قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
عارف ان محدش هيسمعني . چيتلك يمكن تسمعيني أنت . جوليلي ياما اعمل ايه عشان ارچعها تاني
تعالت شهقاته التي تتنافى مع هيبته و ضخامة جسده الذي سقط علي الارض لا حول له ولا قوة وتابع بنبرة منكسرة
اني عارف اني كنت جاسي عليها جوي. بس اني اتربيت عالجسوة. معرفش غيرها. لو دا عقاپ من ربنا اني راضي اتحرم منيها بس ترچع سالمه. جلبي بيحترج كل ما اتخيل أن حد ممكن يأذيها
هتچنن ياما .. عجلي هيشت مني. جلبت البلد حته حته ملهاش أي أثر . نفسي اعرف مين اللي خطڤها مين اللي مد يده و نزع جلبي من بين ضلوعي وخباه مني
تعالت أصوات بكاءه وهو ينظر للسماء قائلا بتضرع
أروح لمين بس يارب يارب ماليش غيرك دلني عالصح ..
پجنون يتسابق مع الزمن فكل دقيقة تمر بها وهي بعيده عنه لا يعرف مكانها أو مع من تزيد من جنونه أكثر ..
أخيرا وصل الي وجهته فصف سيارته أمام ذلك المنزل الكبير و هرول إلي الباب يدقه پعنف ففتح له الغفير ليتجاوزه الي
صفوت بيه .. يا صفوت بيه
في ايه يا أخينا انت البيه مش موجود
سب عمار في سره وهو يقول الغفير بحنق
و هياچي مېتا
معرفش ..
طب اني هستناه ..
ادخله الغفير الي المنزل و أجلسه بغرفة الاستقبال فقام بإخراج سلسالها الجميل الذكرى الوحيدة الباقية منها فأخذ يناظره بإعتذار صامت و ما هي إلا دقائق حتي أتي صفوت فقام عمار بوضع السلسال في جيبه و هب لملاقاته فوجده يقول باندهاش
عمار بنفي
لاه متجلجش حلا كويسة .. اني عايزك في موضوع يخصني انا .
موضوع ايه
عمار بقلب محترق
في حد يعز عليا جوي. بدور عليه و مش عارف أوصله ..
صفوت بعدم فهم
لا انا مش فاهم . اقعد كدا و فهمني تقصد ايه
قص عليه عمار ما حدث و انهي كلماته قائلا
اني مستعد ادفع مال الدنيا كله و افديها بعمري بس الاجيها..
طب هدي نفسك و اشرب الليمون وانا هعمل اتصالاتي و أن شاء الله خير ..
ناوله صفوت كوب الليمون فأمتدت يده تلتقطه باهتزاز فسقط الكأس علي جلباب عمار فقال صفوت بلهفة
عمار برفض
لاه سيبك من الچلابية دلوق . و خلينا في المهم ..
صفوت بعناد
علي ما اعمل كام تليفون هيكونوا نضفوها وجففوها .. اسمع الكلام من غير نقاش
أومأ عمار بصمت و قام بوضع يده في جيبه ملتقطا سلسالها وهو يخلع جلبابه فتحدث صفوت ممازحا في محاولة منه لتهدئته
دا الموضوع طلع كبير بقي .
تشكلت غصة صدئة بجوفه وقال بمرارة
دي آخر حاچة بجيت منيها . رفضت اديهالها زي مايكون كان جلبي حاسس .
لا يعلم السبب ولكنه وجد نفسه يمد يده إليه ليرى السلسال فتفاجئ عمار من فعلته و قام برفعها أمامه دون أن يلمسها فتراقص السلسال أمام أعين صفوت التي تحولت ابتسامته الي صدمة قويه و شعر بأن الكون توقف للحظة عن الدوران حين رأى تلك النجمة التي تتمايل أمامه فامتدت يديه تنتزعها من يد عمار الذي صاح پغضب
ايه يا سيادة اللواء هات السلسال ده بتاعي .
لم يستطيع الحديث فقد اهتزت يديه التي قامت بفتح السلسال لتظهر صورة تلك الصغيرة التي لم تفارق خياله أبدا منذ أن فارقها. نعم كانت طفلته التي انتزعتها أيدي الغدر من بين يديه دون شفقه أو رحمة
يتبع.
السادس و العشرون بين غياهب الأقدار
هناك أشخاص في هذا العالم كالمصابيح يضيئون دروبنا المظلمة العثور عليهم صعب و التفريط بهم مستحيل .
كذلك الذي يخبرك دائما بأنه س يغادرك ولكنه لا يجرؤ عن الإبتعاد أبدا ..
و ذلك الذي يظهر فيك صفاتك الجميلة التي لم تلاحظها في نفسك يوما ..
و ذلك الذي يتحمل رماديتك و مزاجك السيء بقلب رحب . وأيضا هذا الذي يستمر ب إخبارك بأنك الأروع في هذا العالم.
وعلى رأسهم هذا الذي يغفر جميع ذلاتك غضبك قسوتك إزعاجك و تذمرك الدائم. يوقن بأن كل تلك الأشياء عابرة بعيده عن طبيعتك و يدرك بأنه لا يوجد شخص كامل في هذه الحياة . كلما رأيت نفسك بعينيه تقع بعشقها بإستطاعته تبديد غيومك السوداء وإعادة الصفاء
متابعة القراءة