قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
أحد الأنابيب التي تغذيها و قام بفصلها واحدة تلو الأخرى حتى يجهز على أنفاسها القليلة المتبقية فما هي إلا ثوان و صدح صوتا قويا في أنحاء الغرفة يعطي إنذارا بأن هناك روحا توشك على المغادرة إلى خالقها و بعد أن أتم فعلته قام بالتسلل خفية كما جاء دون أن يدري بأن لكل شړ نهاية و أن المچرم لا بد من أن يترك خلفه دليلا مهما احتاط فرب العباد ينزل غشاوة على اعين الظالمين و يمدهم في طغيانهم فيسعون في الأرض فسادا و لكن عدل الله نافذ لا محالة
هرول الجميع إلى غرفة تلك الطفلة التي لم تتعدى سنوات عمرها السابعة عشرة و حاول الأطباء القيام باللازم لإنقاذها و إذا بها بعد ظلام دام تسعه أشهر تفتح عيناها من جديد
جاء اليوم الموعود ل عقد قران أرواحا شابت خيوطها من فرط الۏجع و اندثرت معالمها بين طيات الألم و بالرغم من ذلك بقيت صامدة تنتظر ربما معجزة ل تخرج من بئر الحرمان الذي ابتلعها لسنوات إلى جنة أعدت للصابرين..
الصبر لديه يريد اجتياز كل تلك الساعات التي تفصله عنها و يختطفها من بين براثن العالم أجمع ل يتنعم بعشق جارف نبت من بين
ضلوعه الصلبة و فؤاده القاسې الذي لم يعرف اللين إلا لأجلها.
قالولي احنا مانعينه عنك بالعافيه ابعدي عن طريقه .. بس أنا مقدرتش أبعد و جيتلك ب رجليا..
هكذا تحدثت بنبرة تخلو من الروح ك ملامحها الباهتة ف أجابها ب فظاظته المعهودة
انبثقت عبرات هادئة من عينيها وهي تقول پألم
مقدرتش.. كان نفسي اشوفك و انت عريس
معنديش وقت
أضيعه معاك. يالا عشان تجهزي قدامنا نص ساعه بالكتير و نتحرك..
هكذا تحدث بجفاء فاحتدت ملامحها و شابهت نبرتها حين قالت
مستعجل أوي عشان تروحلها
أجابها باختصار
نجح في إشعال ثورتها بجموده و استفزازه فنفضت ثوب الضعف جانبا و قالت بانفعال
كفايه بقي . انا عارفه إنك بتستفزني و عايز تعاقبني .. طيب أنا بعترف إني غلطت . بس لحد إمتى هفضل أدفع التمن
أعاد أنظاره إلى المرآة أمامه و أتقن تعديل ربطة عنقه وهو يقول بجفاء
الحياة اختيارات و أنت اختارتي يبقى تتحملي العواقب..
لونت السخرية معالمه و بدا الضجر يقطر من لهجته حين أجابها بفظاظة
مش هناقشك عشان معنديش وقت بس لو اعتقادك ده هيريحك فاثبتي عليه ..
كانت تلعب على صبره الذي لم يعد يثق بوجوده ف اقتربت خطوتين منه وهي تقول بلهجة بها توسل خفي
قلبك مدقش غير ليا متكذبش على نفسك. إنت طول عمرك بتقول الحقيقية..
زفر الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة قبل أن يتحدث بخشونة
إنت بتعملي ليه كدا
تسابقت عبراتها فوق وجنتيها قبل أن تجيبه بنبرة مټألمة
مش قادرة .. حاولت و مش قادرة .. مش هشوفك بتكون لغيري و هسكت!
تشابهت لهجته مع ملامحه الجامدة حين قال
دي مشكلتك حليها لوحدك.. انا مش فاضي
لم يكن أمامها حلا آخر ف اخرجت تلك الشفرة الحادة من
بين ثنايا قميصها و قالت بنبرة خالية من الحياة
يبقي زي ما كنت أول حد فتحت عيني عليه أول ما وعيت على الدنيا هتكون آخر حد عيني تشوفه و أنا بفارقها..
خارجيا لم تتأثر ملامحه ولكن من الداخل شعر بالشفقة على تلك الطفلة التي حملها بين يديه يوم ولادتها و من فرط جمالها كانت تشبه الملائكه و الآن تندثر و تنتهي أمام عينيه..
ارمي اللعبة دي من إيدك.. و بطلي جنان.
هكذا تحدث بهدوء أثار چنونها ف صړخت پقهر
مش هرمي حاجة .. وھموت عشان ست فرح تعيش. مش دا اللي انت عايزه
احتدت ملامحه و شابهتها نبرته لدى سماعه اسمها
خرجي فرح من موضوعنا.. مشكلتك مش معاها..
خرجها إنت من بينا. أنا عارفه إنك كنت قاصد تغيظني بيها. و عارفه أن الموضوع قلب جد وإنت مكنش في نيتك أي حاجه من ناحيتها.. كفايه بقى . كسرتني و وجعتني و خدت حقك كدة احنا خالصين .
هكذا تحدثت بتوسل ولكن ملامحه ظلت على حالها حين قال بفظاظة
باقي ساعتين على كتب الكتاب و معنديش وقت للجدال في الفاضي.
أوشك ع
متابعة القراءة