قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
بحرج
وقت تاني يا حاجه الحاله دي لما بتجيلها بتقعد فترة علي ما تفوق . و ان شاء الله حلا ليها زيارة تانيه قريب اوي . عن اذنكوا
اذنك معاك يا سيادة اللوا .. شرفت و نورت ..
هكذا تحدث عبد الحميد فشكره صفوت الذي حمل زوجته ليضعها في السيارة التي استقلها و غادر مسرعا
كله من البجرة اللي چوا دي .. الغبية دي معدتش تخدم اهنه واصل .
ايه يا چدي اللي بتجوله ده هي كانت عملت ايه ولا الجهوة هي اللي خلتها غميت يعني
تدخلت تهاني في الحديث قائلة
عمار عنديه حج . الست يا حبة عيني حالتها متسرش من يوم ما ضاعت بتها منيها.. دي كانت مبتخرجش واصل اني حتي مصدجتش لما شفتها داخله معاه من الباب ..
الله يصبرهم .. و انت تعالي وراي ..
هكذا وجه حديثه الي عمار الذي كانت عينيه تنظران إلي الخلف عله يلمحها بأحد الزوايا ولكنها لم تظهر . يعلم بأن ما يحدث درب من درب الجنون فشعوره بها غريب يوازي غرابه تصرفاته بقربها و إن لم ينتبه فسيغرق في الوحل أكثر
الأمان يعني أنت و عينيك التي اسرتني وانتشلتني من بحور الظلام الي نورا أضاء عتمتي و بدل عالمي الرمادي إلى آخر مزدهر فاندثرت سحبي و انقشعت غيمات الحزن بداخلي و أضحي كوني صافيا و سمائي متلألئة بنور وجودك.
و انت شايف ايه يامتر
والله يا سالم بيه انا حاسس ان الولد دا مظلوم . و كمان اختفاء أهل البنت بالطريقه دي خصوصا بعد ما وعدتهم انك متبنيها و متكفل بيهم يؤكد لي أن في حاجه مش مظبوطه..
زفر سالم أنفاسه العالقة دفعة واحدة قبل أن يقول بفظاظة
عايزك تجيبهملي من تحت الارض .و كمان عايزك تتولي الدفاع عن عدى انا زيك متأكد أنه معملش كدا .
سالم بجفاء
خليه يفكر أنه مغفلني و يلعب براحته .انا عارف هضربه فين و امتا.. و عموما انا نازل القاهرة النهاردة عشان احضر التحقيق بتاع عدى و هناك نتكلم ..
انهي حديثه تزامنا مع دخول فرح الغرفة وهي تحمل كوب القهوة و تتوجه إليه فأغلق الهاتف يناظرها بتوعد تجلي في نبرته حين قال
اتسعت ابتسامتها وقالت برقة
أبدا أبدا هو حد يقدر يثبت سالم بيه الوزان ..
سالم بسخرية
للأسف بقي فيه ..
وضعت قدح القهوة أمامه وهي تقول برقة
عملتهالك بأيدي علي فكرة ..
كانت ملامحها مختلفة كليا عما سبق تضيئها بهجة اضفت جمالا أخاذ علي تقاسيمها و أيضا لمعة عينيها التي تشع كما لو أنها طفلة في الثامنه عشر من عمرها إضافة إلي بسمتها الخلابة التي أسرته ف أصيب بلعڼة الاشتهاء التي جعلته يشير برأسه إليها حتي تأتي إليه فقالت بدلال
بلهجة خشنة تحمل طابع الټهديد و العبث معا أجابها
فرح احسنلك تعالي . متخلنيش اقوملك..
لا و على ايه متتعبش نفسك ..
هكذا تحدثت وهي
تخطو بدلال الي حيث يجلس و ما أن وصلت إلي مرمي يديه حتي جذبها بقوة لتسقط بين ذراعيه
التي أسرتها فأطلقت ضحكة خاڤتة حين سمعته يقول
بقي بتلاعبيني و مش هامك حاجه ولا خاېفه من العواقب.
بسمه جذابه زينت ملامحها حين أجابت بتحدي
تؤ تؤ . مش خاېفه لا ..
دا أنت قلبك ماټ بقي
تفاجئ حين قالت بخفوت
بالعكس . انا محستش ان قلبي عايش غير معاك..
نجحت في تسديد سهم قاټل إلى قلبه الذي انتفض جراء إجابتها التي ضړبت ثباته في مقټل فإنهار أمامها و خرج صوته اجشا حين قال
أنت عارفه عواقب اللي بتعمليه دا
ايا كانت العواقب انا في امان وانا معاك ..
إن بحث داخله لمائة عام فلم يجد كلمات تعبر عن مدي عشقه لتلك المرأة و هل يفلح الحديث في سرد تلك المشاعر الهائلة التي فاض بها قلبه في حضرة وجودها
. و في حين ان القلوب لم ترتوي بعد كان ل رئتيهما رأيا آخر فقد كان كلا منهما يتعلق بالآخر بصورة كبيرة تحول بين وصول ذرات الأكسجين الي الرئتين التي هلكت بفعل ذلك العشق الضاري فما أن تركها حتى صارت تلهث بقوة وحتي كادت ضلوعها أن تتحطم
ف أسندت رأسها علي الذي كان أكثر من مرحب بوجودها و بعد أن هدأ كليهما حتي خرج صوته عابثا
مش
هنجمد بقي شويه
رفعت رأسها تطالعه بعدم تصديق بينما تعثرت الكلمات علي شفتيها حين قالت
انت مفتري علي فكرة
خرجت منه ضحكة صاخبة كانت أكثر من رائعه اتبعها قائلا بخشونة
آدي آخرة الطبطبة.. بطلع مفتري في الآخر ..
تحدثت بعدم تصديق
فين الطبطبة دي
متابعة القراءة