جواز اضطرارى بقلم هدير محمود

موقع أيام نيوز

دول ولما يشوفوا ست ليلة بمظهرها المعتاد أكيد مش هيبصوا عليها هي بس هيبصوا كمان على اللي معاها يعني حضرتك وأستاذة دينا والناس ملهاش إلا المظاهر هيحكموا على ليلة من لبسها وعليكوا لأنكوا معاها وهيتبصلكوا بصات مش حلوة ووارد جدا تتعاكسوا ووراد اللي أكتر من كده كلامي صح ولا أنا غلط يا سيف 
سيف طبعا كلام أدهم صح أحنا رجالة وعارفين الرجالة بيبصوا للبنات أزاي وشكل ليلة ملفت وهيلفت النظر ليكوا وكمان تصرفكوا العفوي ده أكيد هيتفسر بشكل غلط 
مريم طيب خلصتوا كلامكوا ممكن تهدوا بقا وتسمعونا 
سيف أتفضلي يا مريم 
مريم أنتو حكمتوا على نص الحكاية وديه عادتك طبعا يا أدهم أولا أنتا متعرفش أحنا كنا في الشارع ولا ف بيت ولا ف محل ولا ف كافية ولا فين أولا احنا كنا ف كافية .... 
قاطعها أدهم كافيه ! ماشاء الله ماشاء الله حلو أوي كده بقا عادي بالعكس يا ست هانم كافيه يعني مكان ضيق وفي شباب وسهل أوي أي حد يضايقكوا ومن أمتا أصلا بتروحي كافيهات لوحدك يا ست مريم 
مريم أووووف مش طبيعي بجد أسمع بقيت الكلام الأول ده كافيه بنااات بس ومتقفل وكل اللي شغالين فيه بنات يعني ممكن نتكلم ونضحك ونقلع الحجاب مفيش غير ستات وبعدين المفروض تكونوا عارفين أنتوا متجوزين مين وأننا أكيد مش هنعمل اللي يلفت نظر الناس لينا ولا نضحك بصوت عالي في الشارع 
أدهم بإندفاع طبعا أنتي ما صدقتي وقلعتي حجابك وعادي بقا حد يصورك مثلا وأنتي بشعرك وبعدين متأكدين ليه طب ما أنتي عملتي اللي أكتر من كده واللي مش بس يلفت لأ اللي يخلي أي حد يبص ويبحلق ف عادي بقا يتكرر 
مريم وقد غالبتها الدموع وسقطت رغما عنها لأ يا أدهم مقلعتهوش أنا كنت بوضحلك بس مش أكتر ومش معنى إني غلطت مرة هتفضل تمسكلي الغلطة ديه وتدوس عليها وتفكرني بيها كل شوية على العموم شكرا أنا ماشية بعد اذنكوا
خرجت مريم مسرعة من بيت سيف نظرت دينا ل أدهم قائلة 
دينا بضيق ليه كده بس يا أدهم حرام عليك أرجوك ألحقها 
سيف بسرعة يا أدهم لو سمحت أعتذرلها وصالحها على كلامك الدبش ده
خرج أدهم هو الآخر مسرعا خلف مريم التي كانت تقف تبكي بحړقة أسفل بيت سيف.... 
نظر لها والندم يملؤ كيانه فلا يعلم لماذا قال لها تلك الكلمات وهو على يقين أنها ستجرحها كما أنه يعلم أنها لم ولن تكرر تلك الغلطة مرة آخرى وأن ما حدث ليس إلا لحظة ضعف مستحيل حدوثها مرة ثانية كما أنه لم يخبر سيف بما حدث وبغباؤه ڤضح زوجته أمام صديقه اقترب منها محاولا أن يربت على كتفيها قائلا بندم 
مريم أنا آسف مقصدتش 
مريم وهي تبعد يده متعتذرش أنتا مقولتش حاجة غلط عادي 
لأ أنا غلطت وغلطت أوي كمان بس ڠصب عني والله أنتي عارفة إني لما بتعصب بقول أي كلام وخلاص 
مش عايزة أتكلم أنا هروح 
طب يلا نروح ونبقا نكمل كلامنا في البيت 
لأ مش هروح معاك أناطلبت كريم 
أدهم بعصبية أنتي بتستهبلي كريم أيه اللي هتروحي بيه أنتي هتيجي معايا متدخليش الأمور ف بعضها 
مريم بعند لأ يا أدهم مش هروح معاك
وأنا أصلا طلبت كريم وهو وصل خلاص أهوه
وقفت سيارة أمامهم نظر له أدهم معتذرا 
شكرا ل حضرتك احنا آسفين جدا أحنا أفتكرنا أن ورانا مشوار مهم 
مريم بإصرار لأ أنا مش ورايا حاجة أنا مش هروح معاك أنا هركب معاه أتفضل أنتا روح مشوارك 
جذبها أدهم من يدها بعيدا عن السيارة شششش أسكتي لو سمحتي وأتفضل حضرتك وآسفين أننا عطلناك
