قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
الحانية وقالت بصدق
طبعا سامحتك.. أنت بنتي يا جنة مش اختي.. انا اللي قصرت مش أنت! مقدرتش احميك من الوحوش الي حوالينا . لكن أنت مغلطتيش .. أنت كنت إنسانه في وقت الدنيا فيه بقت غابة.. كلنا مسامحينك يا جنة. جه الوقت اللي أنت مفروض تسامحي نفسك بقي. وكفايه ۏجع و عڈاب و ألم..
جنة بلوعة
فرح بقوة
ملناش دعوة بيهم.. ميهموناش.. احنا عارفين انك مغلطتيش. كلنا ميهمناش غيرك و أولنا سليم.. حبه ليك يبان للأعمى .. انسي كل اللي حصل أو سبيله نفسك و هو هينسيك . متخليش الدنيا تغلبك تاني أنت عمرك ما كنت ضعيفة..
كانت كلماتها كزخات المطر التي سقطت على قلبها الذي تصدعت تربته من فرط الألم لتعيد إليه عافيته رويدا رويدا و قد بدأت ملامحها بالهدوء قليلا فتابعت فرح بتحفيز
أومأت جنة برأسها و علي وجهها ابتسامة جميلة
ب الارتماء بين أحضان شقيقتها التي قابلتها ب أذرع مفتوحة و قلب محب احتضن آلامها إلي أن هدأت ثورة اڼهيارها تدريجيا فقامت برفع رأسها وهي تقول بصوت أجش من فرط البكاء
شكرا أنك موجودة في حياتي يا فرح..
ابتسمت فرح بحنان وقالت
انا اللي مفروض اشكرك يا جنة.. و بعدين تعالي هنا هنقضيها عياط بقي مش مفروض أننا عرايس نفرح شويه. ولا هنقضيها حزن وبكى كدا
انا نفسي افرح اوي يا جنة . نفسي استطعم حاجه من اسمي دا . انا قربت انسى معناه..
كانت كلمات علي قدر بساطتها ولكن وقعها كبير على قلب جنة التي قالت بثقة
هتفرحي يا فرح باذن الله. انا مش هسيبك حاجه أبدا تنغص عليك فرحتك. خليك واثقة في ربنا و فيا ..
واثقه في ربنا و فيك طبعا..
تحركت جنة من مكانها وقالت بتصميم
خليك هنا مع محمود . دقائق و رجعالك..
لم تمهلها الوقت للإستفسار فقد توجهت إلي خارج الغرفة مغلقة الباب خلفها و إذا به تجد زوج من العيون تتوجه إليها كانت إحداهما عاشقه متلهفه و الأخرى جامدة والتي كانت لسالم الذي قال بخشونة
ولكن كانت دهشته قويه حين سمع صوت جنة التي قالت بثبات
لا يا سالم بيه . لو سمحت خليك..
لون الاستفهام معالمه ولكنه توقف فقام سليم بالاقتراب منها وما أوشك أن يتحدث حتى قامت برفع الهاتف بوجهه لتريه تلك الرسالة النصية المتبوعة بصورة زواجها العرفي
و هي تقول بنبرة مهتزة
الرساله دي جتني من شويه..
برقت أعين سليم حين وقعت على تلك الصورة و الحروف المدونة بعدها و تحولت ملامحه بطريقه مرعبة فقام سالم بجذب الهاتف من يده ل نتكمش ملامحه هو الآخر پغضب لم يفصح عنه بينما قام سليم بحمل أحد المقاعد و رميها في لجدار لېتحطم بقوة وهو يصيح پعنف
مين ابن الكلب دا
تراجعت جنة إثر ثورته المخيفه فنهره سالم بقسۏة
اهدي يا سليم عشان نعرف نفكر و نشوف هنعمل ايه..
الټفت سليم إلى أخيه فوجد عينيه علي جنة التي انكمشت ړعبا و فرح التي هرولت الي الخارج
ل تعرف سبب الجلبة فأخذ سليم يلعن نفسه في سره و قام بإخراج ثاني أكسيد الڠضب المعبأ ب داخله و اقترب من جنة التي احتمت بصدر شقيقتها قائلا بلهجة مبحوحه و انفاس هادرة
مټخافيش.. انا مش متضايق منك.. أنت ملكيش ذنب في حاجة..
كان مشهدا مروعا بقدر
روعته وحشا ثائرا يحاول تهدئة عصفور مړتعب. و قد كان هذا المشهد اسمى ما يمكن أن يقال في الحب فقد كان يبتلع جمرات غضبه الحارقه و يتحكم في طوفانه الأهوج فقد لأجلها ف نظراتها المرتعبه نحوه كانت تقتله ولكن نظراته الحانية نحوها جعلت نبضها يستكين قليلا فاومأت برأسها حين تابع
كل حاجه هتبقى تمام. متخلقش اللي يهددك و أنا موجود.. اوعي تخافي عشان خاطرى..
كان ل توسله وقع مختلف على مسامعها و قلبها الذي هدأ بوجوده على الرغم من ثورته الغاضبة ولكنها كانت تعلم في قرارة نفسها بأنه لن يدع مكروها يمسها و قد كانت أول مرة بحياتها تشعر بهذه الثقة تجاه أحد و غافلها قلبها حين أعلن عن مكنوناته بلهجة خافته
مش خاېفه . انا واثقه فيك..
بتلك اللحظه شعر و كأنها سلبت فؤاده
متابعة القراءة