ياسمين

موقع أيام نيوز

جوازتها الأولى أنا غصبتها عليها .. مكنتش مرتحاله .. ومكنتش عايزه تتجوز بسرعه .. بس أنا من خوفى عليها .. انى أموت وأسيبها فى الدنيا دى لوحدها هى وأختها .. والناس معدتش بترحم .. قولت أهى تكون فى عصمة راجل تتحمى فيه ويكون سندها .. لكنه طلع كلب ولا يسوى ..
ثم قال بحزم 
عشان كده حلفت انى عمرى ما هغصب واحده فيهم على راجل هى مش عايزاه 
صمت عمر وهو يستمع الى عبد الحميد .. شعر بالأسى على ياسمين التى اضطرت الى العيش شهر كامل مع رجل لا تريده .. شعر بالحنق والضيق والڠضب لأجلها .. وشعر بالغيره ټطعنه فى قلبه طعنات قاتله .. الټفت الى عبد الحميد قائلا بحنق 
ياريتك ما غصبتها عليه
تنهد عبد الحميد بحسره قائلا 
برده ماقولتليش هى ليه رفضانى 
ما قالتليش سبب الرفض .. قالتلى بس انها مش عايزاك .. وأنا محاولتش أضغط عليها
شعر عمر بالألم عندما سمع مش عايزاك .. أطرق برأسه فى صمت .. ربت عبد الحميد على ذراعه قائله 
بص يا بشمهندس .. هى لسه يا دوب مطلقه .. ومصدقت انها خلصت من اللى ميتسماش .. أكيد البنت لسه مش على بعضها .. ولسه خاېفه من طليقها ليأذيها .. وأكيد هى مش عارفه هى عايزه ايه ..اصبر عليها .. أنا عارف انها مش هتلاقى أحسن منك .. بس الموضوع محتاج صبر شوية
أومأ عمر برأسه .. ثم تركه وانصرف .. وعينا عبد الحميد تتابعه بحسره .
استيقظت ياسمين متكاسله .. أخذت تنظر الى ساعتها لتعلم انها تأخرت على عملها .. لكنه لا تشعر بأى رغبة للذهاب الى العمل .. أو حتى لمغادرة فراشها .. كانت تخشى أن تراه فتضعف مقاومتها .. ظلت تفكر ترى ماذا كان رد فعله عندم علم برفضها اياه .. طبعا صدم ابتسمت لنفسها بسخريه .. هو بالتأكيد غاضب ثائر الآن .. ليس لأنه خسرها .. بل لكرامته التى أهدرت .. للصڤعة التى أعطتها اياه .. وبالتأكيد عائلته سعيده الآن .. أنه ابتعد عن الفتاة التى يرونها غير لائقه لتصبح واحده منهم .. شعرت بالڠضب يجتاح كيانها .. ويملأ نفسها .. ظلت تستغفر ربها .. لتحاول تهدئه نفسها .. ثم نهضت وتوضأت وصلت الضحى .. وارتدت ملابسها وخرجت للذهاب الى عملها
وقفت نهلة فى مطبخ بيتها الجديد .. بيت ياسمين سابقا .. وأخذت تعد طعام الفطور وهى تدندن فى سعاده .. استيقظ مصطفى ودخل المطبخ فرآها وعلامات الفرح على وجهها .. شعر بالغيظ وقال لها 
مكنتش أعرف انك بتقومى من النوم مزاجك رايق كده
التفتت اليه قائله بسخريه 
وهتعرف منين .. انت كان كبيرك تشوفنى بالليل وتخلع
تركها وذهب الى الحمام .. أعدت السفرة وجلست فى انتظاره .. خرج وجلس يتناول
طعامه فى صمت .. التفتت اليه قائله 
كان رجل طيب
قال لها
بدهشة 
هو مين ده
قالت له پحده 
اللى انت عامله حداد يوم صبحيتنا
ألقى الطعام من
يده والټفت اليها وصاح بسخريه 
صبحيتنا .. سمعيني تانى كده .. ليه انتى فاكره نفسك بنت بنوت ولا ايه .. ده احنا دفنينه سوا
قالت بنفس السخريه 
ما هو عشان دفنينه سوا .. لازم
تبقى العلاقة بينا أحسن من كده 
قال پحده 
عايزانى أعاملك ازاى ان شاء الله
قالت نهله 
تعاملنى زى ما كنت بتعاملنى زمان ..فرق ايه زمان عن دلوقتى .. هى مجرد الورقة اللى كتبناها امبارح عند المأذون .. تخيل انها متكتبتش واحنا مع بعض زى ما احنا
قال بمراره 
أتخيل ازاى انها متكتبش دى أنا حاسس ان الورقة دى سلسله ربطانى من رقبتى