السائق وقد ترجل من سيارته وهو رجل يبدو عليه في الخمسينات من عمره أو أكبر قليلا 
في حاجة يا آنسة الراجل ده مع حضرتك 
أدهم بانفعال آنسة مين! ديه مراتي وأتفضل بقا حضرتك أمشي 
مريم بحدة مش مراتك وملكش دعوة بيا أنا هركب معاه
السائق وبدأ يشك في أمر أدهم وقد خشى أن يكن رجل يضايقها وهي لا تعرفه ف سألها مرة آخرى 
يا فندم يعني الراجل ده جوزك ولا واحد بيضايقك 
مريم وقد راقت لها الفكرة فأجابته بخبث لأ معرفهوش واحد سخيف بيضايقني 
أدهم پغضب أنتي هتستعبطي! يلا يا مريم خلينا نروح مش ناقص جنان 
مريم بتمثيل متقن هو عشان سمعت صاحبتي بتكلمني وعرفت أسمي يبقا تعرفني عيب كده والله 
السائق بعد اذنك يا أستاذ أمشي واتفضلي حضرتك أركبي
همت مريم بركوب السيارة لكن عصبية أدهم وأنفعاله قد وصل لأقصاه ف جذبها مرة آخرى پعنف قائلا 
بقولك ايه خلي أم الليلة ديه تعدي ومتطلعيش الدماغ الصعيدي عليكي 
السائق بعدما تأوهت مريم من أثر شدته العڼيفة لها قد حال بينه وبينها واركبها السيارة وتحدث ل أدهم قائلا 
لو سمحت يا أستاذ أنا ممكن أوديك القسم يعني أعتبرها أختك ترضى حد يضايقها كده 
أدهم بعصبية بقول لحضرتك أيه أنتا راجل كبير وشكلك محترم متخلنيش أتعصب عليك أختي أيه بقولك مراتي والله هي زعلانة مني ف بتعمل كده وأحنا أصلا كنا عند أصحابنا ثم جذبها مرة آخرى من السيارة قائلا بعصبية 
ها عجبك كده الهبل اللي بتعمليه ده 
كان سيف يتابع الموقف من شرفة منزله ولما وجد السائق والحوار الدائر قد طال وڠضب أدهم الذي ظهر جليا على قسمات وجهه وجذبه ل مريم من السيارة ف علم أن هناك أمرا ما يحدث ف هبط سريعا إلى أسفل وكان الحوار قد احتد بين ثلاثتهم ف نظر لهم متسائلا 
في أيه يا أدهم ايه اللي بيحصل 
أدهم بانفعال فهموا يا عم ديه تبقا مين عشان يهدى ويرتاح بدل ما أتجنن عليه وعليها والله 
سيف بعدم فهم يعني أيه ديه تبقى مين 
أدهم أوووف يا سيف ديه تقربلي ولا خاطڤها مثلا 
سيف بمرح هههههه خاطڤها 
أدهم بضيق سيف مبهزرش عشان الهانم بتقوله إني بعاكسها وإنها متعرفنيش 
سيف نظر للسائق شارحا الموقف له بص حضرتك ديه مراته هما بس شادين شوية ف تلاقيها بتهزر 
السائق طب ما ممكن حضرتك كمان ممكن تكون معاه ومتفقين عليها ثم نظر ل مريم قائلا حضرتك
تعرفي الاستاذ ده كمان 
ردت مريم بنفس الثبات لأ معرفهوش أرجوك روحني البيت أنا معرفش دول مين وعايزين مني أيه ثم أخرجت بطاقتها من حقيبتها قائلة بص حضرتك ديه بطاقتي وأنا مطلقة مش متجوزة أصلا 
كان سيف وأدهم ينظران ل مريم في ذهول ثم قال سيف ل صديقه هامسا بقولك أيه شكل مراتك أتجننت خلاص خليها تروح معاه بدل ما أحنا واقفين في الشارع كده الناس هتتلم علينا 
أدهم بعصبية مچنونة
على نفسها و مش هتروح إلا معايا ثم نظر لمريم قائلا بكل صوته يلااااا يا مرييم 
مريم لأ مش هروح معاك ثم نظرت للسائق قائلة بص حضرتك بصراحة الراجل ده طليقي وعايز يأذيني ويخطفني عشان أرجعله بالعافية وأنا مش طايقاه ولو روحت معاه هيضربني وأنا خاېفة أرجوك متسبنيش 
سيف نهااااار أسود ههههههه يلا يا أدهم ديه هبت منها خااالص 
أدهم وقد نظر للسائق بنفاذ الصبر قائلا بقول ل حضرتك أيه هي مش قالتلك الأول متعرفنييش ودلوقتي قالتلك طليقي أقسم بالله مراااتي بس الظاهر مخها فوت 
