قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

الحلم 
ريتال بلهفه 
أيوا صح أنا مرة قعدت أدعي أشوفها في الحلم و نمت حلمت بيها بتنيمني و تلعب في شعري و هي بتحكيلي حدوتة قبل النوم زي ما كانت بتعمل قبل ما تمشي 
رق قلب جنة لحديثها و للخيبة في نبرتها حين تابعت 
من يوم ما مشيت محدش بقي يقرالي حواديت 
كانت تذكرها بطفولتها و فقدانها لوالدتها و لكن للحق كانت فرح دائما ما تكون بجانبها حتي أنها ذات ا و أخذت تروي لها حكايات كالأطفال حتي تستطيع النوم و عند هذه الفكرة أضاءت عيناها و نظرت للفتاة بحماس و قد تبخر حزنها تماما و قالت 
طب تدفعي كام بقي واحكيلك حتة حدوتة إنما إيه هتعجبك أوي
ريتال بفرحة عارمة
بجد أنتي بتعرفي تحكي حواديت يا .. هو أنتي أسمك إيه 
إسمي جنة و حافظة
كمية حواديت لا تتخيليها . 
ريتال بتوسل
طب ما تحكيلي حدوتة منهم 
جنة بحنان
كل يوم هحكيلك حدوته منهم 
ريتال بفرحة غامرة 
هييييييه . طب تعالي معايا أوضتي و أحكيلي هناك لحد ما أنام 
يالا بينا . 
تشابكت الفتاتان و كأنهما أصدقاء قدامى و ما أن وصلوا إلي باب القصر حتي توقفت ريتال التي قالت بصوت خفيض 
بقولك إيه أمشي بالراحة خالص عشان عمو مروان ميسمعناش و إحنا داخلين 
إرتابت جنة من حديثها فقالت بإستفهام 
ليه كدا 
الفتاة ببراءة
مبيبطلش رغي و أنا جالي صداع منه فقومت قولتله هنام و هربت و جريت علي الجنينة و مش عيزاه يشوفني عشان ميفكرش إني كذبت عليه بس خلي بالك دا سر بينا 
أبتسمت جنة علي حديث الفتاة و قالت بمزاح 
أنتي شكلك حكاية يا ريتا . متقلقيش يا ستي مش هقوله حاجه 
طب يالا بينا بقي بشويش 
يتبع .....
السادس عشر
كل الأسود حداد إلا الأسود في عيناك. فهو فتنة من نوع خاص.
نورهان العشري 
حاجه أمينة . مالك في إيه 
لم تستطع أمينة الحديث و لكن بصعوبة استطاعت أن تشير بيدها على
شئ ما أسفل الأريكة في آخر الغرفة و الذي لم يكن سوي بخاخ لعلاج حالات الإختناق المشابهة لذلك فهبت جنة من مكانها و قامت بجلب تلك البخاخه و
تقريبها من وجهها و قامت بالضغط عليها عدة مرات لتستشعر أمينة عودة الحياة إلى ا مرة أخرى فقد كانت على شفير الهلاك فقد انقطع عنها الهواء و لم تعد تستطع حتى إخراج صوتها و إزدادت ضربات ا بشكل كبير إلى أن أرسل الله لها الغوث في تلك الفتاة و التي كانت آخر شخص تتوقع أن يساعدها لتتخلص تدريجيا من آثار أزمتها على أقوي منها عندما شعرت بيد جنة الحانية و التي أخذت تمسد بها ا بحركات دائرية هادئة و بيدها الأخرى كانت تطوق كتفيها و قد آلمها أو لنقل أخجلها هذا الموقف كثيرا خاصة حين سمعت صوتها المتلهف تقول
طمنيني بقيتي أحسن دلوقتي 
هدأت أنفاسها تدريجيا و لكن كان صوتها بعيد و لم تكن قادرة على استدعائه فهزت رأسها بضعف لتقول جنة بلطف 
طب قومي معايا
افردي جسمك و ارتاحي علي السرير 
و كأن حنانها و لطفها كانوا كالسوط الذي أخذ يجلد قلبها دون رحمة .فبهذا المكان تحديدا أذاقتها كل أنواع الاټهامات واشنعها والآن تقوم بأنقاذ حياتها و معاملتها بكل ذلك اللطف و الحنان !
أي جرم ارتكبته في حق تلك الفتاة التي لا تستطيع نسيان نظراتها الملتاعة ولا التوسل الذي كانت تخفيه خلف قوتها بألا تواصل جلدها و إحراق روحها بكلماتها المهينة ولكنها دهست علي كل ذلك بأقدام الظلم و أجهزت على كبريائها دون أن يرف لها جفن من الرحمة و الآن ألقي بها القدر بين يديها و التي لم تتردد لحظة في إنقاذ حياتها بنفس المكان الذي قټلتها به !
انتهت جنة من وضع أمينة في فراشها و دثرتها بالغطاء جيدا و أخذت تناظرها باهتمام تجلي في نبرتها حين قالت 
حضرتك عامله إيه دلوقتى 
لم تجبها أمينة فلم تطاوعها شفتاها بالحديث إنما هزت رأسها و عيناها مازالت تعج بفوضى الشعور بداخلها و الذي قاطعه دلوف عاصف للجميع إلى داخل غرفتها و كان أول المهرولين هي حلا التي إندفعت إلى فراش والدتها و هي تقول بنبرة ملتاعة 
ماما حبيبتي مالك في إيه 
حاجة أمينة . انتي كويسة 
كان هذا صوت نعمة الخادمة الخاصة بها و جاء صوت مروان الذي كان يمسك بيد ريتال التي ما أن رأت أمينة ملقاة أرضا حتى هرولت إلى الأسفل لتخبر الجميع و قد كان آخر من دخل إلى الغرفة سما التي جاهدت قلقها علي أمينة و رسمت قناع البرود علي محياها و لم تتفوه بحرف و قد جذب انتباهها جنة التي انزوت بعيدا عنهم بآخر الغرفة خوفا من بطشهم 
أنا كويسة الحمد لله . اطمنوا
حلا پخوف 
كويسة ازاي يا ماما وشك مخطۏف و مش
تم نسخ الرابط