قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

باستفهام فأردف بخفوت 
يعني الملامح دي اكيد لازم يبقى صوتها بالرقة و الجمال دا..
رجفة قويه ضړبت جسدها من غزله الصريح فبللت حلقها قبل أن تقول بمراوغة
مش ملاحظ انك بتبالغ شويه.. و بتجامل شويتين
ابتسم قبل أن يجيبها مازحا 
يكون في علمك انا اكتر حد في الدنيا مبيعرفش يجامل .. اللي في قلبي بقوله
لونت السخرية ملامحها قبل أن تقول بتهكم
اه طبعا مصدقاك . انا اكتر واحده جربت.
وصل إلي نقطة لا يريدها لكنه س يستغلها لأجل القضاء على بثور الماضي ف انتظر حتي وضعت محمود في مخدعه ثم تناول كفها يديرها إليه وهو يقول بخشونة
لسه منستيش 
اكذب لو قلت لا.. 
باغتها حين صرح قائلا
طب و لو قلت آسف 
كان صريحا و جريئا لدرجه تخيفها ولهذا حاولت التملص من بين يديه التي أحكمت الطوق عليها و تابع بصوته الذي كان يحرقها من الداخل 
طب بلاش اسف . خليها بحبك
ارتج قلبها حين خرجت تلك الكلمة من بين شفتيه كان لها وقعا ساحرا علي مسامعها و روحها التي بدأت بالالتئام رويدا رويدا ولكن الماضي و اه من الماضى و ظلمته التي كلما تسرب النور الي قلبها حاصرها ماضيها و أغرقها في ظلام الذنب أكثر. فهي في تلك اللحظة تريد أن ترتمي بين ذراعيه تنشد السلام ولكنها خائفه.. تخشى مواجهته بتلك الرسالة التي تحمل صورا من
ماضي قد يعلمه ولكن أن يراه أمام عينيه هذا ما لا تستطيع المجازفة به.
إن يرها بجانب شقيقه كان أمرا مريعا فهي تعلم كم دماءه حارة و غيرته قاسيه تخشي أن يكرهها أو يتولد بداخله شعورا بالرفض تجاهها ولذلك ابتلعت غصة الصمت و اخفضت رأسها تخفي صراعها المرير بين كونها لن تعد تريد اخفاء شئ بقلبها و بين خۏفها من أن يرفضها قلبه فشعر هو بمعاناتها فامتدت يده تحاوطها بحنان تجلي في نبرته
حين قال
الصراع الي في عينيك دا آخرته ايه
مش عارفه..
هكذا إجابته كتير عليك تتحمليه لوحدك. خليني اشيل عنك. احنا اتفقنا أننا قبل اي حاجه أصحاب. 
رفعت رأسها تناظره علها تجد بنظراته شيئا آخر غير الحنان .. اي شئ يمكن أن يردعها من أن تخبره ولكن كانت عينيه منبع للامان الذي تريده ف تراجعت للخلف و توجهت إلي المنضدة تمسك بهاتفها و تضيئه متوجهه إليه وهي تقول بنبرة جريحه 
في حاجه لازم تشوفها.. يمكن تغير رأيك في حاجات كتير بس.. معدش عندي استعداد اخبي حاجه تعبت من العيشة في خوف و قلق..
أنهت كلماتها التي كانت صادمه له و قامت بوضع الهاتف في وجهه فبرقت عينيه من شدة الصدمة حين وجدها في الصورة بجانب أخاه الراحل ..
لم تكن في وضع مشين أو يبعث على الريبة ولكن القلب و غيرته و جنون عشقه الذي أضرم النيران في نظراته و جعل لهجته تحتد قليلا وهو يقول 
الصورة دي كانت فين و امتى
بصدق قررت أن تتخذه مذهبا طوال
حياتها أخبرته 
يوم لما قرر أنه يبتدي علاج . وافقت لما قعد يترجاني عشان نوثق اللحظة دي
بلمح البصر وجدت الهاتف يلقي في الحائط فټحطم إلى أشلاء مما جعلها تتراجع للخلف پذعر ازداد
حين وجدته يقترب منها قائلا بلهجة خشنة
آخر مرة هنتكلم في الموضوع دا . انسي . انسي حازم بكل الي حصل معاه. اوعي تفتكريه حتي بينك و بين نفسك. اعتبريه كابوس بشع صحيتي منه للأبد. مفهوم كلامي 
كلماته كانت واضحة ولكن معانيها غامضه لاتعلم هل كان غاضبا منها أو يغار عليها لا تعلم شئ ولم تكن تملك الجرأة لتسأله فظلت علي صمتها ولكنها تفاجئت حين وجدته يحتضنها بقوة اذابت عظامها و خاصة حين قال بلهجة مبحوحة من فرط ما يعتمل بداخله 
أنت مراتي . حبيبتي .. انسي اي حاجة تانيه في الدنيا . لو في قلبك اي ذرة مشاعر تجاهي اعملي اللي بقولك عليه
اجابته حاضر ..
من بكرة هجبلك تليفون احسن من دا الف مرة. و اي حاجه تحصل زي دي تعرفيني 
حاضر.
كان انسيابها هكذا بين يديه مثيرا بحق و خاصة أن تكون مطيعه هكذا وما أن أوشك علي الاقتراب من وجهها حتى صدح صوت بكاء محمود الذي أخرجهم من لجة مشاعرهم الجارفة فتلقفته جنة بيد متلهفة بينما هو توجه الى الخارج ملتقطا هاتفه يجري مكالمه هاتفيه و ما أن اجابه سالم حتي قال حانقا
سالم . اللي حصل في الملحق دا بفعل فاعل
كانت تجلس على المقعد تمسك كوب الليمون بيد و بالآخرة تجفف عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط رفضا لهذا الظلم الواقع عليها فاقتربت منها حلا قائلة برفق 
ممكن تهدي شويه . كل حاجه هتتحل أن شاء الله 
لم تجيبها انما اومأت برأسها بصمت سرعان ما تبدد حين سمعت الطرق علي الباب الذي انفتح و اطلت منه تهاني و خلفها الطبيبة فعلت دقات قلبها الذي شعرت به ېتمزق من الداخل
تم نسخ الرابط