جواز اضطرارى بقلم هدير محمود
المحتويات
أمبارح هطلع بسرعة أحطله الأكل وهنزل أمشيه شوية
مريم بدهشة روك ! دلوقتي
أدهم بصوت جاهد ليخرج طبيعي أه دلوقتي نامي أنتي يا حبيبتي ومتستننيش وأنا مش هتأخر ولما أرجع هبقا أنام في أوضتك وخلاص تصبحي على خير
انصرف سريعا دون أن ينتظر حتى ردها صعد للروف وهو يلهث أخذ روك ونزل به إلى الشارع ظل يركض كثيرا وروك يركض خلفه لعله يطفىء النيران التي تشتعل بداخله حتى يهدأ ويستكين ....
بعد ساعة تقريبا عاد أدهم ودخل غرفتها مسرعا وأوصد بابها بالمفتاح وما أن شعرت بعودته حتى هبت واقفة وتوجهت لغرفتها وحينما وجدت بابها مغلق طرقته عدة طرقات حتى أجابها صوته المنهك قائلا
مريم أيوه أفتح لو سمحت عايزة أتكلم معاك
أدهم بعصبية حتى تتركه وشأنه مش دلوقتي ممكن نتكلم الصبح
مريم بحدة وعصبية مماثلة لأ دلوقتي
أدهم پغضب مش هينفع روحي نامي دلوقتي أنا مش قادر أتكلم
مريم بحزم أدهم أفتح لو سمحت أن مش هتحرك إلا لو أتكلمنا وحالا وإلا هفضل واقفة هنا للصبح
أرجوكي يا مريم أجلي كلامك للصبح عشان نقدر نتكلم ونكون هاديين أنا بجد تعبان ومش قادر
مريم بعصبية وأنا كمان تعبانة ومش قادرة هما كلمتين يا أدهم ومتخافش مش هتعبك
أدهم وقد شعر بجسدها ينتفض لكنه بالطبع لن يفعل شئ ف أمسك بالروب الخاص بها ومد يده به إليها قائلا بحنية ألبسي الروب الجو برد عليكي أنتي بتترعشي
يا أما أيه يا مريم
مريم
وقد ابتلعت ريقها وقالت والكلمات بالكاد تخرج من بين شفتيها
تطلقني يا أدهم ودلوقتي بردو
أدهم پصدمة أطلقك دلوقتي
مريم أيوه أو تريحني وتقولي الحقيقة
ذرفت الدمع من عيناها قائلة وهي تنشج بالبكاء أرجوك أرجوك ياأدهم ارحمني وأرحم نفسك وقولي الحقيقة قولي السر اللي مخليك
تمنع نفسك عني وتحرمني منك
أدهم بجمود مفيش أسرار ولا حاجة
مريم بعصبية لأ في متكدبش عليا أن سمعتك وأنتا جنبي مرة وكنت فاكرني نايمة كنت بتقول اللي باعدك عني سر أنتا مخبيه عليا قولي وريحني وريح نفسك مهما كان السر ده أكيد أهون من اللي أحنا فيه بحبك وبتحبني ومش قادر تقربلي
صمت ولم يرد عليها ..صمت لأنه لا يعلم بما يجيبها هل تظن أنه لو تحدث وأخبرها سيرتاح وترتاح هي عبثا ذلك ..
