قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
أنها مش هتقدر تسافر معايا . هو تهريج
زفر بحنق حين جاءه الرد علي الطرف الآخر فقال بتهكم
توقيت مناسب للولادة ! طيب أقفلي أنا هتصرف
ناظرته بإستفهام تجاهله حين قال بخشونه
جنة عامله إيه دلوقتي
أجابته بإختصار
كويسه الحمد لله
كانت ملامحها متجهمة و نبرتها قاتمه مما جعله يرفع إحدي حاجبيه قائلا بإستفهام
أومأت برأسها قائله
متأكدة هكذب عليك
ليه
لهجتها الباردة و ردها العدائي جعلوه شبه متأكد من وجود خطب ما و قد شعر برغبة ملحه لمعرفته فقال مراوغا
ميبقاش قلبك ضعيف كدا دي مجرد غربان و متحطيش كلام عم مجاهد في دماغك هو مزودها شويه
خرجت الكلمات منها بحدة أذهلته
أجابها بسخريه
أنتي معاهم و لا مع أختك
أنا مع الحق . و علي فكرة عم مجاهد مش مزودها و لا حاجه الغربان فعلا بتعمل محاكم بينهم و بتطبق الحق إلي البشر مبيعرفوش يطبقوه !
قولي إلي عندك علي طول مابحبش أسلوب رمي الكلام دا !
لا مش ترميه كلام و لا حاجة دا مجرد رد علي كلامك مش أكتر .
شعر بكذبها و لكنه لم يطيل الأمر كثيرا إذ قال مغيرا
الموضوع
هتبقي نشوف الموضوع دا بعدين . المهم دلوقتي جهزي نفسك عشان هنسافر يومين شرم الشيخ
صدمها حديثه فقالت بإندهاش
ناظرها بإستمتاع من مظهرها المصډوم و قال بهدوء ليزيد من ڠضبها
أنا و انتي !
دا إلي هو إزاي
سالم بهدوء جليدي
السكرتيرة بتاعتي معاد ولادتها كان أول الشهر و فجأة ولدت إمبارح و في مؤتمر مهم في شرم و مينفعش أعتذر عنه و أكيد مش هسافر من غير سكرتيرة فقررت أخدك معايا !
و حضرتك بتقرر بناءا علي إني شنطه هتاخدها معاك
كان ڠضبها مثيرا بحق لذا تابع ليستفزها أكثر
لا بناءا علي إني مديرك و أنتي سكرتيرتي .
فرح بانفعال
بس أنا مش جاهزة للسفر دلوقتي
سالم بتقريع خفي
السكرتيرة البروفيشنال مينفعش تقول للشغل لا . دا أولا . ثانيا و دا الأهم أنتي زعلانه ليه دي فرصة أختبر فيها قدراتك و أشوف بعيني مؤهلاتك يمكن أعيد النظر و أقبل أشغلك في الشركه بتاعتي !
متنسيش إنك ماضيه عقد و أنا في شغلي مبهزرش
كانت تلك الجملة التي قالها ما أن رآي
ڠضبها يتصاعد ليجعلها تبتلع جمراته بصعوبه قبل أن تقول من بين أسنانها
و السفر دا أمتا
النهاردة بالليل
أجابها بهدوء فأخذت نفسا عميقا بداخلها قبل أن تقول بإذعان
طب و جنة هعمل معاها إيه
متشغليش بالك بيها أنا هرتب كل حاجة . ياريت تجهزي نفسك بسرعة . و مش محتاج أقولك تهتمي بمظهرك لإن دا مؤتمر عالمي و أنتي هتبقي واجهة لشركة كبيرة !
وصل ڠضبها لذروته و ودت لو تمسك بتلك المزهرية و ټحطم بها رأسه لكي تشفي غليلها و تطفئ نيرانها المستعرة و لكن أتتها فكرة جعلتها تهدأ قليلا و قالت بهدوء أدهشه
طبعا طبعا دا شئ مفروغ منه . بس إلي أعرفه إن الإنسان بيتقيم من خلال شغله مش من خلال مظهره و دا المسموح لحضرتك تطلبه مني غير كدا لا . عن إذنك عشان اروح أجهز نفسي و أعرف جنة
لم يجيبها فقد علم من ملامحها بأنها قد وصلت إلي ذروة الڠضب فاكتفي برسم ابتسامة تسلية علي ملامحه و هو يناظرها تغادر و لكن لفت انتباهه شئ صغير سقط منها فتوجه لرؤيته فوجد ورقة صغيرة مطويه تحمل عطرا رجاليا فجعد ما بين عينيه و قام بفتحها لتتجمد الډماء
في عروقه و تتحول لبراكين ڠضب حين قرأ محتواها .
كان سليم في غرفتة يمارس الرياضه پعنف و كأنه يخرج بها شحنات و مشاعر لا يستطيع التصريح بها تطارده كأشباح لا يستطيع مواجهتها جل ما يستطيع فعله هو الهرب منها و قد تجلي ذلك في حركاته العڼيفه فوق الجهاز و قد تلاحقت أنفاسه و بدأت عظامه تئن عليه ۏجعا فترك ما بيده و أخذ يزفر أنفاسه بقوة و كأنه يطرد رائحتها العالقة ب الذي توقفت نبضاتة
حين سمع صوت والدته الآتي من خلفه
بتهرب من إيه يا سليم
صدم سليم من كلماتها و ظهورها المفاجئ و نظراتها الثاقبة التي كانت تطالع حالتة التي جعلتها تتأكد من ظنونها و شكوكها حوله و قد فهمت محاولته لمراوغتها حين قطب جبينه مدعيا عدم الفهم
بهرب ! سليم الوزان مبيهربش يا حاجه . دانا حتي تربيتك
أقتربت
متابعة القراءة