قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
إخراجها من بين أحضانه و قام بوضع قبلة قوية على مقدمة رأسها بث فيها عشقه الجارف و شوقه الضاري هامسا بصوته الأجش
أخيرا
كانت كلمة بسيطة تعبر عن مرارة انتظاره حتى تأتي
تلك اللحظة التي تصبح بها ملكه على الرغم من أن قلبه أعلن ملكيته لها منذ زمن ولكن أن يصبح الأمر واقعا كان هذا شعورا رائعا لم يستطع وصفه ..
أخيرا ..
رفع رأسه بحنان لا يعرف إلى أي جهة تسرب إلى قلبه و سددته نظراته كسهام مشتعله بنيران من عشق استقرت في أعماق فؤادها و جاءت كلماته لتطيح بكامل ثباتها حين قال
الحاجة قالتلي عروستك حلوة أوي يا سالم بس طلعت بتضحك عليا..
ليه مش حلوة
ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة وهو يقول بخشونة
حلوة بس
ارتخت ملامحها و تدللت قائلة
حلوة لأي درجة
أجابها بهمسه القاټل و عيناه اللتان كانتا تلتهمان تفاصيل وجهها التهاما
حلوة لدرجة ټخطف العين والقلب..
يالا عشان نروح على بيتنا
كانت الكلمة وقعها مميزا خاصة حين قالها بتلك
هروح أغير هدومي و أجيلك على طول..
تؤ تؤ .. أنا عايزك تيجي زي مانت كدا . عايزك تدخلي البيت بالفستان..
هكذا تحدث بنبرة آمرة فرفعت رأسها باندهاش فأردف بخفوت
فرحتي هتكمل لما تدخلي البيت و أنت عروسه .. عايزك تمليه فرح زي ما مليتي حياتي..
أوعدك هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أفرحك
ابتسم بحنان قبل أن يقول بوقاحة
طب مش يالا بقى .. أنا مش ضامن نفسي أكتر من كدا.. و
عايز الفستان يوصل سليم ..
أخفضت رأسها خجلا قبل أن تقول بخفوت
كان خجلها لا يقاوم فقام بجذبها إليه بغتة دون أن يعطيها الفرصة لاستيعاب ما يحدث لتجد نفسها خاضعة بين براثنه يبثها عشقا جارفا فاض به القلب فأخذ ينهل من حلاوة ريقها و شهد برائتها بلا هوادة حتى شعرت بنفسها كأنها محمولة على أجنحة السحاب تطوف بها في سماء الحب الذي كان يسكبه على ثغرها و ملامح وجهها بروية و كأنه يرسم بشفاهه لوحة شغوفة لامرأة احتلت عالمه و اخترقت حصونه التي كانت أكثر من مرحبة بسطوتها التي فرضتها علي روحه أولا ثم تغلغلت لتعلن امتلاكها لكيانه العاصي الذي أعلن توبته أمام قدسية عشقها ..
في الجهة الأخرى كان سليم يجلس بانتظارها و كل خلية في جسده ترتجف ترقبا و لهفة و قد كان يحضر نفسه لكل رد فعل قد يصدر منها و بداخله يتضرع إلى الله لئلا يحدث أي شيء قد يعكر صفو هذا اليوم ولكنه تفاجأ بتلك التي دخلت إلى الغرفة عابسة تناظره پغضب ثم توجهت تجلس على الأريكه المقابلة له وهي تقول بسخط
أنا مش جعانة اتعشى إنت بس في الانجاز عشان عايزة أروح لمحمود ..
كانت تريد إغضابه ولكنها لا تدرك بأنه اتخذ عشقها مذهبا لحياته و لأجلها قرر أن يتعلم الصبر و يسلك دربه المليء بالأشواك حتى لو كان مستقرها قلبه و ذلك لأجل أن يظفر بها في النهاية لهذا ابتسم وهو يقول
بمزاح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
انكمشت ملامحها بامتعاض فتابع بسخرية
أنا عريس النهاردة لو مش واخده بالك
اغتاظت من حديثه فقالت بتهكم
عريس .. اه . خدت بالي ابقي اعدل البيبيون عشان معووج..
سليم بسخرية
هو بردو اللي معووج !
تقصد إيه
لا ولا الحاجه .. نعدله .. نقلعه خالص لو مضايقك ..
حسيت إن البدلة مضيقاك فقولت أقلعها. أنا أساسا اتخنقت منها..
اغتاظت من حديثه فهبت غاضبة
إنت بتهزر صح .. دمك تقيل على فكرة . و أنا مش في المود فأحسنلك متضايقنيش ..
ڼصب عوده وتقدم منها و عينيه ترسلان سهاما مشټعلة استقرت في قلبها الذي أخذ يطرق پعنف خاصة حين سمعته وهو يقول بخشونة
مين مزعل حبيبي
أجابته بغباء
حبيبك مين
لونت ملامحه ابتسامة عابثة و أجابها بخفوت
عايز أقول كلمتين مهمين ..
اللي هما
هكذا أجابته بأنفاس لاهثة بعد أن وصلت إلى آخر الغرفة فأصبحت سجينة بينه و بين الحائط فأجابها بلهجة خاڤتة ولكن عميقة
شكلك زي القمر .. أحلى
عروسة شافتها عيني ..
كانت تريد افتعال أي شجار معه تريد الصړاخ بأنها خائڤة ولكنه لا يعطيها الفرصة لذا ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تقول بتلعثم
أنا مش عروسة..
أومال الفستان
متابعة القراءة