قصه مشوقه

موقع أيام نيوز

شغفه للنظر إلى وجهها المشبع بحمرته الخجلة لم يلحظ نظراتها المتوترة التي كانت مثبتة على حركة السير انتابها هاجسا مرتاعا حينما انتبهت لاختلاف اتجاه الطريق المؤدي إلى منزلها هتفت بنزق
على فكرة ده مش طريق البيت!
أجابها يامن بهدوء ومرفقه مبسوط على جانب نافذته
ما إحنا مش رايحين هناك
سألته بنظرة هلع كانت بائنة عليها
أومال فين
فهم نظراتها فمازحها بابتسامة متسلية
إيه خاېفة لأكون خاطڤك
بلعت ريقها وردت بجمود محاولة إخفاء ارتباكها الملموس
لأ طبعا!
بدا غير مقتنع بإجابتها المقتضبة تقلصت أناملها وهي تضغط بقوة عليها لتضبط قلقها ثم بررت
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أنا ماحبش أروح مكان مش عارفاه
ابتسم لها بعذوبة وهو يحاول طمأنتها بما لا يدع مجالا للشك في عقلها
أوس مكلفني نروح على دكتور التجميل
انزوى ما بين حاجبيها بقوة وهي تردد
دكتور تجميل!
تابع موضحا بجدية
أيوه عشان نكمل مراحل العلاج معاه وزي ما وعدتك كل حاجة هترجع زي الأول وأحسن
صمت لتفكر بتعمق في كلماته الأخيرة وقد كانت حائرة إلى حد ما انخفضت نظراتها نحو تشوهاتها المخبأة خلف كم كنزتها رددت بتخوف لم تجاهد في إنكاره
بس أنا 
رد مقاطعا بنفس صوته الجاد
ده مافيش اعتراض فيه ابن عمي قرر ومش هايقبل بالرفض
هتفت محتجة وقد عبست ملامحها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
المفروض ياخد رأيي الأول!
تمتم يامن مع نفسه بخفوت ساخرا من تسلط أوس عليه وشدته معه
كان عملي اعتبار!
لم تسمع هالة جيدا ما قاله فسألته
بتقول إيه
ابتسم لها قائلا بلطافة
متاخديش في بالك ممكن تفتحي التابلوه اللي قدامك
ظلت عابسة وهي تسأله مستفهمة
ليه
ألح عليها بابتسامته التي ازدادت عذوبة
افتحي بس بعد إذنك
نفخت مطولا قبل أن تستجيب له وتفتح التابلوه المواجه لها اعتلى تعبيراتها صدمة مدهوشة وقد رأت ما وضعه بداخله مدت يدها لتخرج لوحا كبيرا من الشيكولاته الفاخرة حملقت فيه لثوان بفاه مفتوح تدارك نفسها ورفعت اللوح أمام أنظاره تسأله
إيه ده
أجابها ببساطة ونظراته تشع إشراقا ودودا
البنات بيحبوا الحاجات دي صح ولا أنا غلطان
تجمدت الكلمات على طرف لسانها كانت أول هدية تتلقاها من شاب لا تذكر أنها حصلت على تذكار خاص بها منذ طفولتها كان اختياره موفقا وفاتحا للشهية ترددت في القبول به وقرأ هو أفكارها لذا فقال لها
ولو مش عايزاها خلاص براحتك بس دي حاجة بسيطة يا هالة
لم تكن هديته بالشيء الخطېر فلو أتى أحدهم لزيارتها فلربما أهداها واحدا مثله كنوع من المجاملة كان من السخيف وغير اللبق أن ترفض هديته حسمت الصراع الدائر في عقلها بالموافقة عضت هالة على شفتها السفلى قائلة باستسلام
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
شكرا
رد عليها بتنهيدة صغيرة
العفو ويا رب ذوقي يعجبك
لاحت ابتسامة صغيرة

رقيقة على شفتيها لم تنظر نحوه وركزت عينيها على لوح الشيكولاته مستشعرة تلاحق دقات قلبها بين ضلوعها كان يامن متيما بها نظراته تفضح حبه المتزايد ود فقط لو منحته الفرصة لينطلق ويعبر لها عن مشاعره لكنه كان مجبرا على الالتزام بما عاهد أوس عليه ألا يضغط عليها إلى أن تسمح له بذلك
مسحت بنظرة بطيئة وشاملة باحة القصر التي كانت تعج قديما بأصحابه واليوم تحول المكان إلى دار تأوي العجزة والمسنين اقتحم عقلها مئات الذكريات وتداخلت بشكل متشابك لتمنحها شعورا بالاضطراب والقلق هنا نشأت وهنا اكتشفت خېانة الأقرب إليها وهنا علمت حقيقة نسبها وهنا اڼهارت قشعريرة باردة غلفت جسدها فضاعفت من ارتباكها الخائڤ أحست تهاني بما يختلج صدر ابنتها وما تعانيه رغم صمتها حاوطتها من كتفيها بذراعها لتضمها إليها لتشعرها بحضنها الأمومي المطمئن وغير المقيد بشروط على جسدها المرتجف همست لها برقة
متفكريش في اللي فات كانت صفحة في حياتك واتقفلت والمكان أهوو اتغير وبقى شيء مفيد لغيرنا
هزت ليان رأسها توافقها وقد ارتسمت على شفتيها المكتنزتين ابتسامة صغيرة قبل أن ترد
فعلا
ربتت تهاني بحنو على جانب ذراعها متابعة
تعالي نقعد مع الناس شوية ونسمع حكايتهم ما هو كل بيت فيه اللي يهد جبال
كانت محقة في كلماتها الأخيرة فخلف كل مسن عاجز حالفته الظروف وأتى للإقامة هنا ورائه حكايات لها العجب وتشيب لها الرؤوس بدأت كلتاهما في السير نحو الدرج الرخامي استوقفهما صوتا معروفا بعث الضيق على نفس تهاني التفتت برأسها للجانب لتجد شقيقتها تسرع في خطواتها لتلحق بهما عاتبتها بأنفاس لاهثة وهي ترفع طرف عباءتها عن الأرضية الرخامية
مش تستنوني أنا مش قادرة أجري وأحصلكم
تمتمت تهاني بخفوت لائمة نفسها
أنا عارفة إيه بس اللي خلاني أوافق أجيبك معانا!
دارت فردوس بعينين منبهرتين ومن خلف نظارتها القاتمة المصممة خصيصا لحالتها القصر وتصاميمه المعمارية من الخارج مرددة بصوت مرتفع عكس إعجابها الشديد
إيه الحاجات الأبهة دي!
ردت عليها شقيقتها توبخها
قولي ماشاءالله!
لوت ثغرها معقبة عليها
ما أنا قولت في سري هي شغلانة!
هزت تهاني رأسها في يأس محبط منها فمهما بذلت معها من مجهود لتعدل من طباعها الناقمة إلا أنها تجدها تعود سريعا إلى ما كانت عليه تجاهلتها مضطرة حتى لا تعكر مزاجها وتبقى صافية الذهن لتحتوي ابنتها التي بحاجة ماسة إليها عادت ملامحها للعبوس بقوة حينما سألتها فردوس بسماجة
مش تفرجيني كده على المكان الحلو ده أنا أول
تم نسخ الرابط