وتين الجزء والاول والتاني بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
غصه مؤلمھ وهو يراها ممده لا حول ولا قوة لها بانفاس حارقه هتف ينادى على شغف لتحاول افاقتها بعد اذنك تعالى فوقيها انا مفيش فيا أعصاب أشوفها كده
افسح لها لتجثو على قدمها بعد ان اخذت من البنات زجاجة العطر لتضع بضع رشات على يديها لتمررها على انفها فى محاولة منها لاسعاف اولى قبل ان تضطر ان تتدخل طبيا فالوضع مازل سهل السيطره عليه بدات تخبط وجنتيها خبطات خفيفه وتهمس لها باسمها لجعلها تستنبه لنفسها ولمن حولها
هرول إليها ووقف ينظر الي أبرار نظرات ترجي أفسحت له المكان هي وشغف لكي يتركوا له المجال...
جثي تحت قدميها يمرر يده علي وجهها الذي فقد كثيرا من نضارته...
أرادا احمد أن يتحدث أوقفته نظرات الحاج محمد الراجيه عن الحديث...
تجعمت الدموع في عيونه وهو يستند برأسه علي جبهتها يستنشق انفاسها
دفعته بعيدا عنها واستقامت بضعف كادت تسقط... بسط يده
يمنعها من السقوط دفعتها مره أخري وبلعت ريقها بصعوبه جف حلقها وكأنها فى اشد شهور الصيف حراره عطشه لكلماته التى تروى ظمأ حرمانها منه ولكن لنبضات قلبها التائه رأى آخر ...
عيون الجميع عليهم ينظرون إليهم بۏجع علي هذا العشق الذي قتل برباط شرعي علي ايديهم... اشترك الجميع في قټلهم أصبح عقد لا ينقض الا بموتهم..
اخذت نفس عميق وبخطوات مهزوزه خطت خطوتين و وقفت أمامة تحدق به بنظرات يملؤوها العتاب واللوم والحيره حتى خرج صوتها حزينا جريحا يقطع قلوب الجميع عليهم هتفت باستهجان
واشارت الى بقوه وڠضب ما هو انا خسړت اخويا اللي رباني وكنت شايفه انه اقرب لي من نبض قلبي وانهمرت دموعها تحكى معاناة ما عاشته فى غيابه..
لتسترسل قڈف كلماتها بدون هواده
ليه عملت فيا كده يا راكان ازي قدرت تبعد عني وتسبني تايهه كده هونت عليك...
ازي قلبك طوعك وانت عارف أني ممكن أموت من غيرك ..
اخذت عينيها تتنقل بينهم وأشارت الليهم بۏجع أسالهم انا عشت ازي من غيرك ..
ولا بلاش اقولك انا ما هو محدش هيقدر يوصف نارى فى بعدك قدى انا..
ظلت تدور بينه و بينهم بخطوات ثقيلة الحزن يعلو تقاسيم وجهها والصوت يكسوه الشجن
خرجت الكلمات تجلده بدون رحمه
تعرف بعدك عمل فيا ايه كسرنى...
تعرف انى كنت بحس انى يتيمه رغم ابويا وامى واخواتى موجودين..
تعرف انى ببعدك فقدت الصاحب اللى كان بيملى عليا يومى ماهو للاسف انا كنت قفله حياتى عليك كنت مكتفيه بيك عن الدنيا كلها فقدت الايد اللى كانت بتطبطب عليا بتواسينى وتمسح دمعتي فقدت الناصح الأمين فقدت خۏفك و حنيتك و لهفتك عليا لما اكون تعبانه أو زعلانه وتحاول تراضينى...
اخذ نفسها يعلو ويهبط تشهق اثر بكائها فشلت فى كبت دموعها حاولت السيطره على حالها لتزفر بشده تخرج لهيب من داخل هتفت صاړخه ليتصدع الباقى لديه من صمود امام موجة كلماتها التى تعصف بقلبه ورجولته
رجعت لية بعد ما اتعودت علي بعدك رجعت ليه بعد ما بدءت اعود قلبى يلملم كسرته عشان يعرف يعيش من تانى انا كنت بمۏت كل يوم لحد ما اتعودت علي بعدك راجع من تاني تهد كل ده ..
بابتسامه مرتعشه اكملت
اقولك احسن حاجه تعملها أرجع مكان ما كنت مش هقدر اتوجع تاني...
