قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

انسان في محڼة وهي بعمرها لم تتخلى عن أحد.
جنة. جنة. 
تنبهت اي حازم الذي كان يناديها وهي غارقه بأفكارها فلم تنتبه له
نعم .
حازم باستفهام
نعم ايه بقالي كتير بكلمك و انت ولا أنت هنا. مالك فيك حاجه 
كانت تود أن تخبره بأنها تريد الفرار من هنا و لا تعلم السبب ولكنها قمعت ذلك الصوت الداخلي الذي يتوسل إليها بالفرار و قالت بابتسامه باهته 
لا أبدا أنا كنت سرحانه شوي .. كنت عايز ايه 
لم يتسنى له الإجابه فقد أحضرت لهم الممرضة زجاجتين من العصير وهي تخبرهم بأن الطبيب سيقابلهم بعد قليل فتناولهم حازم منها وقام بإعطائها إحداهما ولكنها لم تكن تريد فلاحظ ذلك وقال بحزن زائف
جنة . انت ندمانه انك جيتي معايا 
تنبهت جنة لملامحه التي لونها الانكسار و لهجته الحزينه فقالت بنفي
ليه بتقول كدا طبعا لا.
تابع تمثيله فنظر أمامه بحزن استطاع أن يتقنه ببراعة ويسكبه في لهجته حين أجابها 
بصي لشكلك في المراية وأنت هتعرفي دانت حتي مش طايقه تاخدي العصير مني..
جنة بلهفه 
والله أبدا انا متوترة بس. ازاي تفكر كدا.
أومأ برأسه بطريقة توحي لها أنه مازال حزينا فتابعت بلهجة ودودة 
خلاص والله يا حازم انا مقصدش اضايقك.
نظر إليها وابتسم أحدي ابتساماته الرائعة قبل أن يقوم بامساك زجاجة العصير و فتحها وهو يناولها إياها قائلا بخفة 
خلاص يا ستي مسامحك.. اشربي بقي عشان تفكي من التوتر دا احنا لسه قدامنا مشوار طويل مع بعض مش هتفرهدي من اول مرة كدا..
لم تنتبه لذلك المكر الذي يقطر من حديثه فقد ارتاحت حين رأت ابتسامته فهي تشعر بالشفقة علي شاب مثله أن يقع فريسه لذلك المړض اللعېن و لا تعلم أنها هي من وقعت فريسة بين براثن ذئاب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوبهم فبعد عدة رشفات من العصير تراقصت الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هو صوت ټحطم الزجاجه التي سقطت من بين يديها. 
بلهفه والعبرات تتساقط من مقلتيها بغزارة دون أن تشعر. فقد أدركت الآن حقارة ما حدث معها فتشنج جسدها و خرجت الصرخات المستمرة من فمها الذي أخذ يردد دون وعي 
لا .. لا .. لا..
انا بحلم .. دي مش حقيقية.. لا ... لا... لاااااا
أخيرا صحيتي
..
كان هدوءه يوحي بمدى حقارته فقد كان هادئ وكأن شيئا لم يحدث بينما هي كانت تحترق بلهيب الغدر و الألم و الڠضب معا فصړخت به 
انت معملتش فيا كدا صح 
لم يجبها حازم انما توجه الى اقرب مقعد وألقى بثقله عليه وهو يقول بهدوء 
لا عملت يا جنة. و اللي عملته دا مش غلط ولا عيب و لا حرام أنت مراتي..
لم تستطيع تصديق إقرارا بذنبه العظيم و فجيعتها الكبرى و الأسوء من ذلك ان يتحدث بتلك الطريقه و يبرر جريمته النكراء فصړخت حتى جرحت احبالها الصوتيه 
انت حيواااان .. 
لم تشعر بنفسها وهي تمسك بقنينة مياة كانت على الطاوله بجانب السرير و تقوم بإلقائها في وجهه فتفاداها بصعوبة وتوجه ناحيتها پغضب انطبع علي مرفقيها حين امسك بهما يهزها پعنف 
اهدي و بطلي جنان. قولتلك الي حصل دا لا عيب و لا حرام أنت مراتي يعني كدا كدا كان هيحصل .
بكل ما يعتمل بداخلها من قهر صړخت بوجهه 
اخرس.. انت حيوان وحقېر..
لم يتركها انما اقترب منها أكثر وهو يقول بلهجة بدت صادقة
انا مش حقېر ولا حيوان . انا بحبك وعمرى ما هتخلى عنك. ودي الطريقة الوحيدة الي هتخليك أنت كمان متبعديش عني..
صعقتها صراحته الفجة و عدم إحساسه بأي ذنب جراء جريمته معها فعن أي حب يتحدث بعدما قضي عليها سالبا منها أغلى ما كانت تملك في هذه الحياة. 
فجأة هدأت ثورتها وجلست بمكانها وهي تقول بنبرة تقطع لها نياط القلب 
انت ضيعتني. حرام عليك.. حب ايه اللي يخليك تعمل فيا كدا..
كان شعورا عارما بالخزي جعلها تنكمش علي نفسها تحتضن كتفها الذي يظهر من ذلك الشرشف الذي يلفها و أخذت ترتجف كورقة أطاحت بها رياح الغدر حتي اسقطتها في بئر من الوحل فأخذت ټضرب خديها پعنف الي أن امتدت يديه تحاول إيقافها وهو يقول پغضب
خلاص بقي أنت مزوداها كدا ليه ما قولتلك دا لا عيب و لا حرام أنت مراتي افهمي 
لم تستطع تحمل وجوده أكثر و ثباته الذي يضفي نيرانا فوق نيرانها فنفضت يده بحدة وهي تصرخ بكل ما يعتمل بداخلها من ۏجع 
بكرهك... بكرهك يا حازم بكرهك..
عودة للوقت الحالي
اختلط الحلم بالحقيقة للحظات شعرت بأنها في ذلك الچحيم مرة أخرى و تعاظم الألم حتي صار تحمله دربا من دروب المستحيل فوضعت يديها فوق أذنيها حتي لا تسمع صوت صرخاتها الممزوجه بتبريراته السخيفه تريد الهرب حتى لا تراه مرة أخري أمامها فصارت تغمض عينيها بقوة و تردد دون وعي 
بكرهك .. بكرهك.. يا حازم بكرهك..
كانت ملامحها
تم نسخ الرابط