قصة شهد للكاتبة منى فوزي

موقع أيام نيوز


كانت سعيدة
يوسف باهتمام بردانة
شهد شوية..
يوسف طب تعالي..
كان هو مستندا بظهره الي جذع نخلة.. مد ذراعه نحوها يحثها علي الاقتراب منه..
فقالت شهد بساخفة ونظرة مستنكرة نعم! اؤمر!
يوسفتعالي يا بت.. تعالي بدل ما اقوم اجيبك!
ذهبت قربه وجلست بجانبه واسندت ظهرها الي جذع النخلة..
صمتت شهد في محاولة للسيطرة علي قلبها الذي كان يخفق في هيسترية.. كم هو رائع الاقتراب منه.. كم تشعر بالدفء بقربه.. ودت لو اراحت رأسها علي كتفه كما يفعل العشاق.. و لكنها منعت نفسها.. بل حتي جعلته يظن انها غير مرتاحة لهذا الوضع.. فهي تؤمن دوما بحتمية وضع حدا له..

شعر جو ان هذا الوضع و ترها و لكنه لم يبالي.. الليلة ليست ليلة ارضاء شهد.. تشبثه بها هكذا يجعله اكثر اطمئنانا و اقل توترا.. كان قلقا وخائڤا من اي خسة او غدر من اي شخص في هذا المخييم .. هكذا يشعر انه يخبئها و يكنها ..كما ان الجو باردا حقا و قد بعث قربها منه الدفء في جسده..
تابع كليهما الن ار في صمت.. ثم قطعه جو قائلاتفتكري يا شهد ينفع الواحد يغير كل حاجة في حايته مرة و احدة
شهداسأل اي بنت من اللي بتبيعوا و تشتروا فيهم.. فجاة كله بيتغير مع المالك الجديد.. السكن و الشغل و العيشة و كل اللي اتعودت عليه.. عادي و بتعيش و تكمل
صمت و لم يرد..
شهد متكلم حمادة تطمنه علينا حتي يبقي حد عارفلنا طريق
جو و قد استدار اليها برأسه محدقا بها و ايه اللي فكرك بسي زفت.. حتي واحنا في اخر الدنيا في الحوسة دي ما بيروحش عن بالك!
شهدطب بلاش حمادة كلم حنان
جو لا هكلم زوزو!
شهد بغيظ و حدة كلم اللي تكلمه.. انا مالي.. انا غرضي ان يبقي حد عارف احنا فين.. قدر مارجعناش!
ضيق ذراعه ضاغطا عليها عدة مرات متتالية و هو يقول بتعلي صوتك! بتعلي صوتك!
في كل مرة كانت تصطدم بوجهها في ص دره... الي ان وضع يده اخر مرة علي شعرها و تحسسه بينما وجهها مدفون في ص دره.. استسلمت شهد للامر.. كانت تسمع صوت دقات قلبه..و كأنها تحدثها.. اخذت نفسا عميقا وعبئت صدرها و انفها برائحته..ثم ابعدت رأسها بصعوبة.. ونظرت الي وجهه و قالت جو.. انت زودتها اوي!!
ضربها علي رأسها من الخلف ضړبة خفيفية و قال انت هتحاسبيني!.. انا اعمل اللي انا عايزه..قال زودتها قال! يا بنتي انتي ملكي.. اعمل اللي علي كيفي.. ابيع و اشتري فيكي.. ابهدلك.. امرمطك.. اعمل كده.. او كده... او كده
كان يقول كده تارة و هو يعبث في شعرها فيبعثره.. وتارة يعبث في وجهها بيده ليضايقها.. وتارة يخبطها علي رأسها.. و هي تداري و جهها ورأسها بيديها لتحميهما من مزاح الصبيان السخيف..
ثم ثبت كتفيها ليبقيها معتدلة امام و جهه و قال بخبثاو حتي ابوس ك..
اتسعت عينا شهد و قالت بعصبيه تداري ذعرالا علي فكرة.. لو فاكر اني بعزك و مش هأذيك تبقي غلطان.. 
ضحك ساخرا وهو مازال ممسكا بها علي نفس الوضع هتعملي ايه اخرك ايه يعني
شهدافتكر كويس عملت ايه في عدوي
فقال بنفس السخرية الباردة عدوي دا عيل اي كلام.. انت دلوقتي مع جو.. وريني اخرك
وبدأ يتظاهر بأنه سيقترب منها..
فجأة تحولت نبرتها العصبية المتعالية الي نبرة مسكنة وبؤس و قالت خلاص يا

________________________________________
جو.. عندك حق انا فعلا ملكك وانت من حقك اي حاجة.. لو ده يرضيك اعمله.. انا راضية ضميرك و شهامتك
افلتها من يده و قال في شماتة ما كان من الاول!
فقال شامتا مانتي لو من الاول تفهمي حجمك.. ومتبوقيش معايا ..كنت رحمتي نفسك من الپهدلة دي
فقامت بتؤدة و جلست بجواره مرة اخري...
صمتا تماما وسرحا في الڼار..
كان جو يفكر في ان و جودها بقربه يجعله لا يذكر للدنيا هما.. ها هما في موقف غير آمن تماما و قد كان قلقا مرتابا قبل قليل.. الا انها جعلته يمازح و يعابث و يستمتع .. واي استمتاع .. هذا الاسلوب و ردود افعالها عليه يجعل الامر رائعا..
اما شهد فقد هزها الامر هذه المرة كثيرا.. ان جو دوما يربكها بتلك التصرفات.. احيانا تدرك انه مزاح و احيانا مثل الان تظن به الظنون و تخشي علي نفسها منه.. ثم يجعل منها اضحوكة في النهاية..
ظلا صامتين يستمتعان بالدفء الذي ينبعث من داخلهما .. كانت لحظات رائعة مثل تلك التي مرت بهما ظهرا اثناء السباحة... ود كل منهما علي حدة الا تنتهي ابدا.. ساد الصمت الي ان ذهبا في النوم علي هذا الوضع..اراح جو رأسه للخلف مستندا الي النخلة بينما اراحت شهدد رأسها علي كتفه.. لو ان هناك تعريفا يمزج الامان مع الحنان مع الدفء مع السعادة لكان ما تشعر به الان..
استيقظ جو بعد فترة من اثر البرودة.. شعر انه علي وشك التجمد..فتح عينيه ليجد ان شهدغير موجودة.. دار بعينه حوله علها تكون نامت
 

تم نسخ الرابط