تتحدث وهى تدور حول نفسها بعيون ذائغه متسعه مزهوله ملامح متجهمه شاحبه تكاد تفقد وعيها مع كل كلمه تنطقها حتى وقعت عينيها علي اسمها بجوار اسمه و اعلان انها زوجته امام الله والعالم ..
تجمدت نظراتها عليه وجففت دموعها بقوة مزيفه واجلت حنجرتها ونطقت بحروف خرجت كالخناجر المسمۏمة تصيب الجميع بمقټل وهي تربع يدها أمام هاتفة بتحدى صارخ
طلقني يا راكان
أنا ميشرفنيش أنك تبقي جوزي انا جوزى مش جبان ولا متخاذل ولا الخۏف يعرف له طريق
على قد حبى ليك بس بقيت مبكرهش حد قدك ومفيش بنا اي طريق نكمله سوي ولا أي حياه نعيشها ولا هيجمعنا أي حياة بعد دلوقتي.
كانت تتحدث وهي تدفعه بقوة..
ظل واقف كالجبل لا يهتز ولكن ضرباتها تشعره بالراحة التي حرم منها تركها تخرج شحنة ڠضبها لعلها
تهدء قليلا ...
وقفت تنظر له باستعلاء بتهورها المعهود وكبريائها الذى ولد وترعرع على يده..
قطع هذا الصمت صوته قائلا بتحدى ينافس كبريئها يجز على اسنانه يضغط على كل حرف ينطقه ليصل لها معناه
أنسي يا وتين قلبى هتفضلي مراتي لحد ما ټموتي.. مش بمزاجك قدرك اتكتب تبقى ليا من يوم ما اتولدتى وعشقك اتولد جوايا ...
اعصابه اصبحت على المحك ظل يدور بينهم وعلي وجهه ابتسامه حزن..
محدش يعرف أزاي كان الثمن غالي اني اخلع جذوري اللي اتربيت فيها واسلخ جلدي وانا متأكد أني هاخسر مكانتي في المجتمع
وانا بطلع اقول للناس اني مليش اهل ولا اعرف ليا جذور و كل دا عشان احميكي من اي حد يفكر مجرد تفكير أنه يجيب سيرتك أو تكون حياتك على المحك أو محور مساومه وټهديد..
فاكره انه سهل علي ابعد عن كياني وحياتي واهلي واعيش وحيد في بلد ماليش حد فيها ..
فاكره انه سهل عليا يطلع ليا اهل بعد العمر ده كله يقولوا لي انت ابننا وارمي وراء ظهرك كل اللي عشته وتعالا معانا ..
متخيله اني انزع قلبي وارميه وراء ظهري عشان انت تعيشي مرتاحه..
تعرفي يعني ايه الألم والۏجع اللي انا عشت فيه كل يوم بحارب نفسي عشان اقدر اكمل وانت جنبي وادفن حبك في قلبي واقاوم عشقك اللى بيكبر في قلبى زي وحش بينهشه بدون رحمه عشان المفروض انتى اختى ...
احكي لهم قد ايه انا تعذبت في حبها قوليلهم انتى الوحيده اللي شاهده على عذابي وحرقه قلبي..
انا كنت بمۏت وانا بصارع قلبي اللي بيعشقها ويطالب فيها حبيبتي وعقلي اللى ديما بينبهنى ويحذرنى انى المفروض احميها واعملها على انها اختى ولازم اتعامل على الاساس ده ...
اخذ يردد باڼهيار قوليلهم قوليهم جه الوقت اللى لازم تعرف فيه عذابى ووجعى فى حبها انا تعبت اقسم بالله تعبت انا ليه محدش حاسس بيا ...
انحنت ابرار تقبل يده التي تتشبس بها والدموع تنهمر منها كشلال اخرج من باطن الارض ليغرقهم هتفت وهى تربت على خده بحنان
عارفه يا حبيبي ويا ريت كان بايدي كنت نزعت حبها من قلبك عشان ترتاح ڠصب عني وقفت اتفرج عليك وانت بتتقطع قدامي مش قادره اعمل لك حاجه سامحني يا ابني .
ظلت تبكي بحرقه كمن لم تبكي منذ ولادتها ..
هرول إليها احمد وسحبها بين انحني يقبل رأسها وهو يربت علي كتفها لترسل له عيونها نظرات تترجاه أن لا يجرحه ويتركه بما يعانيه .
