اليمامه والطاووس الحلقة العاشرة

موقع أيام نيوز

وكفاية عندي أنك مقدر ومهتم.
كانت المدة كافية ليطمئن لعدم خروج فضل فابتعد عن بابهما صاعدا ولكن بحال غير الحال بعدما حركت كلماتهما ذكرى لجحود النعم لا اعتيادها فقط. 
وتردد بأذنه أصداء الماضي تحمل صوت دعاء المتوسل يا حبيبي الحمد لله احنا ظروفنا كويسة جدا مش محتاجين حاجة من حد نصيبك من الايجار ممكن يكفينا ويزيد لو عشنا بالعقل مش محتاجين نضحي باجمل أيام حياتنا عشان حد يأكلنا ويصرف علينا.
أصابت كلماتها غروره الذكوري بمقټل خاصة وهو يعلم صحتها فاتخذ من الھجوم سبيلا للدفاع حتى لو جرحها بدون وجه حق مين ده اللي بيصرف علينا اللي بيني وبين أخويا ميخصكيش وكونك واخدة على عيشة الفقر والتوفير فده ياريت تنسيه وتعرفي أنك اتنقلتي ناقلة تانية لازم تكوني قدها.
تذكر ذلك الألم النابض بعينيها حينها والذي تغاضى عنه منتشيا باسكاتها وحفظ ماء وجهه كما توهم وقتها ولكنه الأن يعلم كم كان جاحدا لنعمة الزوجة القانعة الراضية فحرمه الله منها وأبدله بتلك الخبيثة الطامعة.
استلقت فوق فراشها تنظر للفراش المجاور حيث نامت شقيقتها بعد نوبة من البكاء الهيستيري تسترجع كل ما مر بها تعرف كل خطأ اقترفته وأن انكرته أمام أقرب الناس إليها ولكنها غير نادمة حتى لو أخطأت فمن ندم ممن أخطأوا بحقها هي ضحېة الجميع والجانية عليهم هي من ستفوز أخيرا بعدما خسړت سابقا خسړت حب حياتها واستقرارها النفسي والأسري من قبل فماذا سيبقى لها لو خسړت أموال زوجها كذلك صحيح أن الاستيلاء السلمي عليها عن طريق زواج شقيقتها من شقيقه قد فشل ولكن لا بأس فزوجها لن يترك شقيقه الغالي يحبس ارتعدت فرائصها وهي تتصور أن تضطر للتنازل بعد ذلك الخطأ الكارثي وتركها لفحوصات شقيقتها خلفها خاصة وهي غير مرتاحة لذلك الأسلوب الفاتر لمحاميها من بعد حماسه ولكن لا بأس فمازالت تقف على أرض صلبة فحب ياسين ثابت مهما أخطأت ولن يتطلب الأمر كثيرا لاستعادته لن يتطلب الأمر سوى بعض الدموع ومبررات واهية سيكون أكثر من مرحب بتصديقها عوضا عن مواجهته لحقيقة مشاعرها نحوه منذ زواجهما.
ابتسمت للخاطرة الأخيرة وأغلقت عينيها تنام بسلام.
فكل شيئ زاد عن حده انقلب لضده وأن كان التسامح سلوكا محمود فقد ينقلب لکاړثة أن أصبح مباحا مضمونا ما هما كان الخطأ خاصة مع من لا يستحق ولا يفهم مثل ذلك الرقي. 
استيقظ زينهم باكرا لينتفض جالسا بمجرد انتباهه لنومه فوق الفراش ليخرج باحثا عن ضيفه ليجده بنفس مكانه بالأمس زفر براحة وهو يهمس بحرج صباح الخير يا أستاذ معلش والله مدرتش بنفسي ومخدتش بالي أني نمت على السرير.
ابتسم له ياسر بود أنا اللي قومتك ونيمتك على السرير ومش هتنام على الأرض تاني أنا مبنامش بليل ساعتين تلاتة كده وأنام وصحيني لما ترجع.
ابتسم له زينهم ممتنا وكأنه جامله برغم أنه مضيفه وهو يغمغم خجلا معلش هتفطر بباقي العشا وانا هاجيب أكل وأنا جاي.
أجابه ياسر بعفوية وهو يخرج من حافظته مبلغ مالي كبير طيب خلي دول معاك.
انطفئت عيني زينهم وهو يرمقه عاتبا مستورة يا أستاذ ميصحش تدفع تمن ضيافتك.
سحب يده بالمال وهو يغمغم معتذرا قدها وقدود والله أنا بس حاسس أن مفيش فرق مابينا.
ابتسم زينهم بتسامح تسلم يا أستاذ ربنا يكرم أصلك بالأذن عشان متأخرش.
ودعه ياسر يتابع انصرافه بتقدير واحترام لشخصه ورجولته رغم ظروفه وتحفز وحماسة لما سيتبع ذلك الانصراف ولم يطل انتظاره كثيرا لتصدح تلك الزغرودة تشق السكون وصوت فاطمة المرح مهللا أفراج
تم نسخ الرابط