وتين الجزء والاول والتاني بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
أمام عينيه انهمرت عباراته ټحرق سنين عمره التى عاشها في كنف والدته كان يهزها ويترجها في نداء مهلك لقلوب الجميع ان تجيبة ولو بشاره من عينها نظر الى شغف وهتف برجاء قوليلي
ان أمي بخير انا ما ليش غيرها في الدنيا ومقدرش اكمل حياتى وهى مش فيها وهى وعدتنى أنها مش هتسبنى ابدا هى كانت عوضى عن أمى اللى معرفهاش وامانى اللى معشتوش الا فى وقوتى اللى بتخلنى مهبش شئ مستحيل تروح منى فجأه كده .
كان كلامه ومظهره يقطع قلب والدهاحمد پسكين تالمه لا ترحم ترنح في وقفته كاد يسقط ولكن يدي قاسم كانت الأقرب له من الأرض اليابسه الصلبه القاسيه كالحياه التى هدمت اركان قصره وسقطت فوق رؤوسهم واصبحت حياتهم رمادا منثور على أعتاب سنين عمره ما بين ليله وضحاها
شوف منظر ولادك لما تبقى انت تعمل كده هم يعلوا ايه هينهاروا بعد منك .
نظر له احمد وهو يحاول ان يلمم شتات أنفاسه قطعت شغف صوت الجميع وهى تهتف مافيش وقت للى بتعمله دا خلونا نلحقها نبضها ضعيف جدا واستقامت واقفه تفسح الطريق لكى يساعدوها
أقترب احمد من ابرار يرد حملها ولاكن لم يعطيه راكان الفرصه وحملها بين زراعيه مهرول بها إلى الخارج بعدما سمع تصريح شغف عن حالتها وصل الى سيارته ووضعها على المقعد الخلفى بعد أن جلست شغف بجوارها ووضعت رأسها على قدميها واتبعهم الجميع اشاره لهم احمد وهتف بصوت يغلفه القلق .
وانتى يا وتين تعالى اركبى معايا بسرعه
وانت يا قاسم اركب سيارتك وتعالا ورانا .
نفذ الجميع ما أمرهم به والدهم وسارت السيارات وراء بعضها
كان الجميع يبكي منهم من يعتصر القهر قلبوهم ومنهم من يدمر عقله الياس من القادم وصلت السياره الى المستشفى حملها راكان وهتف بصوت يهز حوائط المستشفى كي ياتي اليه أحد يساعده عندما رآه وسمعه العاملين فى المشفى أتى إليه طاقم تمريض بسرير طبى متحرك وضعها راكان عليه بمساعده الأطباء والتمريض.
حالا هرول الجميع فى ارتباك يلبى أوامرها.
كان راكان ينحنى يقبل كف ورأس والدته ابرار ويهمس فى أذنها وهتف انا عارف انك حسه بيا يا أمى و مستحيل اهون عليكى تدمريني وتبعدي عني انتى اغلى من الدنيا واللى عليها قوميلى بسلامه انا مش هسيبك ابدا ولا هبعد عنك وهفضل مستنكى ما تتاخريش عليا كان يحدثها كطفل ستتركه امه لبعض الساعات ويترجها أن تجعلهم دقائق بل ثوانى لكى تعود إليه فى اقصى سرعه.
يدها على كتفه يالا يا راكان لازم تدخل العنايه .
ساروا بها فى الممر المؤدي الى العنايه دخلت معها ونظرت له وهتفت
إن شاء الله هتبقى بخير أدعلها وانا هخرج أطمنك عليها لازم تقوى عشان أخواتك.
وصل الجميع الى المشفى وهبطوا من سيارتهم بعدما تركوها بإهمال أمامها ورهرول إلى الداخل القلق ينهشهم بلا رحمه.
وضعت وتين يدها على ظهره وهتفت بۏجع
ماما مش هيحصل ليها حاجه صح ارجوك يا
أبيه رد عليا مش هطمن من حد غيرك .
اغمض عينه عندما سمعها تناديه بلفظ أبيه ضغط على أسنانه حتى يسيطر على ۏجع قلبه وعندما وجدها تهتف باسمه مره آخرى بدون القاب علم أنها متخبطه وتأهه فى ظلمات الحقيقه التى دفنت بين سنوات عمره .
