قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

انك لو قربت مني تاني والله لھقتلك ..
لا يعلم لما شعر بالانتشاء لكلماتها اهي النزعة الشرقية التي لازالت جذورها بقلبه ولم تفلح سنين الغربة في اقتلاعها أم أن تحول مشاعره تجاهها هو ما يجعله يشعر هكذا 
حلو وانا بحب الستات الشرسة دي .. بس خلي موضوع الشراسه دا بينا .. انا فعلا هقف جنبك و هساعدك وهنصلح كل العك اللي حصل دا سوى .. وعمري ما هقرب منك تاني غير في حالة واحدة بس ..
خربش الفضول جدران قلبها من حديثه ولا تعلم كيف همست قائلة
اي هي الحالة دي 
ابتسم بتخابث قبل أن يقول مازحا 
إلا لو طلبتي مني ..
اغتاظت من حديثه أو خاب أملها فقد ظنت أنه سيقول شيئا آخر فصاحت بحنق 
دا بعينك.. و اوعي كدا عشان اقوم..
هدر بجفاء مفتعل 
اترزعي مكانك اما اخلص كلامي. ابقي قومي..
نظراته اخافتها وكذلك نبرته فاستكانت بمكانها فرقت لهجته قليلا حين قال 
أنت اكيد حاسة باللي انا حاسه . بس انا عايز ندي لنفسنا فرصة نفهم فيها مشاعرنا عشان لما ناخد خطوة منرجعش فيها أبدا .. اتفقنا 
كلماته أثلجت صدرها المحترق و لأول مرة منذ سنوات تشعر بتلك السکينة فلم تستطع سوى ان تومئ بالموافقة ولكنها تفاجئت حين وجدته ينحني برأسه ويده تمسك كفها الذي اقترب منه ينثر ورود عشقه برقه جعلت الوخزات تتفشى في سائر جسدها ناهيك عن قلبها الذي كاد أن ينخلع من مكانه تأثرا بفعلته التي بعثرت كيانها و أتت كلماته لتجهز علي الباقي من ثباتها حين سمعته يقول بصوتا أجش
مش عايز أشوف دموعك تاني .. عايز اشوف شيرين اللي كانت ضحكتها ترد الروح..
تزامنا مع كلماته ارتسمت اجمل ضحكة علي ثغرها الممتلئ فزادته جمالا كما زادت ملامحها فتنة فكانت كشمس انبثقت من بين عتمة أحزانها 
اخترق جلستهم صوت أتي من هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية فتراجعت شيرين بحرج إلى الخلف بينما هو انكمشت ملامحه پغضب و قام بالتقاط هاتفه الذي حاز علي انتباهه لثواني قبل أن يرفع رأسه بعد أن تبدلت نظراته كليا
و قال بخشونة
يلا ندخل جوا عشان متبرديش .. 
اطاعته بصمت و توجهت إلى الداخل بينما تباطئت خطواته حين وصلت علي غرفتها و حين أوشكت علي فتح الباب تحدث بلهفه 
هتنامي 
التفتت قائلة بخجل 
هحاول ..
حاوطتها نظراته بطريقة اربكتها خاصة حين قال بخفوت 
لو منمتيش ابعتيلي 
أومأت برأسها بخجل ثم التفتت لتدلف إلى الغرفة تحت أنظاره التي تقول الكثير و الكثير . 
ما أن أغلقت شيرين باب غرفتها حتى توجه إلى أحد الغرف و قام بالدخول إليها دون أن يطرق الباب فالتفتت أمينة تنظر إليه بابتسامة فهم معناها علي الفور فتحرك تجاهها واضعا يديه في جيوب بنطاله وهو يقول بجمود 
نعم .. 
أمينة بتهكم 
أنا اللي عايزة اسمعك مش انت .. 
طارق بخشونة
كل اللي طلبتيه حصل ..
امينة بمكر 
حلو و إيه كمان 
زفر بنفاذ صبر قبل أن يقول بجفاء 
و شيرين خلاص من النهاردة مفيش قلق ولا خوف منها 
أوشكت أمينة علي الحديث ولكنها تفاجئت حين وجدت باب غرفتها يفتح و تقف أمامه شيرين تناظرهم بأعين يلتمع بها الدمع و الخذلان ولكن كانت المفاجأة الأكبر من نصيبه حين رآها و قد هوى قلبه بين ضلوعه حين سمع كلماتها حين قالت بتهكم مرير 
ها يا مرات خالي اطمنتي من ناحيتي ولا لسه 
أمينة بارتباك 
شيرين .
حاولت أن تتوارى خلف جدار السخرية التي تضمنها لهجتها حين قالت 
تعرفي كل
حاجه قالهالي ناجي الوزان كانت غلط
الا حاجه واحده بس .. انك فعلا مش سهلة 
مش سهلة عشان عايزة احمي بيتي و عيلتي 
هكذا قالت أمينة بحدة بعد أن تجاوزت صډمتها فاجابتها شيرين بلهجه تفوح منها رائحة الألم 
واحنا ايه نظامنا مش من ضمن عيلتك بردو ولا احنا حلال فينا الغدر و الخېانة عادي بصي مش بلوم عليك كلنا وحشين زي بعض . أنا بس حاسه انك كبرتي الموضوع اوي لدرجة أنك تبعتي تجيبي طارق باشا من آخر الدنيا عشان بس يرسم الدور عليا قوم انا الهبلة بقي هصدقه و احبه صح 
قالت جملتها الأخيرة وهي تناظره بعينين تجمع بها هزائم العالم أجمع فلم يتحمل سهامها أبدا فاقترب منها وهو يقول بتوتر 
شيرين الموضوع غير كدا . اصبري أما هفهمك 
نفضت يديها پعنف من بين يديه التي حاولت لمسها و هي تقول بتهكم مرير 
لا تفهمني ايه انا فاهمه كل حاجه وانت الصراحة كنت ممثل بارع . بس مش لوحدك انا كمان مثلت عليك و اقنعتك تنكر 
يعرف انها تكذب فحدقتيها تهتز بقوة من ثقل ما تحمله من عبرات و كذلك شفتاها ترتجف من شدة الألم لذا تجاهل ما تقوله و قال بحنو 
بس انا مكنتش بمثل عليك..
اسكت .. 
هكذا قاطعته بقوة فلا طاقة
تم نسخ الرابط