ياسمين
المحتويات
عندما وجد ضوء أحد الزرائب مضاءا .. استغرب لأن من المفترض أن الجميع غادر الى بيته . ودخل ووجد ياسمين تعمل بهمة ونشاط .. اعمر فرفعت رأسها لتنظر اليه .. قال لها بدهشة
انتى بتعملى ايه هنا لحد دلوقتى
عادت الى اكمال عملها قائله
عندى شغل
لحد دلوقتى
أيوة
رآى عمر علامات الإجهاد على وجهها فأشفق على حالها وقال بحنو
طيب أجلى الشغل لبكرة .. الوقت اتأخر دلوقتى
قالت ياسمين بشئ من الحده
لازم الشغل يخلص دلوقتى .. لأن العينات اللي خدتها باظت ولازم أخلصها دلوقتى عشان أديها لدكتورة مها الصبح
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
فى حد بيضايقك هنا
صمتت ياسمين قليلا ثم قالت
لأ مفيش
تفرس فيها قائلا
واثقة
نظرت اليه مطمئنه اياه قائله
أيوة واثقه .. مفيش أى مشاكل الحمد لله
أومأ عمر برأسه مطمئنا .. ثم نظر اليها قائلا
أدامك كتير
شعرت بشئ من السرور لإهتمامه .. ردت بصوت خاڤت
يعني شوية
ابتسم عمر قائلا
نفسي أسعادك .. بس مليش فى اللى انتى بتعمليه ده خالص
خفق قلبها بشدة لمرآى ابتسامته .. ولكلامه عن رغبته فى مساعدتها .. فخفضت بصرها و تجاهلت خفقات قلبها وأكملت عملها فى صمت .. شعر بنفسه يود البقاء معها أكثر لكنه رآى توترها فنظر اليها قائلا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
شعرت فى قلبها بسعادة خفيه .. لم تجب .. فرحل فى صمت.
بعد
فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتا فى الخارج أمام الباب .. شعرت بالخۏف .. سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت .. خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض .. قالت له بدهشة
انت بتعمل ايه هنا
قفز الرجل من مكانه وقال لها
الباشمهندس عمر قالى أفضل هنا عشان لو الدكتورة احتاجتنى فى حاجة .. ومتحركش من مكانى الا لما تخلص شغلها
شعرت بخفقات قلبها تتسارع مرة أخرى .. ترى ما هو سر اهتمامه بها .. لماذا يهتم بتوفير هذا العامل لها .. ألأنها تعمل فى مزرعته ومسؤلة منه .. هل لو كانت أى فتاة أخرى مكانها هل كان ليفعل ذلك أيضا .. طردت ياسمين تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها بسخريه .. أفيقي يا ياسمين أين أنت وأين هو .. مثله معتاد الحصول على أجمل الفتيات وارقاهن .. بالتأكيد اهتمامه بك لن يعدو أن يكون مجاملة لصديقه .. أو لعله مازال يشعر بالذنب بسبب الحاډث ويريد أن يكفر عن ذنبه ليريح ضميره .