انتبه الجميع عندما فتحت شغف باب العنايه وطلت عليهم منها وكانت ملامحها لا تطمئن ونظرت الى قاسم كي يدعمها وبفعل فهمها وأقترب منها ووقف بجوارها يعطيها الثقه ويدفعها لخبرهم الحقيقه كامله هتفت بصوت تمنت أن يبث بداخلهم الثقه
طبعا انا احب اطمنكم عليها و اقولكم انها صحتها كويسه والحمد لله ما فيش اي حاجه غير شويه ارتفاع في الضغط والسكر بس للاسف هي دخلت في غيبوبه ومش عارفين هتفوق منها امتى ما فيش قدامنا حاجه غير أننا ندعى ربنا انها تقوم بالسلامه وده طبعا بسبب الضغط النفسي والظروف اللى مرت بها .
كان يسمعها راكان وقلبه يعتصر حزن وخوف وقلق عليها ضړب حائط بيده وهتف من بين أسنانه
يارتنى كنت انا بدالك يا أمى المۏت اهون عليا من انى اشوفك كده.
دفنت وتين وجهها بين كفيها وظلت تبكي بحرقه .
اما احمد كانت تحتبس عبارته في عينيه هى شريكه حياته عاشت معه على الحلو والمر هى من كانت تحمل عنه أعباء الحياة الزوجية ماذا يفعل بعد أن تركته فى منتصف الطريق تائه يضل طريق العوده.
أما يونس لم يحتمل خساره والدته ضړب المقعد بقدميه وظل يتحدث بكلمات غير مرتبه تعبر فقط عنه وجعه الداخلى.
يعقوب كان صامت لا يصدر منه اي رد فعل غير عباراته التي تنهمر بغزاره وعقله وقلبه الذين يترجون الله لن ينجيها لهم .
ضيق قاسم ما بين حاجبيه وهتف خلاص يا شغف أتفضلي انتى خليكى جمبها لحد ما تطمني عليها.
ردت عليه ونظراتها تتجول بينهم فى قلق عليهم من شده حزنهم على أمهم وابتلعت ريقها وهتفت
حاضر بس وقفتكم هنا ملهاش لازمه واشارت الى عدد من الغرف على يمينها .
أتفضلوا ارتاحوا في الغرف دي لحد ما نطمن على ابرار وأطمنكم بنفسي
رد عليها الجميع معارضين يرفضون الذاهب وترك والدتهم راقضه بين اسلاك الاجهزه الطبيه نظرت الى قاسم انت يتصرف معهم .
فهمها و رد عليها وعلى وجهه ابتسامة مريحه
أتفضلي انتى يا شغف وسبيهم براحتهم شويه وأنا هدخلهم يرتاحوا لما يطمنه عليها .
مرت عليهم الدقائق كسنوات عجاف ثقيله على قلوبهم حتى خرجت شعف لهم مره اخرى وكان هو نفس التشخيص في اول مره وهى أنها تسبح فى ظلام دامس هروبا من واقع فرض عليها فقررت الهروب أفضل من الحرمان
كانت وتين تسمعها وتشعر أن الكون يدور بها فى حلقه مغلقه وينسحب الهواء من حولها وهى تسمع حالته والدتها المړضية التى صور لها عقلها أنها ستخسرها إلى الأبد وضعت يدها على رأسها لكى يتوقف هذا الألم الغير محتمل والأصوات التى تصم أذنها.
خطت شغف خطوتين اتجاه الغرف التى خصصتها لراحتهم وبجوارها العامله التى تشرف على نظافتهم وترتبهم وقفت عندما سمعت صوت راكان ېصرخ بأسمها طنط شغف احلقنى كانت وتين قد سقطت بين زراعيه فاقده الوعى قبل أن تسقط على الأرض الصلبه .
راجعت لهم تهرول له كانت دقات قلب راكان اعلى من صوت خطواتها التى تتصدم بسطح أرضية المرر بقوه تصدر صوت ضجيج يدل علي شده قلقها .
كان يشعر ان الدنيا ضاقت به وان الارض سحبت من تحت قدميه وهى بين يديه تشبه الأموات شحبه الوجه.
كان الجميع يبكي ولا يعرف ماذا يفعل يأكلهم القلق والواجع
ما بين والدتهم واختهم التي سقطت حزن على والدتها
ولا سبيل للنجاه غير رحمه الله سبحانه وتعالى.
