قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
يكترث له تعلم جيدا كيف يكون ذلك الشعور بأن يفضل أحدهم شخصا آخر عليك و لهذا تجاوزت عن كل شي و اقتربت منها تقول بحنان و لهجة مټألمة
انا عارفه اللي أنت فيه مش سهل و حاسة بيك بس أنت اختارتي من الأول و حصل اللي حصل وربنا وحده اللي عداه على خير. بلاش ټأذي نفسك و تأذينا معاك. سالم مش ه يظلمنا حتي لو مدناش ارض هيدينا اضعاف تمنها انا عارفاه. بلاش نبقى أعداء كفايه كدا.
لا مش كفايه.. و حقنا دا ابسط حاجه هناخدها. و كدا كدا هناخده. لكن رد اعتبارنا و كرامتنا و كرامة ابويا اللي خرج من هنا متهان دي مش هتعدي بالساهل..
خربش الشك جدران قلبها فقالت بترقب
اشمعنا دلوقتي جايه تدوري علي حق ابوكي و كرامته في ايه وراك انا مش مطمنالك
لا اطمني.. انا عارفه انا بعمل ايه كويس اوي ..
أنت بتتواصل مع ناجي
ابتلعت ريقها قبل أن تقول بلهجة جامدة
لا
قد لا تعلم ما ينقصك إلا عندما تراه.. هكذا كان الأمر معها ...
ف سابقا كانت الأشياء تتعقد و العالم يظلم و يضئ وهو ثابت لا يتململ يدرك مسئولياته و يحملها دون أي تضرر يعلم وجهته جيدا و بأنه الكتف الذي اعتاد أن يسند الجميع دون أن يهتز ولكنه الآن لأول مرة يشعر بحاجته للاتكاء. لأن يضع رأسه علي كتف أحدهم ينشد الراحة التي تتلخص في قربها.. كانت هي الكتف الذي أشعره بحاجته طوال تلك السنوات.. لم يتخلل الى قلبه أي ضعف
أضاءت له عتمة حياته و كأنه ب رؤيتها وجد ما كان ينقصه و اكتملت روحه بقربها لهذا و لأول مرة بحياته لم يخجل من إظهار ضعفه حين قام بإمساك الهاتف ينوي الحديث معها فجاءه الرنين الذي كان يتراقص مع دقات قلبه التي تقرع كالطبول تترقب سماع صوتها الذي لم يتأخر بالإجابه وكأنها شعرت به
سالم..
وحشتيني
لم يكن اشتياقا فقط بل احتياجا قاټلا لوجودها حملته لهجته فلامس قلبها لتجيبه بلهفة
انت كويس
أجابها باختصار
يعنى ..
فيك ايه طمني
لأول مرة يحتار كيف يصيغ حروفه كيف يخبرها بما هو أعمق من الكلمات بكثير ولكنه اكتفي بكلمات بسيطة كانت ملخص لكل ما يحمله بقلبه من ثقل
عايزك معايا ..
كان هذا ما يشعر به في تلك اللحظة بأن وجودها سبب كاف لانتهاء كل الأشياء السيئه فلامست كلماته حواف قلبها الذي تعثرت نبضاته من فرط التأثر فقالت بلهجة خافته يشوبها الخجل
أضاف مصححا
أن شاء الله.. دايما قدمي مشيئة ربنا قبل اي حاجه..
أضافت مصححه
أن شاء الله.. بس انا حاسه انك فيك حاجه و مش عايز تقولي عليها..
أجابها بخشونة
هتعرفي كل حاجه لما اشوفك .. قوليلي حاجتك هتوصل امتى
انا جهزتها المفروض هتوصل النهاردة ان شاء الله.. بس..
هكذا توقفت الكلمات على أعتاب شفتيها فلم تستطيع أن تكمل بسبب الخجل فهي لم تكن تريد لأي شخص أن يطلع علي ملابسها أو أشياءها الخاصة ففطن هو لما تريد أن تقوله فقال باختصار
ارتاح قلبها كثيرا فقالت بخجل
طمنتني.. شكرا بجد انك فاهمني من غير ما اتكلم..
كان يود لو ېحطم ذلك الهاتف و يذهب إليها و يخبرها كم أنه يحتاجها و يشعر بكل ما يدور بداخلها حتي أنه يعلم تماما كيف صارت ملامحها و كيف نبت محصول التفاح الشهي ليضئ وجنتيها الجميلة ولكنه اكتفي بإخراج زفرة حارة من جوفه قبل أن يقول مازحا
و لسه لما تعرفي اني ناوي أرتب معاك كل حاجه. ماهو مش معقول هسيب عروستي الحلوة تتعب و أنا موجود..
تلاحقت أنفاسها وهي تتخيله يجلس بجانبها ليرتب معاها أشياءها وبعض الملابس
الخاصة بالعرائس التي لا تعلم كيف أقدمت على شرائها ف ودت في تلك اللحظة لو تختفي من العالم من فرط الخجل ف خرجت الكلمات متلعثمة من بين شفتيها حين قالت
ايه .. لا . طبعا . و تتعب نفسك ليه انا هعمل . كل حاجه .
نجح ارتباكها في رسم ابتسامة خاڤتة على ملامحه المتصلبة فأجابها بخشونة
ياريت كل التعب يكون بالشكل دا..
نعم .. يعني ايه
هكذا سألته ب اندفاع ف خرجت منه ضحكة خاڤتة قبل أن يقول بفظاظة
هبقي اشرحلك عملي . المهم اللاب توب بتاعك هييجي مع حاجاتك صح
اها هبعته . في حاجه ولا ايه
هكذا استفهمت ف أجابها بلامبالاة
لا عادي . الجهاز بتاعي حصل في مشكله ف هاخد بتاعك فترة لحد ما يتظبط .. أنت حذفتي اي حاجة من عليه تخص الشغل
فرح بتفهم
لا خالص حتي ايميل الشركه لسه مفتوح عليه انا تقريبا مقفلتوش.
ابتسم بهدوء قبل أن يجيبها ببساطة
خلى بالك
متابعة القراءة