قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

اللي دافع فيه ډم قلبي و المهر اللي جدك مخيطني فيه و الشبكة اللي بقد كدا كل دول لمين لأمي دانا فلست من ورا الجوازة دي ..
إنت أغلى و أحلى حاجة في الدنيا.. جنتي اللي مهما حاولتي تطرديني منها هفضل أعاندك و أحاول لحد ما تبقي بيتي..
كانت كلماته مخيفة بقدر روعتها تشعل بداخل قلبها نيرانا لا تقوى على تحملها فصارت تتململ بين أحضانه تحاول الإفلات من بين براثنه فقام باستخدام قوته البدنية ليلصقها بصدره وهو ينظر إلى داخل عينيها مباشرة و أنفه يلامس أنفها الذي خرج تنفسه حارا يشبه حرارة كلماته حين قال بهمس أجش
كل اللي عايزة تعمليه اعمليه. عبري عن غضبك و خۏفك و وجعك بالطريقه اللي تريحك بس اوعي تقللي من نفسك أبدا دي الحاجة الوحيدة اللي مش هسمحلك بيها..
أومأت برأسها دون أن تكون لها القدرة على الحديث ولكن كانت عيناها تحكي له حكايات عن روعة ما جعلها تشعر به في تلك اللحظة لذلك اكتفى بهذا و قام بجذب كفها واضعا قبلة قوية في راحته أراد بها تمجيدها و تدليلها و اخبارها بأنها شيئا يخصه فقط..
بعد مرور قرابة الساعتين احتل كلا منهما مقعده في الطائرة التي ستقلهم إلى الديار بعد هذا اليوم الطويل فما أن تربعت على مقعدها حتى زفرت بتعب و سرعان ما توقف التنفس بحلقها حين وجدته قريبا منها بتلك الدرجة التي جعلت دماءها تفور پعنف داخل أوردتها لتصب فوق خديها الشهيين فابتسم بهدوء على مظهرها
و مدى شفافيتها قبل أن يقول بخشونة 
نامي الكام ساعه دول أكيد تعبتي النهاردة. 
أنهى جملته ثم تراجع بهدوء بعد أن أنهى مهمته في ربط حزام الأمان الخاص بها مما جعلها تطلق تلك الأنفاس المحپوسه بصدرها فقد كانت تخشى أن يقوم بتلك الفعلة المروعه فأي نوم يمكن أن يزورها وهي تحيي تلك العواطف الجياشة التي فاض بها القلب 
مش حاسه إني جايلي نوم .. لما نوصل أبقى أنام براحتي ..
الټفت يناظرها بملامح جادة أدهشتها و خاصة حين أجابها بفظاظة
لا نامي دلوقتي أحسن .
أجابته باندهاش
بس أنا مش جايلي نوم.. اعمل إيه 
هاتيه يا فرح غمضي عنيك و هاتي النوم بأي طريقه عشان لما نوصل آخر حاجة ممكن تعمليها
هي إنك تنامي..
أنهى كلماته و نظر إلى الجهة الأخرى ليعطيها الفرصة كي تستوعب كلماته التي ما أن وصل معناها إلى رأسها حتى شعرت أنها تذوب في مكانها كقطعه ثلج من فرط خجلها الذي تجلى بوضوح على معالمها و التقمته عيناه الخبيرة 
شفتي بقى إن أنا قلبي عليك..
لم تجبه فقد انتفضت خلايا جسدها تأثرا بشرتها الرقيقة لترسل حزمة من الوخزات الموترة التي داهمت جسدها دفعة واحدة فاطاحت بثباتها فحاولت إغماض عينيها تستجدي النوم علها تهدئ من روعها قليلا 
علي الجانب الآخر كانت جنة تنظر من النافذة تحاول تجنب ذلك الذي كانت عيناه تتلقفان كل حركة تصدر منها و كأنه شعر بمدي خۏفها من ركوب الطائرة فقام باحتضان كفها حين أوشكت الطائرة على الإقلاع مقربا رأسه من أذنها ليلقي عليها سؤالا كان كارثيا بالنسبة لها 
قوليلي يا جنة هو الروچ دا بيتمسح على طول و لا بيسيب أثر 
التفتت تناظره پصدمة لونت ملامحها بطريقه مضحكة و خرج صوتها جافا حين قالت 
و انت مالك 
اجابها ببراءة مزيفة 
لا اوعي تكوني فهمتيني غلط أنا اقصد عشان ميتعبكيش و إنت بتمسحيه..
ناظرته باستنكار و قالت بتهكم
لا متشغلش بالك انت .. انا بعرف امسحه كويس..
طب كويس .. انا بطمن بس ..
لا اطمن ..
أردف بنفس اللهجة العفوية 
طب قوليلي الدبابيس اللي في شعرك دي بتاخد وقت بقى في
فكها ولا بتتفك علي طول 
اغتاظت من أسئلته التي تعلم أن وراءها غاية غير شريفة فقالت بحنق 
و انت مالك بردو 
أجابها بملامح بريئة تتنافى كليا مع عينيه اللتان كانت تشاكسها 
أبدا والله أنا بس عايز اطمن إنك متتعبيش في فكها . طبعا لو احتاجتي مساعدتي أكيد مش هتأخر ..
لا شكرا . انا هعرف اتصرف..
تبدلت ملامحه و ارتسمت ابتسامة عاشقة على ثغره و قال بهدوء و هو يشير إلى النافذة 
طب على فكرة احنا طايرين بصي كدا ..
تفاجئت بأن الطائرة أقلعت دون أن تشعر و قد نجح في أن
يشتت انتباهها عن هذا الخۏف العظيم الذي كان يغزو قلبها فلم تستطع منع ضحكتها الجميلة التي أضاءت ملامحها في تلك اللحظة فكانت أروع هدية له في هذا اليوم 
بعد مرور بضعة ساعات اصطفت السيارات أمام مزرعة عائلة الوزان فتنفس الجميع الصعداء و قام سليم بحمل جنة النائمة بين ذراعيه متوجها للأعلى بعد أن أعطى غمزة إلى سالم الذي ابتسم بشماته على أخيه الذي يعلم كم سيعاني مع تلك الجنة و الټفت ناظرا إلى فرح التي كانت تحاول الترجل من السيارة بفستان زفافها الثقيل فتوجه إليها لمساعدتها و
تم نسخ الرابط