قطعت هي هذا الصمت فجأة ثم قالت
أنتا بعدت عني لما فكرتك إني كنت متجوزة وأنك مش أول واحد صح
صمت أدهم ولم يرد فقالت هي
رد عليا سكت ليه ديه الحقيقة وياترى هي ديه الحاجة اللي بعداك عني أنك مكنتش أول واحد وإني كنت متجوزة قبلك بس ده نصيب وأنا مكنتش أعرف إني ممكن اقابلك تاني مكنتش أعرف أن الحب القديم هيرجع يصحى تاني قولي يا أدهم كلامي صح
شعر أدهم انها ألقت له بطوق النجاة دون أن قائلا بحزن
أيوووه يا مريم أنا بعييد عنك عشان مش قادر أتخيل أنك كنتي لراجل تاني غيري عشان كل أما بقرب منك أفتكره وأتجنن عشان مش قادر أنسى جملته ليا لما أتخانقت معاه وضړبته أول مرة شفته فيها كل أما أقرب منك أشوفه وأحس بڼار جوايا ناربتحرقني مش قااااادر يا مريم بجد حااولت كتيير بس صعب صعب أوي بجد غصبن عني أنا بحبك جدااا ويمكن لأني بحبك كده مش قادر أستحمل فكرة أنك كنتي ل راجل تاني قبلي أنه كان زي ما هو عايز بمووت ف كل لحظة بتخيله فيها كان معاكي
تلقت مريم حديث أدهم پصدمة ثم قالت طب والحل
أدهم بحيرة مش عارف.. صدقيني كتير كنت بسأل نفسي عن الحل لكن مكنتش بلاقي حل غير أننا نتطلق لأن الوقت مش هيقدر ينسيني حاجة زي كده وكمان مش عايزك تتعذبي معايا
مريم وقد ثارت لكرامتها ف دوما يخبرها بأنه يرغب في الطلاق دوما ينطقها من بين وكأن الأمر هين ف نظرت له بحدة قائلة عندك حق الحل الوحيد هو أننا نتطلق طالما أنتا مقبلتش ظروفي ومش عارف تنسى حاجة مكنتش بإيدي لأني مكنتش بطلع على الغيب عشان أعرف أن هيجي اليوم والحب القديم يرجع تاني واتجوزك ثم اردفت قائلة بس نطلق الصبح هنروح على أقرب مأذون وهتطلقني
أدهم پخوف من فقدانها الصبح لأ مش هينفع خلينا نستنى شوية لحد ما نسافر
مريم بحزم أنا مش هسافر معاك في حتة ومن بكرة مش هكون على ذمتك وهشفي نفسي من حبك بسرعة وهسيب قلبي يحب من تاني يحب راجل يقبلني زي ما أنا بكل ظروفي
أدهم پغضب عايزة تتجوزي راجل غيري يا مريم
مريم بكل الغيظ الذي يعتمل بداخلها مش عايزة.. أنا هتجوز فعلا مش أنتا مش قادرتنسى خلاص أتجوز بقا اللي يقدر
أدهم بحدة أماال أزااي بتقولي انك بتحبيني هو اللي بيحب سهل كده ينسى حبيبه
مريم لو كان زيك كده أه سهل وسهل أوي كمان
أدهم پغضب زيي تقصدي أيه
مريم زيك جبان وضعيف واحد زي مروان قدر يغلبك قدر يبعدك عن واحدة بتقول أنك بتحبها بس الحقيقة أنك مبتحبنيش لو كنت بتحبني مكنش سهل عليك كل شوية تقولي نتطلق نتطلق مش بس كده لأ وأناني كمان عايزني أفضل مرهونة جنبك كده لأ يا أدهم هتطلقني وقريب أوي هتجوز راجل غيرك ..غيرك ف كل حاجة
أدهم وقد أخرسته كلمات مريم الغاضبة لكنها أيضا أشعلت نيران الڠضب بداخله هو الآخر أشعلت غيرته وذبحت رجولته بنصل كلماتها الچارحة التي لا يستحقها ل
جن جنون أدهم حينما سمع أسم هذا المروان الحقېر ا كان ما يحركه فقط ..غيرته وغضبه ظل پعنف لكنه فجأة اصطدمت عيناه بعيناها التي تذرف الدموع في صمت وألم واضح فأسقطته لأرض الواقع بكل قسۏة هو حقا كان يريدها زوجته ولو لمرة واحدة لكنه لا يريدها هكذا كيف يترك لها تلك الذكرى اللعېنة منه وهل سيسامح نفسه إذا تذكرها الآن وهي تبكي بين ذراعيه
عند تلك اللحظه ابتعد عنها وجرى مسرعا نحو غرفته وأغلق بابها عليه وظل يتنفس بسرعة وقوة محاولا السيطرة على نفسه ولكن هيهات يملأ قلبه الندم على فعلته التي كاد أن يقترفها في حق محبوبته هل ! ظلت كل المشاعر المتضاربة التي بداخله تؤرق مضجعه حتى الصباح ....
