جواز اضطرارى بقلم هدير محمود
المحتويات
في الثانيه عشر منتصف الليل لكنه لم يجدها في الصاله وباب غرفتها مفتوح سمع صوت يأتي من الحمام ف علم أنها هناك انتظرها تخرج مرت ربع ساعه لكنها لم تخرج اقترب من الحمام ليطمئن عليها لكنه سمع صوت أنين يخرج منه هلع قلبه ف طرق الباب وبعد عدة طرقات أجابته بصوت واهن بعدما سألها قائلا
مريم أنتي كويسه
أه قالتها بكل الضعف الذي تشعر به وكانت تعني لا
في هذه اللحظه خرجت مريم من الحمام واهنه ذابلة تتصبب عرقا
نظر لها متسائلا وقد استبد به القلق من هيئتها تلك مريم ! مالك في أيه
ترى ماذا حدث ل مريم وكيف سيتصرف أدهم معها وهل ستسامحه تلك المرة أيضااا
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
البارت 7
مفيش بطني بس ۏجعاني شويه قالتها بصوت ضعيف مخڼوق
وجعاكي من أيه
قالت بصوت ملؤه الحياء مفيش عادي بيحصلي كده ف الوقت ده
يعني أيه عادي بيحصلك كده أنتي مچنونة ولا أيه هو في دكتورة تقول كده ومبتكشفيش ليه..ده كلام ناس عاقلة ولا بتحبي كده عشان تستعطفيني وتخضيني عليكي
طيب ماشي أنا آسف بس ممكن تفهميني مبتكشفيش ليه
هو أنتا متأكد أنك دكتور نساء
وأيه علاقة إني دكتور نساء بأن بطنك ۏجعاك.....
ولم يكمل حديثه لأنه قد علم السبب ..كيف لم يأتي ف باله هذا السبب وهو طبيب نساء ..أنها هي التي تؤلم النساء وتذبل وجوههم وتنهك نفسيتهم أنها هي بهرموناتها وألمها ..هذا العذر الشهري الذي يأتي كل مرة ويعتصر بطونهم ألما إنه طبيب نساء لكنه حقا لا يعلم ما هية هذا الشيء وكيف يشعرون لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة أنها مؤلمة ولا يحتمل ألمها هذا سوى بنات حواء ..
أنا آسف معلش مخدتش بالي ..تعالي يلا ريحي في أوضتك شويه
لا مش قادرة أقعد
طب خدتي مسكن
لا مش بحب المسكنات
أدهم بنفاذ صبر هو الۏجع فيه بحب ومش بحب
أنا متعودة على كده
بس الۏجع ده مش طبيعي ده زيادة
لا عادي أنا كده بقالي فترة
يعني من حوالي كام شهر وأنا كده
وليه يا مريم مكشفتيش مش فاهم
لأ ملوش لازمه عادي
طيب بعد ما تخلص خلينا نعمل فحوصات وأشعة ونطمن
مفيش داعي
أدهم بحزم متهيألي أن ده تخصصي وأنا اللي أقول أيه المهم وأيه اللي لأ ودلوقتي بقا لازم حضرتك تاخدي حقنة مسكنه مش هينفع كده
لا صدقني مش عايزة بس ممكن تعملي حاجة دافيه لو سمحت
أنا عملتلك قرفه حلوة أوى وهتريحك
مريم باشمئزاز قرفة ! يعني من كل الأعشاب ملقتش إلا القرفة ! أنا مبحبهاش
بقولك أيه بلا بحبها بلا مبحبهاش مفيش نقاش يا القرفة ياالحقنه اختاري
مريم وقد زفرت بغيظ قائلة هات القرفه
أدهم بابتسامة منتصرة اتفضلي
امسكت الكوب بين راحتيها وحينما أتتها رائحة القرفة نظرت له باشمئزاز قائلة
ريحتها صعب أوي لو شربتها هرجع
على فكرة ريحتها تحفة أنتي مبتفهميش حاجة دوقيها بس وأنتي هتحبيها
هو عشان أنتا بتحبها الناس كلها لازم تحبها
طب دوقيها يا ستي بس هتعجبك وهتريحك ولو معجبتكيش اعتبريها علاج حلو أو وحش هتاخديه
مريم بتذمر طفولي طيب
بدأت مريم بإرتشاف بضع قطرات من مشروب القرفة على مضض وكان أدهم ينظر إليها مشيرا بيده لأن تكمل و ترتشف رشفه أكبر ..وبعدما بدأت في احتسائها وتذوقتها جيدا شعرت بأنها ليست سيئة لهذه درجة بل طعمها لذيذ ومع انتهاء الكوب بدأت تشعر براحة نسبية ..وفي تلك الأثناء مد أدهم يده إليها ليأخذ منها الكوب الفارغ ونظر لها متسائلا
