و اشتهاء نابع من احتراقه بالشوق المضني الذي فاقت حرارته النيران المندلعة بالخارج و قال بهمس خاڤت 
عايز اعرف الإجابة منك.
نظراته و هسيسه و أنفاسه المحيطة بها كانت كفيضان مباغت ضړب سدا هش فأجهز عليه فاڼهارت داخليا و لكنها أبقت القشرة الخارجيه جامدة لا تتأثر بشئ و بعينين ثابتة و نبرة قوية اجابته 
لو آخر راجل في الدنيا عمرى ما هتجوزك!
لم تكن تلك المرة الأولى الذي يستمع فيها إلى هذا التصريح ولكن الآن بعدما أزيلت كل الحواجز التي تمنع اجتماعهم كان الأمر بالنسبة له كارثي لذا تقدم خطوتين منها وقال بنظرات يملؤها التصميم الذي تضمن لهجته حين أجابها قائلا 
طب اعرفي بقي ان انا الراجل الوحيد في الدنيا دي اللي هينفع تتجوزيه ..
صاحت معانده
يبقى هشيل فكرة الجواز من دماغي خالص.
كانت الشئ الوحيد الذي اشتهاه بكل جوارحه و التنازل عنه دربا من دروب المستحيل فتحدث بلهجة تحمل الهدوء و الخطړ معا 
وماله
شيليها براحتك وانا هعرف بطريقتي ادخلها تانى فى دماغك..
كان ل تمسكه بها وقعا مثيرا علي قلبها ولكنه لم يفلح في تخدير أوجاعها التي عادت إلى السطح بقوة جعلتها تقول بنبرة ساخرة 
بصراحه فاجأتني و عجبني اصرارك اوي وعشان كدا هسهلهالك. في سؤال لو جاوبتني عليه بصراحه هنزل دلوقتي اقولهم اني موافقة اتجوزك.
تنبهت حواسه لحديثها الذي جعل أنفاسه تتضارب في صدره پعنف حتي أوشكت علي تحطيم ضلوعه و بأنفاس مقطوعة أجابها
سؤال ايه 
وضعت سيف الحيرة الباتر على رقبته حين قالت بملامح متألمه ولهجة مچروحه 
لو مكنش حازم ضحك عليا و كان كل شئ حصل بينا برضايا كنت هتفضل مصر تتجوزني كدا بردو 
كانت كمن حفر بئرا من الچحيم و ألقاه به أوهمته ببلوغ الجنة و أحكمت غلق بابها بأصفاد ڼارية و لزاما عليه عبوره أو الاحتراق بنيران الفراق الذي كان أقوى من استطاعته على التحمل..
اغمض عينيه للحظات قبل أن يعيد فتحها من جديد زافرا الهواء المكبوت بصدره دفعة واحده وهو يقول بنبرة ثابته استقرت في منتصف قلبها 
لا!!
تجمدت الډماء باوردتها حتي صارت جليدا فقد كانت تتوقع تلك الاجابه ولكنها كانت ترفضها بشدة كانت تتمني لو
أنه يقول بأنه يتقبلها بكل شئ مهما بلغ سوءه ولكنه فاجأها حين قال بلهجة قويه 
الموضوع مش شخصي يا جنة. ولا ينفع نحكم فيه بمشاعرنا. 
هبت غاضبه وقالت بنبرة ساخطه
مش هتفرق معايا حكمت بايه المهم الجواب النهائي 
تبقي غلطانه.. قوليلي يا جنة لو شوفتي شخص بېقتل قدامك مهما كانت مبرراته هتقدري تأمنيله يعني هتقدري تديله ضهرك و أنت مطمنه و رجاء تجاوبيني من غير جدال. 
جذب انتباهها بكلماته التي أخمدت ثورتها للحظات و أجابته باختصار 
اكيد لا 
فتابع مستفهما
طب و لو
عرفتي أنه قتل اغلى شخص عنده في الدنيا عشان سبب تافه. هتقدري تعيشي مع الشخص دا و تأمنيله عادي 
اجاباه بفضول لمعرفة ماذا وراه حديثه 
اكيد لا . مينفعش أأمنله بعد ما عمل كدا
اجابها بلهجة منتصرة 
شوفتي بقي. الموضوع كله هنا في الأمان.. لما بنت تقبل تتجوز عرفي عشان سبب تافه زي انها بتحب دا اسمه قتل. قتل لكرامتها و عزة نفسها و سمعتها. تحت مسمي تافه اسمه الحب. دى ينفع يتآمنلها ازاي إذا كانت هي اصلا مكنتش امينه علي شرفها الي مفروض اغلي حاجه عندها في الدنيا يبقي هتبقي أمينه علي شرف جوزها 
وقعت كلماته عليها كصاعقه برق إصابتها في أكثر نقاطها ألما فهبت معارضه بلوعة
بس انا معملتش كدا. انا قبلت امضي علي ورقه تضمن أنه يتمسك بالحياة عشان يتعالج عمري ما كنت هوافق انه يتمادي معايا اكتر من كدا. انا عمري حتي ما سبته يمسك ايدي .
كانت ترفق كلماتها المچروحه بعبرات سقطت كجمرات فوق قلبه الذي أعلن إسلامه امام عشقها الضاري فاقترب منها خطوتين ويديه تقترب منها تحاول تهدئتها فتراجعت هي إلي الخلف بجزع اصابه في الصميم فقال بلهفه 
انا عارف انك معملتيش كدا. انا بس حبيت افهمك أن زي ما الست بتبقي محتاجه من الراجل الأمان هو كمان بيبقي محتاجه منها..
لانت نظراتها قليلا حين تحدث هكذا وبداخلها شئ قوي يخبرها بأنه علي صواب في كل كلمه قالها ولكنها أبت التراجع عن موقفها فتابع سليم بخشونة
صدقتي أو لا انا كان عندي احساس كبير انك متعمليش كدا. بس لسبب جوايا كنت بكذبه او بمعني اصح بقاومه. لكن دلوقتي..
قاطعته بصرامه
دلوقتي مفيش اي حاجه اتغيرت. احنا زي ما احنا. و لو انا رفضت الجواز منك قبل كدا مرة . فأنا دلوقتي هرفضه ألف مرة..
كانت طريقه احترافيه في الاڼتقام وقد تقبلها هو بثبات علي عكس ألمه الداخلي و الذي حاول قدر الإمكان أن يتجاوزه
تم نسخ الرابط