نظرت اليه بحزن قائله 
للدرجة دى يا مصطفى .. شايف ان جوازك منى سلسلة حوالين رقبتك 
قال بقسۏة 
أيوة سلسلة خنقانى ولو أطول أخلص منها كنت خلصت
نهض وأخذ الجاكيت ارتداه وفتح باب البيت وخرج وأغلقه بقوة .. وترك نهلة خلفه ودموع الحزن تتجمع فى عينيها وقالت لنفسها ليك حق تعمل فيا أكتر من كده .. أنا اللى أهنت نفسى من البداية 
اتصل كرم ب ريهام على الخط الداخلى وطلب منها احضار أحد الملفات الى مكتبه .. طرقت ريهام الباب فأسرع برفع سماعة الخط الخارجى .. دخلت ريهام فأشار اليها بيده أن تنتظر .. أمسكت الملف بكلتا يديها وانتظرت حتى ينهى مكالمته .. تحدث كرم وهو يرجع بظهره الى الوراء ويضع ساقا فوق ساق 
طبعا هو احنا عندنا أعز منك .. انتى عارفه معزتك عندنا كويس .. وعندى أنا تحديدا
ألقى نظره على ريهام الواقفة أمامه .. والتى لا تظهر أى انفعالات على وجهها .. لكن كانت بداخله تشعر بالضيق والحنق وودت لو أخذت منه سماعة الهاتف وحطمتها فوق رأيه .. أكمل كرم فى صوت هائم 
مش هتيجي تنورينى فى المكتب .. يا سلام تعالى انتى بس وانتى تشوفى أنا هستقبلك ازاى .. بس ياريت القمر يحن وميتأخرش علينا .. عشان احنا مش حمل بعاده 
كانت ريهام قد وصلت الى ذروة ڠضبها .. همت بالإنصراف لكنها لمحت على الأرض نهاية سلك الهاتف الذى يتحدث فيه كرم .. كانت عاملة التنظيف تتعثر فى الأسلاك .. كلما نظفت . فكانت تفصلها من مكانها .. وكانت ريهام تعيدها مرة أخرى قبل وصول كرم .. لكنها اليوم نسيت تركيب سلك الخط الخارجى ..
التفتت لتنظر اليه مرة أخرى وعلامات خبيثه ترتسم على وجهها .. أنهى كرم مكالمته ووضع السماعة مكانها وهو ېختلس النظر الى ريهام التى قالت 
فعلا شخصية مهمة جدا .. تقدرى تقولى واحده مش عادية 
نظرت اليه ريهام وعيونها تلمع فى مرح وخبث وقالت 
اظاهر فعلا انها واحده مش عاديه أبدا لدرجة انك سبحان الله تقدر تتكلم معاها من غير ما يكون فى حرارة فى التليفون 
نظر اليها كرم وقد بهت ..فأشارت برأسها الى سلك الهاتف الملقى على الأرض .. نظر كرم اليه وهو يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه فورا .. تقدمت ريهام ووضعت الملف على المكتب .. وخرجت وهى ترسم ابتسامه خبيثه على شفتيها .. أما كرم فقد كان يشعر بحرج شديد من هذا المأذق السخيف الذى وضع نفسه فيه
يعني هى قالتك هى رفضته ليه 
ألقى أيمن هذا السؤال على سماح وهما جالسان معا يتناولان طعام الإفطار .. قالت سماح فى ضيق 
بصراحة صحبك مينفعهاش
قال أيمن بإستغراب 
ليه بأه 
هما الاتنين مختلفين عن بعض فى كل حاجه .. الأخلاق الطباع التربية اسلوب حياتهم .. كل حاجه مختلفين فيها .. هما الاتنين مينفعوش بعض يا أيمن .. ياسمين طول عمرها عاقله وبتفكر بعقلها .. وبصراحة أنا معاها فى قرارها ده
بس ده مكنش رأيك لما عرفتى ان عمر اتقدملها 
قالت سماح بسرعة 
لانى مكنتش شايفه الموضوع من وجهة نظر ياسمين بس بعد ما سمعتها امبارح فهمت وجهة نظرها .. وفعلا معاها حق تخاف منه وترفضه ... متنساش يا أيمن انها مطلقه .. يعني أكيد مش عايزة تخوض تجربة فاشله للمرة التانية
قال أيمن پحده 
ومين قالك انها هتكون تجربة فاشله .. انتى متعرفيش عمر بيحبها ازاى .. عمر صاحبي يا سماح عشرة سنين طويلة مش سنة ولا اتنين ..