السائق خلاص يا فندم حتى لو هي مراتك أنا هوصلها مكان ما هية رايحة وننهي الموضوع بهدوء لكن بردو حضرتك أعذرني افرض مثلا ده مش حقيقة هسيبك تأذيها مش هينفع 
سيف وقد جذب أدهم من يده خلاص اتفضل حضرتك 
أدهم معترضا سيف أنا مش هسيبها تروح لوحدها 
سيف خلاص يا أدهم بقا هي متعصبة واحنا هنمشي بالعربية وراها وخلاص 
أدهم مستسلما ماشي أتفضل حضرتك أتفضلي يا هانم لينا كلام تاني ف البيت
ركبت مريم مع السائق وركب سيف وأدهم سيارته وانطلقا نحو شقته واتصل سيف ب دينا ليخبرها أنه سيذهب مع صديقه ويعود سريعا وسيشرح لها ما حدث بعدما يعود 
وفي سيارة كريم نظر السائق في مرآته قائلا ل مريم التي تجلس خلفه باكية 
حضرتك هو الراجل ده بجد جوزك ولا طليقك 
مريم بصراحة ..جوزي 
السائق طب ليه حضرتك عملتي كده مهما كان اللي حصل بينكوا متوصلش ل كده أنا كنت ممكن اتهور عليه أو أذيه هو نفسه كان ممكن يتعصب عليكي ويضربك مثلا أو حتى يطلقك بجد 
مريم أنا مفكرتش كده أنا كنت متضايقة أوووي وهو مش عايز يسيبني اروح لوحدي وأنا مكنتش عايزة أمشي معاه أصلا وهو حتى مش مديني الفرصة أهدي نفسي 
السائق بصي حضرتك أنا في سن أخوكي الكبير أو والدك اللي عملتيه ده غلط جداا الواضح أنه بيحبك أوي وخاېف عليكي وكمان غيران أنه يسيبك تروحي مع راجل غريب حتى لو ف سن والدك حضرتك لما تروحي حاولي بقا تستوعبي عصبيته وتشيلي عواقب الغلطة ديه وحاولي تبقي هادية على قد ما تقدري وبعد كده اتكلمي معاه ولوميه على اللي ضايقك منه بهدووء الراجل أكتر حاجة بيكرهها ف الست العند وتنشيف الدماغ حتى لو غلط أسمعيه وأعذريه الحياه مش طويلة أوي عشان نقضيها في خناق وزعل 
مريم بإمتنان شكرا جدا لحضرتك 
السائق العفو حضرتك أتفضلي أحنا وصلنا خلاص 
مريم كام حضرتك 
السائق لأ خلاص اعتبريها توصيلة من أخ كبير مع السلامة 
مريم بس ... 
قاطعها قائلا مع السلامة حضرتك 
مريم شكرا مرة تانية مع السلامة
صعدت مريم الدرج سريعا أما السائق أنتظر أدهم القادم خلفه وما أن رآه ينزل من سيارته أشار إليه ليحدثه وما إن أتي إليه حتى قال له 
بالله عليك يا ابني متضايقها ولا تزعلها هي قالتلي أنها مراتك بس كانت محتاجة تهدا وأنتا مش عايز تسيبها لوحدها خلاص موقف وعدى والأحسن
متتكلموش فيه صفوا اللي بينكوا بهدوء بكرة الزمن يعقلها 
أدهم وكلام الرجل قد أطفا نيران الڠضب التي تشتعل بداخله هي ست العاااقلين بس الظاهر أنا اللي جننتها ووصلتها ل كده متخافش حضرتك مش هزعلها وشكرا ليك 
السائق العفو ربنا يصلحلكوا الأحوال 
أدهم ربنا يكرمك تسلم
انصرف السائق ونظر أدهم ل سيف قائلا خلاص يا سيف روح
أنتا معلش

بقا أنا آسف تعبتك معايا 
متقولش كده يا صاحبي أحنا أخوات بس والنبي يا أدهم متزعلها هي كانت متعصبة وهبت منها وأنتا كمان غلطت وخالصين 
متقولش والنبي يا سيف أحلف بالله حرام تحلف بغير ربنا 
كل مرة تقولي وأنسى بردو طب بالله عليك متزعلهاش 
خلاص يا سيف لا هزعلها ولا زفت هو يعني خلاص كلكوا بتدافعوا عنها وأنا الشرير اللي ف الفيلم 
لأ مش شرير ولا حاجة بس عصبيتك وحشة أوي 
طب يلا يا أخويا روح ل مراتك سلام 
سلام يا أدهوم
صعد أدهم حيث شقته وما أن دخل حتى وجد مريم قد دلفت غرفتها أتجه ناحيه الغرفة فوجدها مغلقة طرق بابها وهم بالدخول لكنه وجد الباب قد أوصدته مريم بالمفتاح ف ضحك من فعلتها الطفولية وقال 
أفتحي
تم نسخ الرابط