أباطرة الغرام بقلم أيه محمد رفعت عنوانه
هو أنت هتيجي معانا بكرة!
نظر إليها وللمروج الخضراء في عينيها ثم أغمض عينيه يجيب بهدوء
_ هاجي بعدكم لما أخلص شوية حاجات في الشركة.
نهضت ياسمين عن المائدة بعد حمدت ربها ومسحت فمها بالمنديل المخصص تودعهم بتحية المساء التي ردها الجميع لها عدا صاحب عيون الزيتون فلايزال غاضبا منها ولما فعلتها. وبعد مغادرتها بدقائق نهض عصام عن السفرة ويصطحب خالد قائلا
_ تعالى يا خالد نشوف بابا.
وانسحبا عن المائدة نحو المكتب الخاص بوالده تتابع انسحابهم واحدا تلو الآخر ليذهبوا في نوم عميق .
بعد ساعة استيقظ آسر من نومه عطشا نظر إلى دورق الماء الزجاجي إلى جانب رأسه على الكومود ليجده فارغا نهض بعينيه الناعستين وشبه مستيقظتين تجاه المطبخ ليشرب من الثلاجة. وما إن تناول الكوب بين يديه يرتشف الماء حتى لاحظ خيالا يظهر من نافذة المطبخ المطلة على الحديقة.
علا صراخه بعد محاولات شديدة في الثبات ولكنه فشل يراه يتقدم منه ببطء
_عفريت الحقوني عفريت الحقوني.
ركض بسرعة البرق تجاه غرفة المعيشة ليسقط بعدها مغشيا عليه تجمع جميع أفراد العائلة حوله بعد سماع هشيم الزجاج وصراخه المتتابع يقف أحمد إلى جانبه يربت على وجهه ليوقظه من غشيته تتابع نداؤه دون أي رد لاحظ خالد تقدم عصام نحوه يحمل دورق الماء قائلا
_ لو سمحت يا بابا ابعد كده
يبتعد أحمد ليرش عصام الماء على وجه آسر الذي استيقظ مڤزوعا يتابع الصړاخ بآخر ما تفوه به قبل أن يغشى عليه
قبض أحمد على كتفه ليهدئ من روعه قائلا
_ أهدى يا ابني وقولنا في ايه!
شرع آسر بقص ما حدث معه قبل قليل
_ أنا نازل أشرب لقيت عفريتة شعرها نازل على عينها
صمت الجميع برهة لينظروا لتلك التي تفرك يديها ببعضهما البعض ووجهها قد سحب لون الډم منه فما كان منها إلا أن ترد بتلعثم
_ سلامتك يا حبيبي دي أنا كنت قايمة من النوم جعانة.
ساد الصمت بينهم لينهض آسر وهو ينظر لأبيه مترجيا إياه
_ بابا أنا مش عايز أتجوز كتر خيركم يا جماعة أنا خلاص مبسوط كده لو سمحت طلقيني... أقصد خدي دبلتك وابعدي عني.
اقترب سها منه وقد خاڤت من صدق قوله لتقول مدافعة عن حبها له
نظر إليها بړعب ثم ينظر لوالده يتوسل إليه
_ لا سيبني أنا اللي بقولك أهو يا بابا حرام عليك أنت عايز ترميني الرمية السودة دي..أنا مش هتجوز على چثتي.
ظهر اليأس جليا على ملامح أحمد فقال بيأس يعتريه ڠضب
_روح يا زفت نام دلوقتي ونتكلم بعدين يالا يا بنات كل واحدة على أوضتها.
انسحبت الفتيات إلى غرفهن ليبقى أحمد مع الشباب يناظره آسر وعيناه يملؤها التوسل
_ يا بابا أنا بعد اللي حصلي دا معتش أصلح للجواز خالص ده أنا لو فكيت سوستة الفستان يبقى فضل وعدل من ربنا.
ظهرت ضحكة خالد وسط هذا الجو الجاد فصدع صوت عام الحازم
رمقه بنظرة متحسرة ثم قال پقهر
_ خلاص ياخويا حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ظالم يالا يا خالد عشان هنام جنبك يا حبيبي.
انفعل خالد فجأة لما سمعه من آسر
_ حيلك حيلك لا يا حلو نام جنب أخوك.
نظر آسر لعصام الذي بدا كجلاد سيقضي عليه إناقترب منه لينتهي به الحال في غرفة والديه يقف أمام الباب ليطرده والده من الباب قائلا
_ أمشي يا زفت من هنا...
قاطعه آمال بنبرتها الحنونة وعاطفة أمومتها تغلب عليها قائلة
_ سبيه يا أحمد الولد اتخض جامد وخاېف.
