قصة شهد للكاتبة منى فوزي

موقع أيام نيوز


يقدر فمه علي نطق شيء سويماشي
تقافزت شهد و امسكت بذراعه في مرح و قالت والنعمة انت اجدع و احد في الدنيا..
ادرك ما فعل للتو فعاد و قال متفرحيش او ي كده.. مش اي حاجة هتتعمل..سيني انام دلوقتي و بكرة اقولك
تركت ذراعه وقالت بقليل من الاحباططيب! كل اللي منك حلو.. تصبح علي خير..
وذهبت و تكومت في فرشتها علي الارض..قال بهدوء يخفي اضطراب و مشاعر حارة وانتي من اهله
فجاة رفعت رأسها و سألت هي زوزو كانت هناك!
جو لأ مجاتش..اشمعني
ابتسمت شهد في رضا وقالت عادي بسأل..
ثم وضت رأسها علي وسادتها مرة اخري واغمضت عينيها..
ولاول مرة بقي يتابعها.. كان دائما يعطيها ظهره و يتركها تتعامل علي حريتها.. و لكن الان رغب بشدة ان يملي نظره برؤياها الي اخر لحظة..حتي عندما استلقي علي السرير ووضع رأسه علي الوسادة ظل ينظر اليها ..كانت مازالت في تسقط في النوم و جفونها تغمض و تعود للفتح كل بضع ثوان.. فوجيء بها تبتسم له لما التقت عيناهما عندما فتحتهما للمرة الاخيرة ثم اغمضت ..و بدي واضحا انها راحت في النوم.. ابتسم بدوره واغمض عينه و نام هو الاخر..

هذه المرة لم يكن كابوسا.. كان حلما..لم تري احلاما سعيدة كثيرة في حياتها و لكنها عرفت انه حلما سعيدا.. تميزه سهلا.. فقد رأت فيه ما تتمني.. كانت تري نفسها تجلس داخل حجرة فخمة للغاية وكل جدرانها من المخمل القطيفة الناعم.. يحيطها المخمل من كل جانب ..جلست عليه تمرر يدها وتتحسس نعومته في استمتاع.. ثم فجأة تسرب ضوءا ساطعا الي داخل الحجرة وكأن شخصا فتح النافذة.. غمر الضوء الرائع المكان.. نظرت لمصدره لتجد يوسف عملاقا كبيرا ينظر اليها من خارج الحجرة و يبتسم.. انه يحتفظ بها في علبة مثل علب الجواهر التي طالما س رقتها.. كان يضعها في جيب قرب قلبه.. وكل

________________________________________
لحظة يفتح العلبة لينظر اليها و يبتسم في حنان ثم يعيدها قرب قلبه مرة اخري..
ابتسمت بشدة و هي تستفيق..كادت ان تضحك علي غرابة الحلم.. حاولت تفسيره و لكن فشلت..ابتسمت و اكتفت بالشعور الذي تركه الحلم بداخل قلبها..
نهضت لتجد جو مازال نائما..تأملته عن بعد.. ثم اقتربت بتوجس بضع خطوت اخري لتتأمله بصورة اقرب.. انه حقا وسيم.. ابتسمت وهي تتخيل مدي حقد زوزو الان.. برغم من انها تعذرها.. فجأة تحرك! فتراجعت بسرعة مبتعدة ..الا انه قام بقلب جسده و هو مازال نائما ليصبح ظهره مواجها لها..
ضحكت في سرها علي رد فعلها الساذج و..ثم احست انه يستحق منها وجبة افطار..فقامت باعداد وحدة وهي تتجنب اصدار ضجة..
اما جو قفد بدأ يصحو علي صوت تحركها في المكان فاستدار ليري ماهية الامر..وجدها تقف امام الموقد الحقېر تعد شيئا.. تأملها قليلا.. و ابتسم في رضا.. قال في محاولة لجرالشكل ايه الدوشة دي علي الصبح!
استدارت شهد و قالت انت اللي بيتك قد الحق.. بحضر فطار... هعمله من غير صوت ازي.. لو كان بيتك بأوض زي الناس كان زمانك في اوضة مقفول عليك ..
جوبس ! بس ! ايه الرغي ده كله.. اتوبيس بيكلم! 
نهض و توجه للمحمام مارا بها فقالت فكرت هتخيلني اعمل ايه ها
جوانا لحقت! مش نايم قدامك و صاحي قدامك..ېخرب بيت زن النسوان
بدي علي وجهها احباط ممزوج بضيق..
فقالاهدي علي نفسك شوية..كله بوقته
خرج ليجد زوزو تجلس مع شهد علي المائدة و تتناول بعض لقيمات من الطعام الموضوع امامهما..
رفع حاجبية مندهشا..
فقالت زوزو صباح الفل.. انا جبت فطار معايا و قلت نفطر كلنا سوا.. اصلكوا وحشتوني..ان كان انت ولا البت دي
قالت شهد وهي تربت علي ذراع زوزو مش بقولك القلوب عند بعضها..
جر جو كرسيا و جلس معهما علي المائدة بحيث صارت شهد ناحية يمينه و زوزو ناحية يساره..
قال قاصدا بعد ان وضع لقمة في فمهالله يا زوزو البيض حلو اوي تسلم ايدك
زوزو في غباء انا مجبتش بيض.. انا جايبة فول و طعمية..اهم واشارت اليهم..
شهد و هي تنظر لجو بغيظ انا اللي عاملة البيض...
جو متعمدا ان يبدي عدم اهتمام اي حاجة.. تسلم ايد اللي عمله وخلاص
زوزو مفيش اخبار عن اللي اسمه عدوي ده..
جوايه السيرة دي عالصبح..احنا بناكل!
شهد ولا عايزين نعرف اخباره..خلاص مبقاش له عندي حاجة..
زوزو ازي بقي مش عايزة تعرفي اخباره.. مش تعرفي فاق و لا حصله ايه عشان تتقي شره ..وهو هيسكت!
رأي جو علامات التفكير و التوتر علي وجه شهد ..فقال لزوزو ببرود ضاغطا علي حروفه بحزم اعلي ما في خيله يركبه!
واكمل بازدراء ثم انتي جاية تقرفيني بالسيرة دي.. متشوفيلنا حاجة تستاهل نكلم عليها
سألت شهد في خفوت واعين زائغة هو انت تعرفي عنه حاجة يا زوزو
ضړب جو بيده علي المائدة مما جعل كلتاهما تنتفض و قال قلت غيروا السيرة دي!
فربتت زوزو علي صدره في استسماح وقالت خلاص متزعلش نفسك.. عدوي ايه ده الي يقل مزاجك..كل يا خويا.. مش هنكلم عليه تاني
 

تم نسخ الرابط