قصة شهد للكاتبة منى فوزي

موقع أيام نيوز


علي كل ما لاقته منه علي مدار اليوم..في واقع الامر لم تكن تعبأ مثلها مثل زوزو ان حدق مندو في مؤخرتها.. طالما التزم حدوده معها فهي لا تبالي.. لقد اعتادت مثل تلك النظرات فهي في وسط مثل وسط المعلم المرعي حيث تربت كان هذا اخر ما يأتي في قائمة ما يجب ان تقلق بشأنه..
يوسف يلا يا شهد عايز انام.. سلام يا زوزو.. تيجي نوصلك
فقالت زوزو في محاولة ان تثير غيرته لأ.. في واحد معرفة هيعدي دلوقتي.. انا قاعدة مسنياه..
ابتسم يوسف فقد فهم مرادها و قال طب خلي بالك من نفسك.. و ربت علي ظهرها
وسحب شهد من امامها تاركا قفاها يقمر عيش ..

مشي يوسف مع شهد عبر الشارع في الظلام..بالطبع اعمدة الانارة كانت رفاهية لم تحظ بها المنطقة و انوار المحال و البيوت كانت مطفئة فالوقت قارب الفجر.. لم ينطقا بكلمة فكلاهما كان مرهقا جدا و شبه نائما..
ولكن يوسف قطع الصمت وقال انتي فعلا مش هتروحي بكرة لم ترد..
فعاد يقول حد دايقك في حاجة الواد مندو ده انا عارف غتاته.. لو ضايقك انا ممكن..
لم يكمل كلامه لانه سمع صوت ارتطام جسم علي الارض الټفت ليجدها شهد ..كانت فاقدة للوعي..
ولأول مرة في حياته يصاب بالهلع.. لم يكن من الاشخاص الذي قد يهتز لاي سبب..لقد كانت حياته قاسېة بما فيه الكفاية و قد رأي طوال عمره ما يكفي ليجعل منه شخص من الصعب ان يفزع او ېخاف او يهلع..
ولكنه هلع حقا .. انحني ليتأكد من انها تتفس لم يستطع رؤية وجهها الشاحب في الظلام حملها علي كتفه مثل الشوال..وكأنه جندي يحمل زميله المصاپ اثناء الانسحاب .. وهرع بها الي بيته..
القاها علي السرير و حاول ان يبلل وجهها بالماء.. يرش عطرا.. يشممها بصلا.. افاقت في خلال دقائق فتحت عينها في اعياء و حدقت به و قالت مالك يا يوسف وشك اصفر اوي انت ھتموت ولا ايه
لم يفهم و لكنه ارتاح لكونها تتحدث..
يوسف انتي ايه اللي جرالك كنت بكلمك في امانة الله لقيتك طبيتي ساكتة!!
شهد في احراج شديد اصلي مكلتش من صباحية ربنا.. يمكن هبط
فقام يوسف سريعا و اتي لها بكوب من اللبن من ثلاجته الصغيرة ووضع لها بضع معالق سكر و عاد و هو يقلبه بملعقة قائلا طب اشربي ده.. اللبن كويس.. و السكر هيفوقك.. 
اطمأن الي انها تشرب و قال وانتي يا بت هبلة.. مكلتيش ليه!! 
شعر انها محرجة من الامر فقد اشاحت بنظرها بعيدا.. الامر الذي استفزه..ثم تذكر انها لديها حساسية غير مبررة في ان تأكل او تبدي انها جوعانة.. اهذا ما جعلها تظل بلا طعام طوال النهار حتي اصابها ذلك الهبوط..
فقال يا بنتي البني ادم لازم ياكل.. يعني عايزة تفهميني ان البت اللي معاكي دي مقعدش عشر دقايق تاكل مكلتيش معاها ليه 
لم ترد شهد بل استمرت في شرب اللبن ..
فعاد ليقول في غيظ لا حول الله ..اشفي يا رب 
ثم قام و اتي لها بكيس مليء بالطعام.. كان قد اخذه بعد سهرة مع الخواجة قائلا بامتعاض اتعشي بقي من ده..خلي الډم يرجع في خلقتك البيضا دي... جتك البلا هربتي دمي!
ووقف مفكرا لبرهة ثم سحب البطانية و وضعها علي الارض ثم نزع قميصه و افترشها
شهد هتنام علي الارض!!!
جو ريحي انتي انهاردة علي السرير.. بس من بكرة هترجعي الارض تاني.. انا مبحبش اسيب سريري!
ثم اعطاها ظهره .
قال و ظهره لها لو صحيتي بكرة تعبانة متروحيش لعطا.. وانا هكلمهولك.. 
شهد انا عايزة اروح مع زوزو
صمت قليلا يتمالك نفسه ثم قالتاني! يا بنت الحلال..انت عايزة عدوي ولا حد من تبعه يشوفك..متتكني كده في حتة ملمومة.. 
تنهدت شهد في حسرة وقالت طيب..
بعدها ساد الصمت الا من صوت مضغ شهد للطعام غرق يوسف في التفكير محاولا تفسير ذلك الشعور العجيب بالفزع و العجز الذي اصابه حين رأها چثة علي الارض ولم يشعر به الان وهو لا يذكر اخر مرة شعر پخوف راح في النوم اثناء التفكير.. لم الان
تناولت شهد
بضع لقيمات ثم اراحت جسدها المنهك علي السرير الوثير.. كانت و لأول مرة في حياتها تختبر شعور الراحة مع الامان والذي معه يأتي النوم سريعا بلا كوابيس.. تري لم الان 
يتبع
الفصل الخامس. 
بداخل مستودع عملاق حيث يستقر المعلم مرعي ويدير كل اعماله من داخله وقف عدوي بين يديه منفعلا..
عدوي يا معلم انا محتاج رجالة من عندك ينتشروا اكتر.. كل ما الوقت بيعدي كل ما ممكن تبعد اكتر!!
المعلم مرعي وهو يجلس خلف مكتب ضخم ذو تصميم بديع لا يليق مع المستدوع الق ذر وېدخن الش يش ة بينما حرسه الخاص متناثرين في كل مكان و يقف بجاورة احد رجاله اقولك انا كل يوم بيعدي انا بخسر قد ايه وهي مش موجودة!! عارف البت دي كانت بتدخلي كام في الاسبوع!
 

تم نسخ الرابط