ولكن ولاول مره لا يمتثل احمد لطلب لها او نظرة رجاء ...
اقترب منه احمد ليهتف بصوت غليظ هز جدران قلبه
انت فاكر ان كل اللي انت مريت به ده كنت لوحدك ...
بسط يده ورفع راسه الذي كان يطأطئها ارضا والدموع تحتبس داخل مقلتيه قائلا
ارفع راسك انت راكان الشاذلي اللي مينفعش يقف باصص في الارض عشان مطلعش راجل...
ايه اللي انت عامله في نفسك ده انا ربيتك راجل كنت ايدي اللي بتسند عليها ورجلي اللي واقف عليها زي الجبل قدام اي ريح...
امتي عاملتك على انك وحيد انت طول عمرك صاحبي وخليل دربي ..ورفيق عمري ...انا ما
عنديش اصحاب اكتفيت بيك...
عمري ما تمنيت غيرك لبنتي وعمري ما قلت لنفسي ممكن يطلع خائڼ ويخونك طول عمري وانت عندي غالي واغلى من اولادي اللي خلفتهم من عصبي ...
صډمه عمري انك طلعت ضعيف بالشكل ده .
اسمع يا راكان انت تنسى انك من اهلي وتنسى عيلة الشاذلي والبيت ده تنسى انك تقف على بابه...
وياريت بدون شوشرة لو لسه ليا فى قلبك معزه نفذ اللي طلبته منك وتين وروح عيش مع اهلك وانسانا خالص .
نزلت الكلمات علي مسامع الجميع كالصاعقه اقترب منه راكان بانفاس مضطربه فها هو اخر امل له يقطع هتف قائلا
رد احمد باستهزاء وضحكه خرجت ساخرة سيطرت عليه وهو يقلب كفيه... اشار عليه باستهجان
انت اللي عملت في نفسك كده ودي نهايه طبيعيه تليق بتصرفاتك الغير مسؤوله..
انا مش سايبك لوحدك انت ليك اهل تعيش معاهم ..
وجوازك من بنتي كانت خطوه غير مدروسة مني .
هرول يونس الى والده يقف امامه ينظر له بتحدى قائلا
هو اللي حضرتك بتقوله ده مين هيسمح لك بيه انك تضيع اخويا بعد ما رجع لينا من ثاني كلنا كنا عايشين ميتين من غيره ...
رفع احمد يده لكي يصفعه نزلت الصڤعة على وجه راكان بعدما دفع يونس من امام والده .
قائلا
لو سمحت اهدى يا بابا لو سمحت يونس ما يستهلش دا..
زم احمد فمة على جانب قائلا
شوف يا راكان دا اول ثمره انا بدفع ثمنها وأشار إلي يونس دي نتيجه اني سبت لك ولادي تربيهم بدل مني ودي نسخه مصغره من فشلك .
قطعت ابرار كل هذه المناقشه التي لم تثمر سوى بخساره احد ابنائها هاتفه
اسمع يا احمد لو راكان ساب البيت رجلي هتكون قبل رجله وبعدين اولادي متربيين ما عنديش حد فاشل ..
واللي عمله راكان صح حتى لو من وجهة نظرك غلط.. سفره زى ما فرق جمع زى ما حزن فرح زى ما كسر قلوب دواها ...
سفر راكان كان سلاح ذو حدين استفاد بيه الكل ...
بص حواليك و اشارت الى الجميع بيديها الاثنين
الكل اتلم وعرف قيمه اللي عايش معاهم وأولهم ابوه اللي اتغير وقرب من كريمه وعرف غلطه في حق اولاده وابوه وامه ...
بص علي وتين اللي بدءت تحاول تفهم مشاعرها ناحية راكان انه مش اخ تندلع عليه و بس ... هى اينعم لسه مش عارفه تحدد مشاعرها بس كلنا عارفين تخبطها ده عشان فكرة انه اخوها لسه مش قادره تتغلب عليها لكن ان الأوان بنتى قلبها يرتاح...
شوف اولادك يونس ويعقوب اللي اتحملوه مسئوليه المجموعه بعد غيابه واثبتوه للدنيا انهم قد المسؤوليه ..
شوف قد ايه انت عرفت قيمه راكان لما قربت من ولادك وعرفت عنهم اللي مكنتش تعرفه ...
افرح بتربيه راكان لما ولادك حبوا يتجوزه اختاروا يتجوزه اخواته البنات
متابعة القراءة