فى الصباح أتى الى المزرعة أحد عملائها الكبار .. استقبله عمر بترحاب شديد وقدم له واجب الضيافه .. أراد الرجل شراء كمية كبيرة من عجول التسمين .. كانت بالنسبة ل عمر صفقة كبيرة ستدر عليه
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
صباح الخير يا دكتورة .. أقدملك الأستاذ خالد
الدمرداش ده عميل عندنا من زمان .. ومن الناس اللي احنا بنعتز بالتعامل معاهم
قال خالد
متشكر يا بشمهندس ده من ذوقك
قدم عمر ياسمين الى الرجل قائلا
الدكتورة ياسمين طبيبة بيطرية فى المزرعة عندنا وهى هتفيدك أكتر فى شرح نوعيه الأعلاف وجودة القطعان عندنا
الټفت الرجل الى ياسمين مبتسما ومد يده قائلا
اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة ياسمين
نظرت ياسمين الى
يد الرجل بتوتر ثم ما لبثت أن قالت
آسفة مبسلمش بالإيد
نظر الرجل اليها پحده وأعاد يده قائلا بسخرية
ليه خاېفه يتنقض وضوئك
شعرت ياسمين بالإحمرار يغزو وجنتيها .. وقالت
لأ أكيد مش ده السبب
قال الرجل وهو ينظر اليها بتعالى
انتى أصلا تعرفى أنا مين .. كون انى واقف بتكلم معاكى دلوقتى دى حاجه مكنتيش تحلمى بيها
ثم الټفت الى عمر قائلا
الظاهر انك معرفتش تختار صح الناس اللى تقدمنى ليهم يا بشمهندس .. ياريت نكمل كلامنا فى مكتبك
احتقن وجه عمر بشدة .. وألقى على ياسمين نظرة احتارت فى تفسير معناها ثم توجه مع الرجل الى الخارج .. جلست ياسمين وهى تشعر بالحنق الشديد .. من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل .. نعم هى لا تسلم على الرجل .. ولن تتنازل وتفعل ذلك لترضى أحدا مهما كان الحرج الذى ستسببه لنفسها بسبب ذلك .. تسائلت فى نفسها هل يا ترى عمر ڠضبان منها لأنها لم تسلم على الرجل .. ولكنه يعلم بأنها لا تسلم .. حتى هو رفضت السلام عليه فى أول يوم لها بالمزرعة .. هل ظن بأنها تعمدت احراج الرجل عمدا .. هل يرى بأنها تسببت فى حدوث مشاكل بينه وبين أحد عملاءه المهمين .. ظلت الأسئله تدور فى رأسها بدون توقف .. بعد مضى ساعة تقريبا .. لم تستطع تحمل هذا الكم من التوتر شعرت بأنها ترغب فى الدفاع عن نفسها وأن تشرح ل عمر بأنها لم تكن لتقصد أن تؤذيه وأن تتسبب فى أى مشكلة .. لكن هذه طبيعتها ومبادءها ولن تغيرها .. نهضت وتوجهت الى مكتب عمر .. طرقت الباب فأتاها صوته
اتفضل
فتحت الباب وأخذت تتطلع الى وجهه لعلها تتبين انفعالاته .. نظر اليها ولم يتكلم .. دخلت وتركت الباب مفتوحا .. لم يعلق على الباب المفتوح هذه المرة .. وقفت أمام المكتب قليلا .. ثم تحدثت بصوت هادئ
أنا أسفه
نظرت اليه فوجدته ينظر اليها بدون أى رد فعل .. فأكملت قائله
مكنش قصدى أعمل مشكلة بين حضرتك وبين العميل .. بس حضرتك عارف انى مبسلمش على حد
ساد الصمت لبرهه .. وجدته ينهض
من مكتبه ويلتف حوله ليصبح مواجها لها .. التفتت اليه .. نظر اليها قائلا
عايزة تفهميني انك مبتسلميش أبدا على أى راجل .. حتى لو كان كبير فى السن زى الاستاذ خالد
قالت بجديه
أيوة مبسلمش على أى حد مهما كان سنه
نظر اليها نظرة غامضة ودت لو دخلت رأسه فى تلك اللحظة لتعلم فيها يفكر .. سألها قائلا
يعني زوجك .. أقصد لما كان خطيبك هو الوحيد اللى لمس ايدك
دهشت لسؤاله .. صمتت ياسمين للحظات .. ثم قالت دون أن تنظر اليه
لأ .. حتى هو لما كان خطيبي مسمحتلوش ېلمس ايدي
رفع عمر حاجبيه فى دهشه .. ونظر اليها بإمعان قائلا
أبدا .. ملمسش ايدك أبدا
هزت رأسها بالإيجاب
شعر بشعور غريب يجتاح قلبه ويتوغل فيه ببطء .. نظر اليها قائلا بصوت خاڤت
