اليمامه والطاووس الحلقة العاشرة

موقع أيام نيوز

مش كده روقة دي كلمة بيوصفوا بيها الست اللي بتحافظ على بيتها وتريح جوزها حتى لو حساب راحتها هي.
ابتسم زينهم برضا بجد لا تبقى الست رانيا هي اللي روقة فعلا الست شوقية مكدبتش.
ابتسم ياسر لعفويته بس واضح أنك مبتحبش مدام شوقية دي.
أشاح بوجهه ممتعضا لا احبها ولا أكرهها ربنا يكفيني شرها بس هي شايفة نفسها قوي وبتكلمني من طرف مناخيرها 
افترش الأرض مستطردا اكمنها تبقى مرات الأستاذ فضل مسئول المخازن ويعتبر الريس بتاعي أصل عن شغلي كله في المخازن وعلى فكرة هما كمان عندهم عيلين ربنا يهديهم وهما وعيال الأستاذ غسان متفقين مع تاكسي بيجي ياخدهم للمدرسة الصبح.
انهى كلماته الأخيرة بصوت متعب ناعس.
ليربت عليه ياسر برفق قوم يا زينهم على سريرك قولتلك متنمش على الأرض تاني أنا مبنامش بليل.
أطاعه وهو يقوم مترنحا من أثر النعاس ليرتمي على فراشه قائلا بإجهاد تصبح على خير.
ثواني معدودة وارتفع غطيطه ولعجبه لم يثر ضيقه كالأمس بل أثار شفقته فيبدو أن عمل زينهم مجهد وشاق وهذا ما يجعله يرتمي هكذا بثواني معدودة تذكر عمله بالبنك وكم كان يراه مرهقا وامتدت مقارنته لكل أوجه حياتهما فتمتم بحمد الله على نعمه واستغفر على اعتياد النعم التي لم يشعر بتمتعه بها إلا بعد فقدانها.
تحرك خارج الغرفة بإريحية وقد استتر بالظلام الذي حل منذ قليل تحرك ذهابا وإيابا كأسد حبيس اقترب من الدرج لتلتقط أذناه تلك الضجة الصادرة من الأسفل بارتطام شيئا ما بالأرض مصحوبة بهتاف رجلا غاضب دي مش عيشة دي
تبعه هتاف شوقية الساخط في أيه يا فضل أنت مبتزهقش.
تحركت قدميه دون إرادة باتجاه الصوت فأخيرا وجد ما يشغل به عقله عن تلك الأفكار التي تكاد تذهب به ليصله صوت فضل أكثر وضوحا لا مزهقتش ولا هازهق وباقولك أهو يا شوقية أنا من حقي اتجوز وهاتجوز أن مكنش النهاردة يبقى بكرة.
أجابته بلامبالاة متجاهلة تصريحه متولعش السېجارة هنا يا تطلع على السلم يا تطلع البلكونة.
انتفض جسده وهو يسمع لاحتمالية خروجه إليه ليهرول هابطا دون وعي وقف يلتقط انفاسه ملتصقا بالحائط وهو يأمل أن يكون عدم خروجه يعني دخوله للشرفة ولكنه تمهل خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه ليكتم أنفاسه بقوة وهو يستمع لصوت رانيا الحنون أهدى بس يا غسان مينفعش ټحرق دمك كل شوية كده على الفاضية والمليانة.
ليجيبها صوت رجولي رخيم مستهجنا على الفاضي يعني لما يبقى بيتي وولادي محتاجين حاجة وأنا مقصر ومش قادر أكفيهم يبقى موضوع فاضي.
صاحت مستنكرة مين ده اللي مقصر ليه هتعمل أيه أكتر من اللي بتعمله هتضرب الأرض تطلع بطيخ لان صوتها وهي تستطرد بحنان يا حبيبي الرزق ده بتاع ربنا ياما ناس بتنزل خمس دقايق ولا تتك على زرار النت وهي قاعدة في بيتها وربنا يكرمهم ويرزقهم من وسع وناس تانية بتلف على كعوبها اليوم بطوله ويدوب بترجع باللي يسد الرمق أو حتى من غيره.
أطلق ضحكة مرة مبتورة يعني أيه أبلط جنبك في البيت وأقول رزقي كده.
أجابته بإيمان أنت المطلوب منك تكفينا سعي لكن الرزق ده بتاع ربنا وأنت عامل اللي عليك بزيادة يبقى هون عن نفسك يا حبيبي. لان صوته واختفى حزنه وهو يتمتم برضا والله ما مهون علي الدنيا كلها غيرك أنت يا جميل ربنا ميحرمنيش منك.
ضحكت بنعومة ولا منك يا قلبي.
استطرد معتذرا بحب والله أنا ما في حاجة مضايقني غير أني تعبك معايا عشان توفري كام جنيه.
أجابته بحب تعبك راحة
تم نسخ الرابط