أما هي ف ظلت تبكي دون أن تشعر بالوقت حتى سمعت آذان الظهر فقامت من مكانها ثم ارتدت ملابس الخروج الخاصة بها وتوجهت حيث غرفته وطرقت بابها بعد لحظات فتح لها بوجه حزين جامد يبدو أنه باكي ومجهد إلى حد كبيروكأنها ترى وجهها الذي رأته قبل قليل في مرآتها لكنها لم تلق إليه بالا وقالت بجمود
يلا لو سمحت ألبس هدومك عشان تنزل معايا لأقرب مأذون وتطلقني
أدهم باستسلام حاضر
دخل غرفته وبدل ملابسه وهو يتحرك بآليه كأنه يسير بالريموت كنترول لا يشعر بشيء يفعله ولا حتى بما هو مقبل عليه هبط الدرج وهي خلفه وركبا سيارته متوجهين لأقرب مأذون وقبل أن يصلا رن هاتفه تعجب أدهم لأن المتصل كانت والدته عفاف وهي لا تتصل به في مثل هذا التوقيت فأجابها وهو يخشى أن يكن قد أصاب أحدهم مكروه وبعد لحظات أغلق الهاتف ثم وجه حديثه لتلك القابعة بجواره دون أن ينظر إليها قائلا
مش هينفع نتطلق النهارده
مريم بعصبية لأ انا هتطلق النهارده ودلوقتي حالا
أدهم مفسرا أمي كانت
بتكلمني وتعزمنا على فرح بنت أخويا ومش هينفع منروحش ويمكن نقعد هناك أسبوع وأكيد مش هينفع نروح ونقولهم أحنا اتطلقنا
أنا مش هروح ف حتة روح أنتا وأنا هقعد ف شقتي وابقا قولهم أي حاجة تعبانة مسافرة ماټت حتى مش هتفرق
أدهم بجزع بعد الشړ عليكي متقوليش كده تاني
مريم وقد ضحكت بسخرية شړ! ..الشړ هو أني أفضل على ذمتك ثانية واحدة
أدهم وهو متفهما ڠضبها ماشي بس بجد مش هينفع لازم تيجي معايا أكيد بابا هيشك لو مجتيش وبعدين ماما أكدت على حضورك ومش
هيصدقوا أي عذر معلش استحمليني بس الشوية دول وأوعدك إني مش هضايقك أبدا ولما نرجع هعملك اللي أنتي عايزاه
مريم بعصبية مش عايزة منك حاجة غير أنك تطلقني
أدهم بمهادنة ماشي هطلقك أول ما منرجع من الصعيد خلاص أتفقنا
مريم وقد أطلقت زفرة حارة قائلة باستسلام أمري لله ..ماشي
هتاخدي أجازة من الشغل أسبوع تمام
مريم متسائلة هو أحنا هنقعد هناك أسبوع
أدهم موضحا أمي قالتلي كده ولو عرفنا نرجع قبل كده هنرجع
هنسافر أمتا
بعد بكره إن شاء الله
مر اليوم وذهب كلا منهما لعمله وحاولا الانغماس فيه قدر المستطاع ولم تهاتف مريم ليلة أو دينا لأنها ليست بحاجة للحديث الآن فقط بحاجة لأن تهدأ وحينما عادت لبيتها لم تتناول الطعام معه بل دخلت غرفتها وتناولته بمفردها وفي الليل طرق أدهم بابها ليدخل ويقرأ
متابعة القراءة