حملها راكان ودخل الى الغرفه التي امرت شغف العامله ان تفتحها ودخلوا بها لكي يطمئن عليها وضعها راكان على فراش الكشف الطبي وتراجع وأمسك كفه شغف
ودموع متحجره فى عيونه وهتف
طنط شغف عشان خاطري مش هقدر استحمل فيها ۏجع واشاره على موضع قلبه .
نظرت له شغف بقلق تشفق عليه أرادت تطمئنه وهتفت أن شاء الله خير ادعيلها
تخطته وساعدتها العامله وهى تمارس عملها ونظرت له بعد دقائق لكي تطمئنه عليها وهتفت
الحمد لله هى كويسه اڼهيار عصبي وانا اديتها حقنه وهتنام كم ساعه وهتفوق وهتبقى بخير.
وأقتربت منه وانت كمان يا راكان لازم تاخد بالك من صحتك عشان تقدر تقاوم الظروف اللي بتمر بها ولازم تفهم انك سند العيله دي وانا أكتر واحده حسه بكل اللي انت بتمر فيه لأنى عشته قبلك وبأسوء من ظروفك مليون مره وعدته بفضل ربنا و قاسم بعده طبعا
الحمد لله انت ظروفك مختلفه واحسن منى كتير كلهم جنبك بس هم من غيرك هيضعوا وان شاء الله ربنا كبير وكل حاجه هترجع أحسن من الأول بس انت قول يا رب.
كان يسمعها ولا يقدر علي نطق حرف واحد يعبر لها أنه يدرك ما تقوله ولاكن قلبه يتقطع عليها
أكملت حديثها أنا هخرج اطمنهم عليها وتركته وغادرت .
استدار واقترب منها وجثى على ركبته أمامها يمثد على شعرها بحنان خلق لها ولاكن كان يتخبط بين ماضى حرم منه... وحاضر لم يختاره... ومستقبل يجهله... وقلب يترنح بين ضلوعه... كلما استطدم بضلع... منهم هتف بأسمها وتينى وشريانى النابض وفرت دمعه حزينه شادره متمرده سقطت على روموشها أختلطت بأثر دموعها أبتسم بۏجع وهتف حتى دموعنا مصره تبقى واحده يا وتينى .
خارج الغرفة
امسك يونس المقعد بالحائط و تتايرت بعض منه على وجه تركت اثر خدوش بسيطه حتى خارت قوه وجلس يبكي في الارض كطفل ضل طريقه فى عالم مزدحم بالبشر يجهل لونهم ولغتهم وعالمهم بأجمعه .
أقترب منه قاسم واأمسكه من تلابيب قميصة وهتف بصوته الأجش الذى جعل الجميع ينتبه لهم
ما تجمد يالا انت هتخيب وتبقى زي البنات دي تصرفات راجل.
رد عليه يونس بۏجع وقهر وحزن وأبتسامه سخريه راجل هو
معقول اللي بيحصل لنا ده ليه الدنيا كلها أتهدت فوق دماغنا مره واحده أحنا ما عملناش حاجه وحشه نتعاقب عليها العقاپ القاسې ده أمي وأختي وفي قبلهم أخويا أنهدت ألدنيا فى لحظه وأنت تقولي اجمد لو عندك طريقه قولى إزاي أو رجع بيا الزمن ثاني وقف حياتنا قبل يومين بس أشاره وأنهمرت دموعه .
رد عليه قاسم لو كل واحد يحصل معاه مصېبه أو يختبره ربنا في أهله أو الناس اللي بحبهم ويقوله زيك كده يبقى هنكفر بالله أكيد في حكمه من ربنا عشان كل ده يحصل ولو صبرت على بلاء ربنا هتبقى سعيد بعوضه وأنا عارف ضعفك وقله صبرك ده بسبب أنك بعيد عن ربنا قرب من ربنا وحد الله يا يونس .
نظر له يونس نظرات خذى وخجل من تصرفاته وهتفه لا اله الا الله رد عليه قاسم بأبتسامه مطمئنه محمد رسول الله .
وحول نظره الى يعقوب الذي كانت عيونه مسلطه على غرفه العنايه التى يوجد بها والدته وغرفه وتين يلا
يعقوب خد يونس وروح المسجد صلوا وأدعو ربنا يعدى الأزمه دى على خير رد عليه يعقوب حاضر
متابعة القراءة