ليه .. ليه مكنتيش بتخليه ېلمس ايدك
قالت ياسمين بدون تردد وهى لا تزال لا تنظر اليه
عشان مش من حقه
شعر عمر بخفقة فى قلبه لم يعتاد الشعور بها من قبل .. خفقه قوية .. عميقة .. نظر اليها فشعر بحنان جارف يملأ قلبه تجاه تلك الفتاة التى تقف أمامه والتى تطرق بوجهها فى خجل .. ود لو توقف الزمان حيث هما .. أخذ ينظر اليها بحنان ممذوج بدهشة وحيره .. وكأنه طالب يدخل المدرسة لأول مرة ويقف أمام معلمته .. شعر بأن تلك الفتاة الواقفه أمامه تتحكم
به بطريقة أو بأخرى .. شعر بأن لها تأثيرا قويا عليه لم يألفه ولم يعتاده من قبل .. شعر بالخۏف يدب فى قلبه بسبب هذا الشعور الغريب الذى كاد أن يغمر كيانه كله .. شعور بالإستسلام والتسليم .. قطعت ياسمين الصمت قائله
أنا بس حبيت أوضح لحضرتك موقفى .. وأعتذر ان كنت سببت أى مشكلة ... بعد اذنك
التفتت لتنصرف فمد عمر يده ليمسك ذراعها ليوقفها .. لكنه تذكر .. هى ليست كغيرها ممن عرفهن .. هذا الذى سيفعله غير موجود فى قاموسها .. سحب يده قبل أن ټلمسها .. نظر فى عينيها .. كان يخشى اغضابها .. وقفت حائرة .. قال بصوت رخيم
أنا مزعلتش منك انتى .. أنا اضايقت منه هو .. من الكلام اللى قالهولك
صمت لبرهه ثم قال
أنا وقفت التعامل معاه تماما
رفعت نظرها اليها فى دهشة وكأنها لا تعى ما يقول .. قالت له بعدم فهم
يعني ايه اللي حضرتك
بتقوله .. مش فاهمة
ابتسم لحيرتها وقال
يعني اللى يهين دكتورة بتشتغل فى مزرعتى ميشرفنيش أبدا انى أتعامل معاه
تلاقت نظراتهما فى صمت .. نظرة حنان منه .. ونظرة عدم تصديق منها .. أفعل هذا من أجلها حقا .. أخسر عميلا مهما من أجلها .. أمن أجلها هى تحديدا أم أن لو كانت مها أو شيماء
أو غيرهما فى نفس موقفها هل كان ليتصرف بهذا الشكل أيضا .. خرجت من شرودها لتتمتم فى خفوت
بعد اذنك
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها
ظلت طول الليل تتقلب فى فراشها كأنها نائمة على جمر .. كانت تجاهد لمحو صورته من رأسها .. تجاهد لإعادة انتظام ضربات قلبها .. تجاهد لنسيان كلماته وابتسامته الساحره .. أخذت تردد لنفسها قائله .. لا لن أقع تحت تأثير سحره .. أنا لست كفتياته .. لن أكون واحدة منهن .. ليتي لم أءت الى المزرعة .. ليتي لم أراه .. لن أدع مشاعرى تتحكم بي .. لن أحلم بما هو صعب المنال .. حتى لا يتحطم قلبي الصغير .. يجب أن أقتل مشاعرى تجاهه وهى فى مهدها .. قبل أن تكبر وتصبح وحشا مفترسا يلتهمنى ويقضى على الأخضر واليابس ... ظلت تستغفر ربها وهى مغمضة العينين حتى استسلمت لسلطان النوم.
حاولت ريهام الاتصال ب ياسمين لكنها وجدت هاتفها مغلق .. فارتدت ملابسها وخرجت لتبحث عنها فى مكان عملها .. دخلت لتجد شابا طويل القامة نحيل يمسك كتابا وقلما أمامه ويدون شئ ما .. مسحت المكان بعينيها وهى واقفة على الباب فلم تجد ياسمين .. نظرت الى الشاب المنهمك فى مطالعة الكتاب الذى أمامه وقالت له
لو سمحت متعرفش دكتورة ياسمين فين
رفع هانى رأسه ونظر اليها قائلا
راحت المعمل وهترجع كمان شوية
طيب شكرا
همت ريهام بالإنصراف لكنه استوقفها وعيناه تتفحصانها
أقولها مين لما تيجي
قولها بس ريهام عايزاكى افتحى تليفونك
أومأ برأسه قائلا
حاضر هقولها لما تيجي
شكرته وانصرفت .. عادت ياسمين فأخبرها هانى بمجئ ريهام .. ثم سألها قائلا
هى أختك .. أصل فيكوا شبه من بعض
ردت ياسمين بإقتضاب قائله
أيوة أختى
حملت ياسمين الهاتف وخرجت تهاتف أختها
أيوة يا
متابعة القراءة