دخل آسر الغرفة بعد سماح والدته بذلك ليندس إلى جانبها يحتضنها كطفل صغير وهو يهتف بمرح
_ جدعة يا أمولة أبو لهب معندوش ډم هو وابنه.
نظر إليه والده بغيظ ليضربه على قدمه بكفه قائلا
_أقوم يالا على أوضتك.
تشبث آسر بذراع أمه بقوة يردد بسعادة تشع في عينيه
_ لاء أنا مبسوط كدا وأمولة مبسوطة صح يا أمولة !
طبعت قبلة على جبين ولدها المدلل وتؤكد قوله بقولها
_صح يا قلب أمولة.
زفر أحمد بحنق لما يفعله هذا الطائش فرفع يديه موضع دعاء مناجيا ربه
_ يارب ارحمني من الولد ده هيموتني ناقص عمر.
نظر إليه آسر بثقة ثم تمتم ببرود يمزجه بلاهة
_ مش عاجبك طلقني..
........ يتبع......
١٨١٢ ٧٤٠ م زوزو الفصل الخامس
جذب أحمد آسر من تلباب قميص منامته ثم دفعه بعيدا عن آمال ليسقط على الأرض ېصرخ به أحمد بغيظ
_ برا... أطلع برا يا حيوان... ما تختبرش صبري سبق وحذرتك قبل كده.
نهض آسر عن الأرض يردد بحنق
_ كدا يا أبو حميد... ماشي أنا أحسن حاجة أعملها إني أهرب من هنا قبل ما أدبس في ستنا الغولة دي.
خرج من الغرفة يجوب رواق القصر في الطابق العلوي ليلمح باب غرفة خالد مواربا ويظهر نور خاڤت منها.
تسلل خفية إليها ثم دلف ليرى خالد يشخص بصره في سقف الغرفة فهمس إليه بخفوت
_ بسست خالد... يالا يا خالد...خالد
همس بكلمته الأخيرة وهو يلكزه في كتفه ليعود خالد من شتات عقله بنقزة تبعها فزعة عندما رأى هذا الأحمق في غرفته ضيق ما بين عينيه يحدثه من بين أسنانه كاظما غيظه
_ أنت تاني! عايز إيه يا زفت
أنار آسر نور الغرفة ويجلس إلى جانب خالد يدلي بقراره الذي توصل إليه والحزن يكسو قسماته
_ أنا همشي من هنا وقولت آجي أسلم عليك قبل ما أمشي.
اعتدل خالد بجلسته ليتأكد مما سمعه يحاول تدارك حديث الطائش الذي تفوه به فرد عليه خالد پصدمة
_ هتروح فين يا مچنون
ربت آسر على كتفه ويخبره بنواياه كرجل عاقل ذو حكمة وقد تنحى طيشه عنه لبعض الوقت
_ أنا أخدت كل هدومي وفلوسي وكل حاجة همشي من هنا قبل ما يجوزوني لبنت الهبلة دي.
اتسعت عيني خالد بدهشة أكبر ثم أعاد النظر في حديثه هل قال البنت الهبلة ابتسم ساخرا في نفسه وكأن الواصف عاقل يقبض على كف آسر متبعا سياسته التي ترافقه دوما في التعامل معه خد المچنون لحد باب الدار أصر على بقائه في القصر قائلا
_اعقل يا آسر اهدى وصل على النبي وروح نام يا حبيبي الصباح رباح.
اندفع إليه آسر فجأة مودعا إياه بإصرار ممزوج بنبرته الحزينة
_ أنا أخدت قرار لا رجعة فيه أنت هتوحشني أوي يا خالد أنا مبحش إلا أنت ليك معزه خاصة عندي سلام يا أخويا اللي مش من أمي وأبويا ابقى افتكرني بكلمة حلوة تنسي قلبي الآاااه.
يختم وداعه بعبارة من أغنية شهيرة وخرج من الغرفة عازما على رحيله وقف خالد يحمل على عاتقيه صدمة لا محال لها يحاول تجميع شتات نفسه بعد هذا الحديث المختل نهض عن الفراش ويدور في عقله مهاتفة عصام.
وفي غرفته كان ينام عصام عاري الصدر على سريره ليسمع صوت رنين هاتفه أجاب بنعاس
_ ألو.
تحرك خالد ذهابا وإيابا في غرفته يردد بقلق
_ عصام...
قاطعه عصام وقد أزعجه إيقاظه من نومه
_ أنت غبي يالا بتكلمني في وقت زي ده ليه زرت أحلامك وجاي تبشرني
قڈف خالد