قصه مشوقه
المحتويات
... فباتو لا يخفو عنها شئ مهما كان حجمه او شان صاحبه ..
صاحت قائله يلا بينا عشان نتعشى وتناموا بدري... عشان ان شاء الله جدكم وجدتكم هيكونوا هنا بكره بدري .
نظرت الفتيات الى بعضهم باندهاش وقبل ان يسال احدهن اجابتهم كريمه
ما اعرفش هم جايين ليه فجاه كده محدش يسالني معنديش اجابه ..
انتهى الجميع من العشاء فى جو من المرح والسعاده حاولت كريمه ان تضيفه عليهم رغم آلآم قلبها الا ان فلذة اكبادها يستحقون ان يشعروا بالسعاده مهما كلفها الامر ..
دلف الجميع الى غرفهم وفي قلبهم راحه لما اباحوا به من مكنون مشاعرهم ..
أما في فيلا الشاذلي
كانت الأجواء مختلفه وخصيصا في جناح ابرار التي كانت تجلس على كرسيها الهزاز ...
التي لم تلده ولاكن هو الأقرب الي قلبها واغلا من أبنائها ..
قطع تفكيرها الطرقات الخفيفه على باب غرفتها هتفت وتين من خلف الباب
بصوت مجهد من كثره البكاء
امي حضرتك لسه صاحيه عايزه اتكلم معاكي شويه وانتظرت حتى يأتيها الرد من والدتها ردت عليها ابرار بهدوء ادخلي يا وتين
ظلت تبكي حتى رق قلب ابرار لها وسحبتها وصارت بها الى الأريكه..
جلست وأمسكت يدها وتحدثت بصوت يحمل خوف الأم وقلقها علي ابنتها وحيدتها وهتفت
اسمعيني يا وتين أنا عارفه إني اتعصبت عليكي النهارده ومتأكده أنك كنتي تستحقي اكثر من كده
انتي أتغيرتي وتصرفاتك أصبحت غير مسؤوله
ولازم تفهمي أن بعد راكان ممكن يطول
وممكن يسيبنا ويبعد عننا نهائي ويروح يعيش مع أهله ويتجوز ويبني أسره...
ده مش معناه أنك تدمري حياتك لازم تفهمي أن في الأول والأخر راكان مش اخوكي ..
تنهدت قليلا وجاء فى خاطرها على ذكر أنه مش اخوها وسألتها بسؤال ذات مغزى
نظرت لها بتيهه وحيره وهي تهز رأسها ...
انا من زمان جوايا مشاعر كتير ملخبطة .... بس برجع في الأخر وبلاقي عقلي مش مستوعب غير أنه اخويا الكبير ...
اللي برمي حمولي عليه وفي نفس الوقت مش قادره أشوفه مع واحده تانيه ...
انا تعبانه يا أمي وقلبي وجعني ونفسي اترمي في حضنه.
قومي نامي وسبيها علي ربنا تبات ڼار تصبح رماد...
استقامت وتين وهي تزداد حيرتها و ۏجع قلبها أكثر
وانهمرت دموعها بكثره وغادرت الغرفه كما جاءت بلوعة الفراق وتيه المشاعر و الأفكار..
خرجت وتين وتركت ابرار تعصف بها الافكار ... صدرها يضيق عليها من ثقل السر التى تحمله ..
استعانت بالله ليدبر لها الامر وذهبت لتتوضأ وتصلى وهي تبكي علي حال أولادها. لتناجى ربها ان يريح قلب ابنتها ويهدي أولادها للصواب
بعد يوم طويل ومرهق دلف احمد إلي الغرفه وهو يحمل على عاتقه هموم كالجبال كل مدى يستشعر عجزه فى بعد راكان عنه .. ولكن يتظاهر بالثبات حتى لا يفقد زمام امور اسرته من بين يده ..
جلس علي طرف الفراش ينتظرها حتي تقضي صلاتها ..
انتبه إلى صوتها تبكي وهي ساجده علم ما في قلبها من ۏجع وألم...
وحينما انتهت اقترب منها يجلس بجوارها ارضا يربع قدميه ويضع رأسها علي فخدييه ..
نظرت له برضا و طمأنينة فهو منذ زواجهم لم يبخل عليها ببث حبه الذى يغرقها فيه والأمان الذى يحاوطها به ..
تبادل النظرات معها و لها وابتسم بعشق اطاح بحزنها بعيدا ومرر يده علي رأسها سحب وشاحها وامسكه واستنشق عطره
الذى ادمن عبيره وتحدث قائلا
أمتى هبطل احبك يا ابرار عطرك .. صوتك .. لمسه ايدك .. بتحسيسني فى كل مره بشوفك أن دى اول مره اشوفك وفي كل مره بحبك اكتر من الأول شكلي هفضل احبك حتي لبعد ما أموت.
كانت تداعب خصلات شعره الكثيف باناملها التى تشعره بالراحه والاسترخاء بعشق خلق له
ونظراتها تعبر عن عشقها .. الذي يظهر له في كل نظره و لمسه و همسه ..
مفيش يا قلب وعيون ابرار انا مخنوقه بس شويه ..
ابتسم لها بعشق وحب ويده تمر علي وجنتيها وتحدث بحنان
سلامتك من الخنقه يا قلب و عيون و روح احمد ... انا عندى الدنيا فى كفه ودموعك الغاليه دى فى كفه تانيه .. استقام واقفا ....
و بحركه ماكره منه وفى غفله منها فهى كانت ذائبه فى مشاعرها التى تجتاحها فى حضوره ..
رفع لها حاجبه وهتف هى بقت كده لا شكلك نسيتى امجاد زمان و محتاجه انى افكرك ... استعدى بقى ياحلوه ووطى صوتك لحسن ولادك يقوله عليا انى بفترس أمهم..
هتف احمد متحدثا بنبره حنونه ليلفت انتباهها ابرار
متابعة القراءة