ها أحسن
أه الحمد لله
طلعت وحشه بقا
يعني مش أوى
كدابه أوى ..باين أنها عجبتك قولي قولي متتكسفيش
ماشي حلوة خلاص ارتحت
أيوه كده ..صحيح أنتي كلتي
لأ ..مليش نفس
أنتي بتهزري أزاي يعني تقعدي من غير أكل لحد دلوقتي
لما باجي أكل بطني بتوجعني والتقلصات بتزيد
وفي تلك الاثناء رن جرس الباب نظر أدهم باستغراب متسائلا
مين هيجي دلوقتي
تذكرت مريم أنها قد اتصلت بالصيدليه لأحضار فوط صحية ..شعرت بالحرج الشديد منه ف لم تعلم ماذا عليها أن تخبره ..قام أدهم ليفتح الباب وقبل أن يذهب أخبرته أن ينتظر لأنها هي من طلبت أشياء من الصيدليه فأشار لها أن تجلس هي وأنه سيذهب ليفتح الباب ويحضر لها ما أرادت وبالفعل فتح الباب وأحضر لها شنطة الصيدليه ونظر لها متسائلا
لما أنتي مش هتاخدي دواء أمال جايبة أيه من الصيدليه
شعرت بالحرج الشديد ولم تعلم بماذا تجيبه لماذا هو غبي اليوم لهذه الدرجة أين فراسته المعهودة أم أن كل الرجال في مثل تلك المواقف يصابون بالغباء ! نظرت له قائلة
أدهم أنتا بقيت ذكي أوي النهارده
اشمعنا
مش مهم جايبة حاجات خاصه
هرش في رأسه وكأنه تذكر شيئا ثم أجابها آسف آسف معلش مش متعود على كده بقالي كتير مفيش ستات ف حياتي
يا سلام هو أنتا بتشتغل غير مع الستات
لا الشغل حاجة والحياة الشخصية حاجة..وبعدين مكلمتنيش ليه وقولتيلي أجبلك اللي أنتي عايزاه
لا طبعا
ليه لأ طبعا يعني تتكسفي مني أناا ومتتكسفيش من الصيدلي وبعدين راجل غريب يجيلك لحد البيت وأنتي لوحدك ده مش أمان طبعا
لا مقدرش اقولك أولا اتكسف ..ثانيا هتقعد تقولي كلامك المستفز بتاع بتتلككي عشان تكلميني ومعرفش أيه ..ثالثا بقا أنا أصلا مش طايقاك
ابتسم أدهم رغما عنه لصراحتها الشديدة ولطفولتها وهي تخبره بأنها مش طايقاه على حد تعبيرها
مش طايقاني ليه بس
والله! أنتا مش عارف قالتها بغيظ
خلاص بقا خلي قلبك أبيض على العموم أنا آسف
أبيض ده أنتا خليته أسود ومنيل بنيله ..وبعدين آسف ديه أصرفها منين
أسود ومنيل ب نيلة يا نهار عل الألفاظ ..وبعدين في بنك الاعتذرات على أول الشارع ممكن تصرفيها منه
دمك خفيف أوي ..اسمع يا أدهم أنا مش هستحملك كده كتير لو سمحت طول الفترة اللي احنا متجوزين فيها ثق فيا زي ما أنا بثق فيك بلاش اټهامات عمال على بطال وبعدين كلامك بيبقا صعب أوى وكله أهانات وأنا مقبلش كده أنا مستحملة عشان عمي بس لكن أنتا فظيع متتعاشرش والله
بالراحة شوية أهدي أنتي هتطلعي هرموناتك عليا ..على العموم عندك حق وقولتلك أنا آسف هحاول والله اشتغل على موضوع الثقة ده بس موعدكيش إني هعرف أعمله بس هحاول
لسه هتحاول
والله وطلعلك نفس اشكريني بقا
شكرا
طيب أنا هقوم أحضرلك أي حاجة عشان تاكلي
هتاكل معايا
أشمعنا
أنا مش بحب آكل لوحدي
حاضر هاكل معاكي
ذهب أدهم للمطبخ وتوجهت مريم للحمام وفي أثنااء خروجها شعرت بدوار شديد يجتاحها استندت بيدها على الحائط ونادت أدهم
أدهم
..أدهم الحقني
فزع أدهم من استغاثتها وهرع إليها قائلا
في أيه مالك
دايخه أوى حاسة الأرض بتلف بيا
