قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

يهتم لقصتها بل كان يجاريها في الحديث لسبب خاص بداخله لذا قال بإعجاب 
بس أنا شايفك دلوقتي أحسن
عادت الإشراقة الي وجهها لدي سماعها كلماته و قالت بلهفة
آه الحمد لله أنا كنت فين و بقيت فين بس صدقني يا فندم والله بصعوبة قدرت أتغلب عالي شفته !
سالم بتخابث
الحقيقة يا مي أنتي من الشخصيات الجديرة بالإحترام يعني إلي مريتي بيه مكنش قليل و أنك تقدري تتخطيه في وقت قياسي كدا . بحييكي بصراحه 
انشرح ا لحديثه فقالت بعدم تصديق 
دا
بجد يا فندم 
طبعا 
كانت تراقب ما يحدث بأعين جاحظه من فرط ذهولها فهل هذا الكائن المتحضر هو الوقح الذي كان يحادثها منذ قليل بل و يطلق كلمات الغزل و الإطراء التي ظنت أنها لا وجود لها في قاموسه 
كانت غاضبه بشدة لا تعلم السبب و لم تبحث وراءه كثيرا أو فضلت عدم البحث تعلم بأن النتائج سوف تكون غير مرضيه لها و لكن ما يعتريها كان رغما عنها لا تمتلك القدرة لردعه أو قمعه

قاطع شرودها لهفة الفتاة التي إرتسم الهيام علي ملامحها قبل أن تقول بنبرة رقيقه خجلة 
والله دا شرف كبير ليا يا سالم بيه أن حضرتك تقول في حقي الكلام الجميل دا 
تابع لعبته التي من وجهة نظره أتت بنتائجها و قال بإطراء
أنتي تستحقي كل خير و لازم تبقي فخورة بنفسك . 
الفتاة بإندهاش
والله يا فندم كلام حضرتك دا شهادة أعتز بيها 
كانت عيناه الماكرة ترصد حركات فمها المرتعشة و يدها التي كانت تشتد علي مقبض المقعد الخاص بها لذا قرر أن يضرب في أكثر الأماكن حساسية فتابع بتخابث و هو يضغط علي كل حرف يتفوه بها
تستحقي كدا و أكتر يعني بعد كل إلي أتعرضتيله من واحد كان جوزك و قدرتي تتجاوزيه في فترة قليلة. و ترجعي للحياة من جديد و كمان أثبتيلي نظرية أن الست بتحلو جدا بعد الإنفصال 
يا فندم مش عارفه أقول لحضرتك إيه دا حضرتك إلي عنيك جميلة والله .
تجاهل إطرائها و تابع بقسۏة يعلم بأنها ستلاقي صداها لدي تلك التي كانت الكلمات تخترق أعماقها من الداخل
أنا أعرف ناس تانيه غيرك خرجوا من علاقات فاشله و يمكن متعرضوش لربع إلي أتعرضتيله و مع ذلك أثرت عليهم بشكل كبير داخليا و خارجيا بقوا تشوفيهم تقولي دول عندهم
سبعين سنه !
تمتمت فرح پصدمه 
سبعين سنة !!
تظاهر بأنه لم يسمع كلمتها و تابع بتهكم
حتي بعد ما مرت سنين مقدروش يتخطوها و لسه بيحتفظوا بذكريات منها !
قال جملته الأخيرة بنبرة يشوبها الحنق لتجيبه مي بإندفاع 
دول يبقوا أغبيه يا فندم ! 
قاطعها بتسليه 
تصدقي هي أغبيه دي أدق وصف ليهم ! 
تابعت مي تؤكد علي حديثه 
فعلا إلي يحبس نفسه في علاقة مشوهة أخدت منه أكتر ما ادته . و يسمح ليها كمان أنها تأثر عليه بعد كدا يبقي شخص غبي 
سالم بتسلية و عينان يغلفهما المكر 
حصل . غبي و ستين غبي مفهاش كلام 
نفذت قدرتها علي التحمل فانطلقت الكلمات من بين غاضبة جريحة 
عايزة أروح التويلت !
إلتفت اليها يناظرها ببراءة تجلت في نبرته حين قال 
إيه دا أنتي صاحيه فكرتك نمتي لما مشتركتيش معانا في الحديث 
ألقت عليه نظرات الخسة قبل أن تقول
بتقريع خفي
معلش أصلي اتعلمت إني متدخلش في إلي ميخصنيش و خصوصا لو كان عن حياة الناس و مشاعرهم 
لم تتأثر ملامحه بل تابع بتسلية
شئ جميل . زي بردو ما اتعلمتي إلي يعمل حاجه كويسه تشكريه عليها ! الحقيقه قيم جميلة مفتقدينها في حياتنا اليومين دول!
كانت السخرية تقطر من عيناه قبل شفتيه و لكنها أرادت أن ترد الصاع صاعين لذا قالت ساخرة 
فعلا إحنا مفتقدين حاجات كتير في حياتنا اليومين دول و أولها الذوق و إحترام مشاعر الناس و خصوصياتهم بالإضافة للوقاحة و قلة الذوق إلي بقوا موضة .
سالم بوعيد 
وقاحة و قله ذوق !
فرح بتحدي
و ضيف عليهم كمان التكبر والغرور و ياريت علي حاجة تستاهل . دا كله علي مفيش . 
ثم زفرت بقلة حيلة قبل أن تتابع ببراءة مصطنعة 
ربنا يعافينا من الناس دي . و الله يكون في عون إلى معاشرينهم بصراحة .
بعد مرور بضع ساعات حطت الطائرة علي أرض المطار لتنهي تلك الرحلة المشؤمة و التي كانت ټلعن نفسها لقبولها بها و لكن لا فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب لذا ارتدت قناعها المعتاد و عدلت نظاراتها و هي تسير بجانبه في
الرواق المؤدي إلي الفندي الذي سيمكثون به و قد كان هو الآخر يساعدها حيث لم يلتفت إليها بل أخذ يتحدث مع أناس لا تعرفهم و من الواضح أنهم أصدقاء قدامي له لذا فضلت أن تجلس علي أحد المقاعد تنتظر أوامر ذلك السيد المغرور المتغطرس و الذي بعد نصف ساعة الټفت ناظرا إليها
تم نسخ الرابط