قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

بلامبالاه قائلا بغطرسة
أطلعي إرتاحي شويه عشان معزومين علي حفلة بالليل 
اصطكت أسنانها ڠضبا و لكنها أبتلعت جمراته و قالت بإختصار و هي تتناول منه الكارت الخاص بغرفتها 
تمام 
لم تنظر إليه بل توجهت إلي المصعد و هي تشعر بأنها خرقاء لا تعلم في أي طابق غرفتها و لكنها أرادت الإبتعاد عن ذلك البغيض باقصي سرعة .
توقف المصعد بها عند أحد الطوابق فخرجت منه بينما أخذت تبحث بعيناها عن غرفتها و حين كانت منشغله لم تلحظ ذلك الشاب الذي ما أن شاهدها حتي اقترب متوجها إليها كالمنوم مغناطيسيا لا يصدق بأنها هنا أمامه تلك التي لم تفارق أحلامه منذ أن تركها بغباءة و سافر بل
و الأدهى أنه أقحم نفسه بزواج أحمق كان فاشلا بكل المقاييس حتي يثبت لنفسه و لها بأن غيابها لن يوقفه عن متابعة حياته .
بينما هي منشغلة بالبحث فجأة اصطدمت بأحدهم فكانت علي وشك الوقوع و لكن يد قوية أمسكت بمرفقيها لتمنعها من الاصطدام بالأرض فاغمضت عيناها للحظة
حين لفحها ذلك العطر الذي لن تخطئ أبدا في معرفة صاحبة ذلك الذي جعلها غيابه تتحول من فتاة جميلة مفعمة بالحياة إلي عجوز شمطاء في الثامن والعشرون في عمرها .
رفعت رأسها تطالعه پصدمه ارتسمت بعيناها و علي ملامحها بينما انقشعت صډمته لتتحول لفرحة عارمة بينما رسمت ملامحه خريطة من المشاعر أولها الندم و آخرها الأسف و كان الحب هو الطاغي بينهم .
مرت قرابة دقيقة و هي علي مقربة منه حتي تمالكت نفسها و تجاوزت صډمتها حين سمعت صوته المشتاق يردد اسمها بعشق 
فرح
.
إرتدت پعنف خطوتان إلي الخلف و حاولت السيطرة علي دقاتها الهادرة و تصنعت اللامبالاة حين قالت بنبرة ثابتة تحسد عليها 
أهلا يا حسام . 
لامس تحفظها و رأي مقدار التغيير الذي طرأ عليها منذ ذلك اليوم المشؤوم حين غادرها و قد شعر پألم حاد ينخر عظامه لكونه السبب في بهوت ملامحها و إنطفاء وهج عيناها بهذا الشكل لذا حاول التحدث برقه حين قال 
عاملة إيه يا فرح 
فرح بإقتضاب 
الحمد لله 
بتعملي إيه هنا 
جاية في شغل 
لاحظ ردودها المقتضبة و المختصرة فحاول تجاهل ذلك و قال بلطف 
ياه عالصدفة الجميلة إلي خلتنا نتقابل بعد كل السنين دي 
رفعت إحدي حاجبيها بتهكم قبل أن تقول ساخرة
هي صدفة جميلة فعلا !
حسام بغزل
متغيرتيش يا فرح لسه جميلة زي مانتي 
إحتد صوتها قليلا و هي تقول بمرارة 
لا اتغيرت يا حسام و اتغيرت أوي و لو مشوفتش دا يبقي محتاج نضارة. عن إذنك 
تركته و تحركت في طريقها الي المصعد مرة أخرى و لكنها توقفت للحظة حين سمعت تلك الفتاة التي نادته بحبيبي و قد تركت الكلمة بصماتها في زاوية ما ب ا و واصلت هروبها و لكن تلك المرة حتي تهرب من ذلك الرجل الذي كان تسبب غدره بها في تشويهها داخليا و حفر ندبة قوية في منتصف قلبها جعلته غير قادر علي الحب طوال حياته .
أخيرا إستطاعت أن تصل إلي غرفتها فأغلقت الباب خلفها و وقفت تستند عليه تتنفس بحدة علها تخرج كل تلك المشاعر المكبوته بداخلها و التي تشعرها بنغزة قوية في منتصف قلبها و ما أن خطت خطوتان حتي
وجدت ذلك الفستان الذي اختارته منذ بضعة ساعات
عودة لوقت لاحق
كانت تتذكر حديثه مع تلك الفتاة مي و داخلها ېحترق كمدا هل فعلا يراها كعجوز تخطت السبعين من عمرها ! 
ذلك الوغد ستريه من هي العجوز .!
اخذت تبحث علي مواقع التواصل حتي وجدت تلك السلسلة من المحلات و التي تقدم أفخم الثياب و بالفعل وقعت انظارها علي ثوب بلون الكريمه الناعمة و قد كان محتشم كما أرادت يرسم تفاصيل الجسد بصورة غير مبتذله و كانت أكمامه قصيرة بعض الشئ و به خيوط ذهبية تظهر بصورة خاطفه لتعطيه طله براقه لامعة . 
كان هذا الثوب هو تحديدا ما تبحث عنه فقامت بحجزه و لحسن حظها كانت تعرف إسم الفندق الذي سيمكثون به و رقم غرفتها فاعطتهم التفاصيل و حالفها حظها و وصل الثوب في المعاد المحدد
عودة إلى الوقت الحالي
كانت تنوي إرتدائه في المؤتمر و لكنها سترتديه الليلة في الحفل و ستجعل هؤلاء الأوغاد يرون من هي العجوز !!
جاء الليل سريعا و أقترب ميعاد الحفلة و كانت هي علي أتم الإستعداد للمواجهة
إيه دا يا حسام مش دي فرح يافرح يا فرح 
أوقفها نداء تلك الغبية فقد كانت تنوي المرور دون أن تلتفت إليهم و لكنها اضطرت إلي رسم إبتسامة مجامله و هي تتوجه إلي مكانهم و داخلها يتمني
لو ېحترقا في الچحيم 
أهلا يا مها اذيك 
أذيك يا فرح عامله إيه 
فرح بتحفظ
الحمد لله
مها بتخابث
إيه مش هتسلمي علي حسام 
فرح بثبات يتخلله المكر و قد أدركت ما ترمي إليه تلك المرأة
لا مانا سلمت عليه
تم نسخ الرابط