أكيد الضغط وطي من قلة الأكل
طوقها بذراعه خلف ظهرها وامسك بيديها حتى أوصلها ل غرفتها
هروح أجيب جهاز الضغط وأجيلك ثواني
ماشي
ذهب وعاد سريعا وبدأ في قياس الضغط شعر ببرودة يديها
ضغطك واطي أوي يا مريم وحتى النبض ضعيف أنتي بتهزري حرام عليكي نفسك والله
بس أنا أصلا طبيعتي ضغطي واطي
طيب هقوم أجيب الأكل بسرعة وبعدها ابقى أديكي حاجة تعلي الضغط شويه
طيب
ذهب سريعا وأحضر الطعام على صينية العشاء ووضعه أمامها على الفراش
اتفضلي كلي
وأنتا مش قولت هتاكل معايا
مش لما اطمن أنك كلتي الأول
لأ مش هاكل غير لما تآكل معايا الأول
أمري لله اتفضلي
وبعدما فرغا من أنهاء طعامهما نظر لها قائلا بصوت ملؤه الحنان
مريم أنتي أمانه في رقبتي متخليش أبويا يقول إني محافظتش على الأمانه ارجوكي خدي بالك من صحتك شوية
وهي الأمانه ديه في الأكل بس
أنا عارف إني جيت عليكي كتير بس صدقيني ڠصب عني أنا مريت بظروف صعبة غيرتني كده أنا عمري ما كنت شكاك ولا عڼيف كده أنا مش هقدر أحكيلك ظروفي ديه بس عايزك تعذريني وحاولي دايما تبقي واضحة وصريحة معايا
ومين قالك أن أنا كمان معدتش عليا ظروف أصعب منك بس أنا مش بعمل زيك
صدقيني عمر ظروفك ما هتكون زي ظروفي وكمان احنا مش زي بعض ردود أفعال البشر مش كلها واحده المهم تسامحيني
هو احنا هنتطلق أمتا
مستعجلة أوى تخلصي مني
لأ مش كده أنا تعبت من الحياة اللي ملهاش ملامح محتاجة استقر أعيش في هدوء وسلام نفسي اعرف دنيتي هتمشي أزاي
في ترتيب كده ف دماغي بس مش كامل لما يكمل هقولك عليه
ترتيب أيه
يارب ارحمني ..هو فضول الستات ده عندكوا كلكوا بنفس الشكل كده
الله مش لازم افهم
قولتلك لما
يكمل في دماغي هقولك لأنه مجرد فكرة مش كامله هظبطها وأقولك
ايوه يعني...
قاطعها قائلا بنفاذ صبر ميعنيش اتفضلي بقا نامي تصبحي على خير
وأنتا من أهله
وقبل أن يخرج من غرفتها هتف بأسمها مريم
نعم
أدهم بحنان حاسة أنك أحسن دلوقتي
أه الحمد لله
خدي أجازة بكرة أحسن
مش هينفع للأسف لأني كنت أجازة النهارده عل العموم متقلقش بكره هبقا أحسن بإذن الله هو الۏجع بيكون أول يوم بس
أنا مش قلقان عليكي مين قال إني قلقان أنا بتكلم بس عشان متجيش فنص اليوم تقوليلي روحني وأنا مش فاضي عندي شغل كتير
أعوذ بالله منك أنا هقوم أنام وعلى العموم لو تعبت مش هكلمك ولا هقولك روحني
أمال هتخلي خالد يروحك
ياربي تاني.. تاني يا أدهم ..تصبح على خير
وأنتي من أهله
لا يعلم لما ألقى تلك الجملة السخيفة في نهاية حديثه معها كأنه شعر بالألفة معهاأثناء تحاورهما ولذلك أراد أن يعاقب نفسه ويعاقبها ويخبرها إنه لا يحمل تجاهها أي شعور بالحب أو حتى مجرد الألفة والونس لحديثها ....
وفي الصباح استيقظ هو أولا وتركها دون أن يوقظها حتى تستيقظ بمفردها ثم عرض عليها أن يوصلها بسيارته فرفضت وأخبرته أنها بخير وتستطيع أن تسوق بمفردها ..ذهب كلا منهما لعمله
ظنا منهما أنه سيكن يوما مثل باقي الأيام لكن اليوم لم يمر على
أدهم هكذا ..
بينما كانت مريم في العمليات تجري عملية جراحية لمريض مع طبيب أخر زميل وبعدما أنهتها وجدت نور بالخارج تخبرها عما حدث مع أدهم
نور متسائلة عرفتي اللي حصل مع دكتور أدهم
أدهم ! لأ معرفش ..أيه اللي
متابعة القراءة