قصه جديده الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز


بيتغير ولا إيه ! 
ضحك بقوة وهدر بغمزة خبيثة 
_ مجنناكي أوي عيوني إنتي ! 
تطلعته بغرور ثم انتصبت في جلستها لتجلس بشموخ وتقول في ثقة 
_ أنا !!!! .. بالعكس ولا في بالي وأساسا عيوني أنا احلى
سمعته يضحك من جديد لكن فور توقف ضحكته مال قليلا وهمس بنبرة عاشقة ونظرة جذابة 

_ العيون اللي سحرتني لازم تكون اجمل طبعا 
رمقته مدهوشة من رده وصعدت الحمرة لوجنتيها بلحظة من فرط خجلها لكنها تدراكت الموقف بذكاء كعادتها حيث استقامت واقفة متصنعة الغيظ وهتفت 
_ ما تحترم نفسك وبلاش تزودها هااا .. قوم يلا عشان نمشي هتوصلني ولا امشي وحدي كمان 
رفع حاجبه متعجبا ردة فعلها وقالت باسما بنبرة عادية 
_ لا طبعا هوصلك .. بس إنتي مضايقة من إيه .. مش إنتي اللي بدأتي أنا كنت ساكت 
تابعت بنفس الغيظ قبل أن تستدير وتندفع تجاه السيارة مسرعة 
_ تصدق أنا اللي غلطانة والله إني عبرتك .. إنت مش وش نعمة أساسا 
غضن حاجبيها بدهشة وقال ضاحكا بصوت منخفض بعد رحيلها 
_ أنا مش وش نعمة .. هو أنا عملت إيه اصلا !! 
انهى عبارته واندفع خلفها شبه ركضا يلحق بها محاولا إيقافها وسط ضحكته التي يجاهد في كتمها ! .
كانت زينة تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب القهوة خاصتها .. وعقلها منشغل بالتفكير بذلك العاشق .. اهتمامه بها وحبه الذي يظهر بأفعاله جعلها تتعلق به بسهولة .. لا تعرف كيف ومتى ! .. لكن ما أصبحت تدركه جيدا أنها كانت ساذجة بالفعل عندما لم تنتبه لكل هذا الحب منذ البداية وكانت على وشك خسارته .. ليته تجرأ واتخذ تلك الخطوة منذ زمن .. ربما لم تكن لتمر بكل هذا ولم يكن هو أيضا ذاق ألم العشق والفراق بهذه الطريقة القاسېة .. وهاهي لأول مرة تشعر بحبها الحقيقي لرجل .. وربما هو الوحيد الذي يشعرها بالآمان والاطمئنان طالما هو معها ....
انتشلها من شرودها صوت والدتها التي وقفت بجوارها وراحت تغسل إحدى الصحون المتسخة في الحوض وقالت 
_ زينة سرحانة في إيه خلي بالك على القهوة اللي قدامك احسن تتدلق عليكي 
ردت بخفوت مبتسمة 
_ حاضر ياماما 
فور انتهائها من تحضير القهوة التزمت الصمت لبرهة من الوقت ثم تنحنحت بصوت مسموع في خجل وقالت بهمس رقيق 
_ ماما إنتي مش قولتيلي قبل كدا إن هشام طلب إيدي منك ! 
رمقتها ميرڤت مطولا باستغراب ثم هزت رأسها بالإيجاب وسط ابتسامتها الماكرة وكأنها متوقعة بقية الكلام ! .. وبالفعل كما توقعت حيث توترت الأخرى بشدة وهي تجيب في صوت منخفض من فرط الخجل 
_ أنا موافقة 
ضحكت ميرڤت وردت بثقة ونظرة جانبيه 
_طيب ما أنا عارفة 
_ عارفة إيه !! 
_ عارفة إنك هتوافقي .. من وقت ما عرفتي إنه مسافرش وبدأت علاقتكم ترجع زي الأول وإنتي اتغيرتي أوي يا زينة وأنا أمك واكتر واحدة تفهمك وتعرفك .. وكنت منتظرة اسمع منك الرد بالموافقة من نفسك ومن غير ما اقولك .. عشان كدا مسألتكيش تاني 
ابتسمت باستحياء واجفلت نظرها أرضا ثم ردت بخفوت وصوت رخيم 
_ مش عارفة ياماما بس حاسة إن هشام هو الشخص اللي كنت مستنياه وبتمناه وإنه هيسعدني بجد وهيعوضني عن كل حاجة وحشة شوفتها في حياتي .. وكمان ....
توقفت بسبب خجلها من متابعة عبارتها لكنها أكملت بصعوبة بين وجنتيها الحمراء 
_ كمان حاسة إني بدأت انجذب ليه يعني ! 
ضحكت ميرڤت بحنو ثم اقتربت منها وضمتها بحضنها متمتمة 
_ وأنا متأكدة إن هشام هو الشخص المناسب ليكي يازينة .. يعني هسلمه حتة من قلبى وأنا مطمنة 
اردفت بحب شديد وسعادة 
_ ربنا يخليكي ليا ياماما 
شعرت بقبلة دافئة من أمها فوق شعرها بعد عبارتها الأخيرة فاتسعت ابتسامتها الفرحة والمتحمسة أكثر .. وبالأخص عندما تخيلت ردة فعله كيف ستكون عندما تخبره بموافقتي على الزواج منه ! .
داخل منزل الشافعي تحديدا بغرفة أسمهان .......
تجلس فوق مقعدها الهزاز الخاص بها ودموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة في صمت .. باتت على استعداد لفعل أي شيء حتى يعودوا أبنائها لها قلبها ېنزف دما ..
حزنا وشوقا لهم .. أيام طويلة مرت منذ تلك الليلة المشؤومة ولم تراهم أو تسمع صوتهم لمرة واحدة .. وكل محاولاتها البائسة للوصول لهم والتحدث معهم تنتهي بنفس النتيجة المؤلمة ! .
كانت تحتضن بيدها صورة تجمعها معهم وتتمعنهم بيأس وبكاء واناملها راحت تتلمس وجوههم فوق الصور بحړقة وتهتف وسط بكائها 
_ هونت عليكم ياحبايبي تسيبوني .. سامحوني واوعدكم إني مش هعمل أي حاجة تاني تضايقكم مني .. أنا عرفت غلطي خلاص وندمت صدقوني ! 
توقفت لبرهة تنخرط في موجة بكائها ثم عادت تكمل وهي توجه حديثها لعدنان بالبداية 
_ عايز تحرمني منك ياعدنان .. أنا مقدرش على بعدك ياحبيبي ده أنت روحي وأول فرحتي .. أنا عملت كل ده عشان مصلحتك كنت خاېفة عليك من جلنار ..
 

تم نسخ الرابط