رواية بقلم سيلا وليد
المحتويات
قصاد اختي ياحضرة اللوا وانا معنديش أغلى من جنى
وصلت إليهم بخطواتها الضعيفة المتهالكة محاولة التماسك مقتربة من والدها تنظر إلى الجميع بتشتت آفاقها عز إلى أرض الواقع الأليم
ربى قصاد جنى ياحضرة اللوا..هنا انعقد لسانها وتاهت مفردات اللغة وسط ذهول الجميع فماذا سيكون حالها بعد إطلاق كلماته الڼارية التي اخترقت صدرها وادمته
فيه ايه يابابا..مالك ياحبيبي زعلان ليه ..تحركت إلى أن وصلت أمامه ورفعت كفيه تلثمه وأخذت تمرر كفيها المرتجف على وجنتيه وعيناها مختلطة مياهها بنيران ألمها الضاري فاستدارت تنظر لذاك المتحجر أزالت عبرة غادرة انسابت على خديها المحترق
اختك قصادي ياباشمهندس ..تمام وأنا بقولك انت متلزمنيش ..لم ينظر إليها واعاد حديثه
مردتش ياحضرة اللوا ابنك يجيب اختي خلال ٢٤ ساعة ياإما بنتك عندك ..قالها ثم استدار ولكنه توقف عندما هتفت ربى بإقتضاب وحزم ومشاعر الڠضب والحزن أشعلت نيران قلبها
طلقني ياعز حتى لو جاسر رجع جنى انت متلزمنيش ولو راجل وابن صهيب الألفي فعلا ارمي عليا اليمين قبل ماتخرج من بيت جواد الألفي
امشي من هنا يلا..ولكن نظراته عليها وحدها لقد تهشم قلبه وأصبح فتات متناثرة..فهمس
ربى متدخليش بينا
ابتسامة ساخرة تعيد حديثه
سمعني كدا قولت ايه
ربى ..قالتها غزل
اطلعي اوضتك حبيبتي..استدارت إلى والدتها تطالعها بذهول
أشارت صاړخة في عز فلقد تحاملت كثيرا لفترة
الباشمندس يرمي عليا يمين الطلاق دلوقتي ياماما..انا مستحيل افضل على ذمته لحظة واحدة
دنى بخطوات متعثرة يطالعها بذهول
ربى ايه اللي بتقوليه دا..أسرعت إليه تلكمه بصدره بقوة
بقولك طلقني ..سمعتني طلقتني مش عايزة اعيش مع واحد ذيك ..استدارت إلى والدها
صړخت غزل باسم جواد عندما وجدت شحوب وجهه بدأ يفتح زر قميصه ولكن لم يقو على رفع كفيه رفع عيناه لغزل فلقد فقد الكلام كأن جسده شل بالكامل
بعد شهر ..بعد
تحسن حالة جنى وتواصلها يوميا مع والدتها ..رجع جاسر بصحبتها القاهرة ولكن بمكان خاص بهما بعيدا عن حي الألفي
جنى هنزل أروح مشوار يعني ساعتين كدا وراجع محتاجة حاجة
نهضت متجهة إليه
مبتروحش بيتك ليه ياجاسر ياريت ترجع لحياتك أنا بقيت كويسة
زفر مخټنقا من أسلوبها الذي اعتمدته معه منذ فترة وكأنه غريبا عنها
استدار دون حديث
جنى متخلنيش ازعلك خليكي في حياتك وبس..استمع الى رنين هاتفه فتحه وجدها فيروز
رفع نظره إليها ثم إلى الهاتف..
أيوة يافيروز...تمام نص ساعة وهتلاقيني هناك
استدارت تنظر إلى النيل وتحدثت
مفيش داعي تخبي يابن عمي احنا مش متجوزين علشان متأنبش نفسك روح شوف مراتك وابنك
أنا مراتي معايا دلوقتي..لكزته بقوة وهتفت پغضب
جاسر الزم حدودك معايا قولتلك انت ابن عمي وبس ومتفكرش قعدتي معاك لحاجة تانية علشان وعدت ماما بس بابا يفوق وعز كمان هرجع بيت ابويا
جذبها بقوة
احلمي ياجنى..تعمقت برماديته ونيران الڠضب والغيرة ټحرق داخلها
أنا مش بحلم يابن عمي أنا بقولك الحقيقة مش اكتر انا عمري ماهكون ليك ياجاسر بلاش تأنب ضميرك اللي حصل قدر ومكتوب وانا هرجع ليعقوب اكيد هيتفهم بس اللي مصبرني سفره
خلي حد يقرب منك وشوفي هعمل ايه هاتي سيرة راجل تاني على لسانك الحلو دا علشان أقصه بطريقتي وأنا بتمنى والله ..قالها وعيناه على كرزيتها
ردة ايتسامة أنارت وجهه
مهلكة قلبي ياجنى ناوية تعملي في قلبي الضعيف ايه بس مټخافيش هغفرلك ياقلبي
مش لما نتحاسب الأول يابن عمي
مستعجلة على الحساب ليه يابنت عمي هنتحاسب ونتحاسب جامد اوي
وكأن الحبيب يشعر بحبيبه واغمضت عيناها تمنت توقف دوران الأرض هنا لكن كبريائها يمنعها من فعل ذاك
مالكيش مكان غير هنا يامهلكة قلبي
هنا فاقت من سطوة مشاعرها وعادت لأرض الواقع فهبت فزعة
بالمشفى عند جواد
الف سلامة عليك ياعمو أنا اسف حبيبي..ياله فوق وارجعلنا
دلفت ربى غرفة والدها
بتعمل ايه هنا..من فضلك اطلع برة مش مرحب بيك
شوفت الدنيا صغيرة أد ايه ياحضرة المهندس
حرمت اخويا من دخوله يطمن على عمه وانا دلوقتي بحرمك من دخولك لبابا..تحرك عز دون حديث
دلف أوس ينظر إليهما بصمت
فأشار إلى ربى
اطلعوا برة انتوا الأتنين مش عايز اشوف حد فيكم قدامي
أطبقت على جفنيها ثم أردفت
مقدرش أبعد عن بابا ياأوس
نظرات غاضبة لعز فأشار إلى الباب
تدخل هنا بأذن مني سمعتني مش عايز اشوف وشك قدامي
تحركت ربى إلى أن وصلت إلى فراش والدها وجلست بجواره وعبراتها ټحرق وجنتيها
بابا حبيبي وحشتني
مش عايز تفتح عيونك بقى
ولج جاسر بخطوات مهزوزة وعيناه على والده المسجى على الفراش خطى إليه وكأنه يخطو فوق بلور ليشحذ أقدامه ونيران ټحرق صدره
هوى بجوار فراشه وصوت بكائه شقت له الصدور
حبيبي فوق ..انا هنا ربت أوس على كتفه
قوم ياجاسر بلاش ضعفك دا بابا هيفوق
متابعة القراءة