أنا عمرى ما شوفته متعلق
قال أيمن بدهشة 
ازاى يعنى .. هى رفضاه عشان كان خاطب 
لأ طبعا يا أيمن مش عشان خاطب .. عشان الانسانه اللى خطيبها دى .. هى سمعت كلام كتير عنها هنا فى المزرعة .. يعني اللى يخطب واحدة بالمنظر ده .. هيكون ايه يعني غير واحد تافه
قال أيمن بحزم 
كانت غلطة .. ورجع عنها فى الوقت المناسب .. هنعلقله حبل المشنقة يعني
قالت سماح تحاول افهامه 
يا أيمن أنا ما قولتش ان ده السبب الوحيد .. قولت ده أحد الأسباب .. وفى أسباب قوية جدا .. بس مش هقدر أقولك عليها .. لأن ياسمين مأمنانى ان الكلام مايوصلكش .. بس فعلا هى معاها حق ترفض
قال أمين فى حيره 
والله انتوا الاتنين
أغرب من بعض .. انتى مش شرحالى الموضوع على بعضه
عشان كده انا مش عارف أفهم أسباب رفضها .. بس الحاجه الوحيدة اللى أنا عارفها .. ان عمر بيحبها بجد .. و دى أول مرة أشوفه بيحب واحده كده
تأملته سماح قائله 
انت واثق انه بيحبها بجد
أكد لها أيمن قائلا 
أيوة واثق
قالت فى حيره 
أمامها .. يقف أمام الباب وينظر اليها فى صمت .. تسارعت خفقات قلبها .. شعرت بالإضطراب .. ودت الهرب .. لكنه واقف يسد المنفذ الوحيد للهرب .. هربت من عينيه .. وساد الصمت .. قال عمر بهدوء 
ممكن أعرف انتى ليه رفضتيني
ازداد ارتباكها .. صمتت .. لا تدرى ما تقول .. أعاد سؤاله مره أخرى 
ليه رفضتيني 
أيقنت أن لا مفر منه .. نظرت اليه قائله 
أعتقد ان من حقى انى أقبل أو أرفض .. وأنا رفضت
تلاقت نظراتهما فى صمت للحظة .. نظرة عتاب منه .. ونظرة صد منها .. قال لها بهدوء 
طبعا من حقك تقبلى أو ترفضى .. لكن أنا بسأل عن أسباب الرفض
قالت ببرود 
أفضل أحتفظ بيها لنفسي
قال بصرامة 
لأ مش من حقك
احتدت عليه قائله 
يعني ايه مش من حقي
قال عمر بنفس الصرامة 
مش من حقك تحتفظى بأسباب الرفض لنفسك .. لازم أعرفها
تماسكت قائله 
وأنا معنديش كلام أقولهولك .. رفضت وخلاص
ظهرت علامات الڠضب على وجه عمر واقترب منها قائلا 
انتى ليه بتعملى كده
قالت پغضب هى الأخرى 
ايه يا بشمهندس .. مضايق انى رفضتك .. ايه كنت فاكر ان مفيش بنت تقدر ترفضك
صمتت قليلا ثم نظرت فى عينيه قائله بقسۏة 
لأ .. أنا رفضك .. تحب تسمعها تانى .. أنا رفضتك .. أنا مش زى البنات اللى انت تعرفهم واللي يتمنوا اشاره منك .. أنا مش زيهم .. أنا أبعد من أحلامك
قالت ذلك ثم انصرفت مسرعه .. لتترك عمر فريسه للشعور بالڠضب
وقفت ياسمين فى المساء مع أختها فى شرفة غرفتهما .. قالت ياسمين بهدوء 
احنا لازم نمشى من هنا .. معدش ينفع نستنى فى المزرعة
قالت ريهام بلوعه 
ليه .. نمشى ليه 
نظرت اليها ياسمين قائله 
نمشى بكرامتنا قبل ما عمر يطردنا
تفتكرى عمر ممكن يطردنا
شردت ياسمين قليلا ثم قالت 
حتى لو مطردناش .. فده هيكون عشان خاطر أيمن بس .. لكن هو أكيد عايزنا نمشى من هنا بعد ما رفضته
نظرت اليها ريهام وقالت 
انتى مش ممكن تغيري رأيك يا ياسمين
هزت ياسمين رأسها نفيا وقالت بضعف 
لأ .. مش هغير رأيي
قالت ريهام 
بس انتى ....
ثم قطعت كلامها .. نظرت اليها ياسمين قائله 
حتى لو كنت كده .. ده مش كفايه بالنسبة لى .. عشان أوافق عليه
ثم نظرت الى أختها پألم قائله 
ريهام عشان خاطرى مش حبه أتكلم فى الموضوع ده 
ربتت ريهام على ظهرها فى حنو قائله
خلاص أفلى على الموضوع
ثم هتفت فى مرح فجأة 
استنى هكيلك حاجة تضحكك
نظرت اليها ياسمين برجاء قائله 
ياريت ..
تم نسخ الرابط