قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

الله الرحمن الرحيم
الثالث عشر بين غياهب الأقدار
فالأمر كان أشبه بسفينة عادت إلي شطها مهزومة مثقلة ب تصدعات وشروخ خلفتها عواصف وأعاصير رحلة مضنية مع القدر. وحين لاحت بوادر الإتيان إلي ديارها. لم تواتيها الجرأة على معانقة مرساها أو الاستكانة بين أحضان مرفأها فظلت عائمة تتقاذفها رياح الهوى غير عابئة بچراحها. يذكرها تأرجحها بين جنبات المياه الضحلة بأن ترياق أوجاعها أمرا بعيد المنال مهما بدا قريبا و أن ما خفى كان أشد وأقسى ..
هكذا كان الأمر معك!
نورهان العشري 
تجمدت قدماها و شعرت بتوقف النبض في أوردتها حالما وقعت عينيها على تلك الورقة اللعېنة التي كانت سبب هلاكها و وقوعها في فوهة ذلك الچحيم ولكنها لم تكن وحدها بل كانت متبوعة برسالة أخرى أسوأ مما تحمله هذه الورقة 
الورقة دي ه تلف على كل مواقع مصر و جرايدها لو تممت جوازك من سليم الوزان!!
كانت في تلك اللحظة أشبه بطفلة عاجزة تحيطها الأعين 
ب استفهامات كثيرة وهي لا تستطيع النطق ب كلمه واحدة تشعر ب نبضها ېحترق ألما بعد أن ظنت بأنه س يهدأ ويستكين!
كان مظهرها مبعثرا ضائعا ف اقترب منها يحاوطها بذراعين صنعت من عشق غلف نبرته و نظراته حين قال
مالك يا جنة 
كان ينطق اسمها بصورة قاټلة اخترقت اقوى دفاعاتها
التي اهتزت فانبثقت دمعة غادرة من طرف عينيها تحكي مقدار ۏجعها الذي اهتز له قلبه فشدد علي كتفيها مضيفا بنبرة اقوى
ردي عليا في ايه 
اقتربت منها فرح وهي تنظر إلي سليم نظرات ذات مغزى حتى يتركها الآن معها و لكن قلبه لم يكن يطاوعه.. فقد شعر بأنها كانت على وشك التسليم له. و بأنها كانت بصدد إعطاءه فرصة لبدء علاقة صحيحة معها ولكن الآن حدث شئ ما.. وذلك الهاتف اللعېن حتما يحمل الجواب..
كان مايزال يقف و يناظرها بعينين يغلفهما التوسل ألا تبعده و يكن هو الكتف الذي ترتمي عليه بثقلها ولكنها كانت عاجزة حائرة تناظره بأعين تشتت بهما الشعور و ضاع بهما الأمل. خيبة قوية ارتسمت بعينيه التي اخفضها قبل أن يقوم بترك ذراعها علي إثر حديث أخاه
سيب جنة و فرح يدخلوا يتطمنوا علي محمود. و تعالي ننزل نشوف الدكتور 
لا تعلم لما شعرت بخيبة كبيرة احتلت قلبها حين تركتها يداه هل كان صمتها اختبارا منها علي مدى صبره و تمسكه بها أم أنها كانت بحاجة إلى ما هو أقوى من يديه في تلك اللحظة ربما كانت أضلعه التي تمنت لو ارتمت بها تبكي كل ما تحمله من قهر و عڈاب و ألم أثقل خطواتها المتجهة الى غرفة صغيرها وما أن همت أن تفتح الباب حتي توقفت إثر صوته الذي قال بقوة 
مستنيك هنا اطمني علي محمود و تعالي..
على قدر ألمها الهائل و خۏفها الكبير ولكن جملته جعلت شعورا من الأمان يتسلل الى نيران قلبها فتهدأ قليلا.
متضغطش عليها اكتر من كدا يا سليم..
هكذا تحدث سالم الذي كان يرى الوضع من الخارج فلم يكن يشعر بهذا البركان الثائر في صدر أخيه الذي صاح پغضب 
متقوليش متضغطش عليها.. انا هتجنن ! في حاجه حصلت وشها اتقلب فجأة لما بصت في التليفون.. 
سالم بهدوء
دا واضح . اللي اقصده انك تديها فرصتها عشان تثق فيك. حتى لو هي بدأت تميل ليك مشوار الثقة لسه طويل بينكوا..
ابتلع جمراته الغاضبة وقال پألم 
انا بعمل اللي اقدر عليه عشان اقرب منها واطمنها.. مش عايز حاجه غير اني احميها و بس..
سالم بخشونة
عارف. بس اللي هي فيه مش سهل.. خليك جنبها من غير ما ټخنقها و صدقني انت اول حد هتجري تحكيله. لما تهدي و تستوعب..
انكمشت ملامحه پألم و تبدل غضبه الحارق الى سكون خارجي قبل أن يومئ برأسه محاولا أن يتفهم الأمر و يرضخ للوضع حتى ولو كان مؤلما
في الداخل اقتربت من فراش صغيرها بأقدام ثقيلة و خطوات سلحفية فقد كان الألم بداخلها أقسى من أن يوصف ممزوجا پخوف جعل يديها ترتجف حين امتدت تلامس جبهته التي هدأت قليلا بفعل العقاقير و
الأدوية فسكن
سامحني
كانت يدها تمر بحنان علي جسده الي أن وصلت إلى كفه الصغير فمررت اصبعها داخل راحته فشعر الصغير بها وقام باحتضان اصبعها الصغير بكفه الرقيق و كأنه يعلن غفرانه وحمايته لها فارتج قلبها لفعلته و ازداد الدمع انهمارا من عينيها فاقتربت منها شقيقتها تطوق أكتافها من الخلف وهي تشاركها تلك اللحظة المشبعة بشتى أنواع المشاعر الصادقة فخرج صوتها متحشرجا حين قالت 
شوفت يا فرح ماسك ايدي ازاي دا مش زعلان مني اني سبته كل دا! هو كدا مسامحني صح
شددت فرح من احتضانها وهي تقول من بين عبراتها 
طبعا مسامحك يا حبيبتي. مين يقدر ميسامحكيش يا جنة
التفتت جنة تناظرها بعينين هالكة من فرط الألم الي تجلى في نبرتها حين قالت
طب و أنت يا فرح سامحتيني
كوبت فرح وجهها بين كفوفها
تم نسخ الرابط