عش الغراب بقلم سعاد محمد سلامه
قماح وقالت ل سلسبيل روحى يا بتى غيرى خلجاتك المبلوله دى لا تمرضى إنت كمان وأنا إهنه جاعده چار قماح على ما تعاودى. أمائت سلسبيل لها وذهبت الى الدولاب أخذت بعض ملابس لها ودخلت الى الحمام خرجت بعد قليل تنظر لقماح تبسمت لها هدايه قائله هيبجى كويس متجلجيش تعالى إجعدى چاره عالسرير لما الشال ينشف تبليه من الميه تانى أنا هجوم أتوضى وأصلى قيام الليل وأدعى له بالشفا... وليكى براحة البال. امائت سلسبيل رأسها لها تقول حرم يا چدتى. نهضت هدايه وتركت سلسبيل تجلس جوار قماح على الفراش نظرت لوجهه الذى بدأ يعود لطبيعته قليلا لأول مره بحياتها تتآمل ملامح قماح لاحظت ذالك النمش الخفيف حول أنفه ووجنتيه يعطيه وسامه... ملامحه تبدوا هادئه لكن قارن عقلها بين ملامحه الهادئه وقسوته الذى يمارسها عليها طول الوقت.. بالتأكيد ليس عليها فقطهى رأته ېصفع زوجته السابقه ويتعامل پحده... بتلقائيه منهاأخذت الشال وبللته بالمياه ووضعته على جبهته مره أخرةودون شعور منها سارت يديها تمسد خصلات شعره الرطبه. أما هو كان يسبح فى خياله يشعر أن النور إنطفئ أمامه فجأه يسير بطريق معتم... لم يختار يتمنى أن يعود الزمن لوقت أن كان هذا الطفل بالعاشره من عمرهرافقت خياله صورة والداته تذكر كثير من المواقف له معهاوالذكرى التى ترسخت بعقله هى تلك الأمنيه التى لم تحقق وليتها ما تحققت وضلت والداته على قيد الحياه يتمتع بحنانها الذى حرم منه باكرا أثناء دخول قماح ورباح الى المنزل عائدين من المدرسه إندفع رباح وهو يدخل خلف قماح وكاد يقع بأرضية الحديقهلكن سند بيده على قماح الذى لم يتنبه وتزحلق بأرضية الحديقه المبلوله بسبب هطول أمطار غزيزه رغم سخر منه رباح وقتها وضحك عليهوتركه ولم يمد يده له يساعده على النهوضبل قال لهأحسن يا ريت رقبتك كانت إنكسرت. لم يبكى لكن الكلمه ترسخت بعقله الصغيرأخيه يكرهه دون سبب...نهض من على الأرض أصبحت ملابسه ملوثه بالطين...دخل الى المنزل ينادى على والداته...التى آتت تحمل طفله صغيره بين يديهانظرت له بفزع تتحدث العربيه لكن بكلمات صعيديه مكسره إكتسبتها من عشرتها فى دار العراب السنوات الماضيه قائله قماح أيه اللى چرالك. بتلقائية طفل قال رباح زقني وهو داخل للدار. ردت كارولين طب معليش تعالى معاى للأوضه أغيرلك هدومك. تبسم لها وسار خلفهاوضعت تلك الصغيره التى كانت تحملها على فراش غرفة قماحوأتت بملابس نظيفه لقماح ووضعتها جوارها على الفراش وقالتيلا أدخل إستحمى ونضف نفسك من الطين ده وتعالى هنا إلبس هدومك علشان مش تتبل مايه من الحمام. تبسم لها ودخل للحمامإغتسل وخرج بعد قليل يرتدى مئزر قطنى صغير مناسب لهنظر لها وهى تداعب تلك الصغيره قائلاماما أنا نفسى يبقى ليا أخوات زى رباح كده. تبسمت له قائلهرباح يبقى أخوك الكبير واخواته يبقوا أخواتك وكمان البيبى الصغير اللى فى بطنى هيبقى أخوك او أختك زيهم بالظبط. رد قماحلأ يا ماما رباح وأخواته مش بيحبونىورباح مش بيرضى يلعبنى معاهم حتى فى المدرسه أوقات بيخلى أصحابى مش يلعبوا معاياويقولهم ده إبن الأغريقيه مش أخويا. مسدت كارولين على شعر رأسه بحنان قائلهمتزعلش نفسكبكره سلسبيل تكبر وتلعب معاهاشوف أهى بتضحك لك. نظر قماح لسلسبيل وقالمش يمكن سلسبيل تبقى زى رباح ومترضاش تلعب معاياأنا هستنى لما تجيبى أخويا او اختى والعب معاهم. تبسمت كارولين لهطب يلا البس هدومك لا تبرد. تبسم قماح ونظر ل سلسبيل التى تحملها كارولين قائلاغمضى عينك يا سلسبيلعيب أما تشوفى راجل عريان. تبسمت كارولين على بسمة تلك الصغيرهوتمنت أن يرزقها مثلهالكن كان للقدر رأى آخرأنجبت فعلا فتاهلكن فارقت الحياه بسبب ولادتها المبكره قبل ميعادها وليس فقط هى من فارقت بعدها فارقت والداته هى الآخرى متآثره بحمى نفاسليسير بعدها فى درب من الحرمان. ... فاق من هلوسته حين شعر بيد تمسد على خصلات شعره للحظه ظن أنها يد والداته فتح عينيه للحظاتلكن رأى وجه آخر غير أمهوجه سلسبيل! سلسبيل هى من تمسد على خصلات شعرهأغمض عينيه سريعا لا يريد أن تعلم سلسبيل أنه يشعر بها. إنتبهت سلسبيل لعودة جدتها فشالت يدها من على رأس قماح. لاحظت هدايه ذالك وتبسمت دون حديث. نهضت سلسبيل من جوار قماح وقالتحراره قماح تقريبا زالت ياجدتى. تبسمت هدايه قائلهعالصبح إن شاء الله هتزول خالص. تبسمت سلسبيل وقالتتعبتك يا جدتىوصحيتك من النوم وانا عارفه إنك مش بتحبى تسهرى. ردت هدايهده قماح يا سلسبيل متعرفيش غلاوته عندى جد أيهربنا يتم شفاه. ردت سلسبيلوأيه سر غلاوة قماح بقى عندك نفسى أعرف. تثائبت هدايه قائلههجولك بس بعدين مش دلوقدلوقأنا عضمه كبيره ومش جد إنى أسهر أعتنى بقماحهسيبلك المهمه دىهو چوزك وأنتى أستر وأولى برعايتههنزل لمجعدىاتمدد عليهبس مش هنعس خلاص جربنا عالفچر الأولهسبح ربنا. ردت سلسبيل نزول السلم هيتعبك ياجدتىفى هنا أوضة نوم تانيهمددى جسمك علي السرير