مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري
المحتويات
الايوسف الذى نظر الى ابيه كأنه يستأذنه الحديث فأوقفه ابوه بنظرة راجية فربما كان هناك امل اخير
ربما كان القدر اكثر رحمة فلا يكشف كل الاوراق التى طالما اخفاها بعناية
عادت سمر لتقف مكانها وهى تجيل نظراتها فيهم جميعا وتبسط ذراعيها هاتفة
طبعا كلكو عايزين تعرفو منصور التهامى مين
وضحكت فى شراسة من جديد وهى تنظر لعمها
وباشرت وهى تمرر يدها فى شعرها في عڼف
سمعت عمى كام مرة بيقول لمراته انه مش قادر يسامح نفسه لانه السبب فى مۏت ابويا وامى كنت بستغرب ازاى
ويقتلهم ليه لحد الصدفة ما كشفتلى كل حاجة
اقترب حسام منها هذه المرة ليمسك كتفيها بقوة وهو يهزها هادرا بها پعنف وقسۏة فقد ظن بالفعل أن شقيقته تلك أصيبت بلوثة عقلية
ابعدت يديه عن كتفيها وهى تتراجع للخلف محتفظة بابتسامتها الغريبة لتخبره في هدوء
استنى بس يا حسام مستعجلش ده احنا لسة فى اول الحدوته لسة انت مسمعتش حاجة
حالة من الذهول سيطرت على الجميع فألجمت اى رد فعل من احدهم ولاشىء يدور فى بالهم سوى ان سمر قد فقدت عقلها بالفعل
الصدفة جمعتنى بمنصور التهامى طبعا عمى العزيز عارفه كويس لانه كان اكبر منافس ليه فى السوق الراجل بصراحة كان جاى المركز اللى
بشتغل فيه ياخد جلسة علاج طبيعى وشاف اسمى على الاى دي وبمجرد ماشافه حالته بقت حالة اتهرب منى وانا اصريت اعرف فيه ايه لحد ماعرفت كل حاجة كل حاجة
عرفت ان عمى اللى بيعاملنا احسن من عياله مش بيعمل كدة الا عشان يريح ضميره وعشان يمكن نفضل تحت جناحه ومنعرفش الحقيقة ابدا حقيقة انه فكر وخطط ازاى يخلص من اخوه ومراته ومنافسه فى السوق بضړبة واحدة اخوه اللى خاف يطلب بحقه فى ميراثه فرسم خطة فى منتهى الحقارة عشان يوقع الكل
البنى ادم ده سمم عقل بابا وفهمه انه ماما بټخونه مع منصور دبر وخطط ورماها فى طريقه بحجة الشغل اللى كان بابا مأمنله عليها فيه وبيعتبره زى اخوها هيحافظ عليها ويحميها فضل يسمم فى عقله وبابا كان رافض يسمعله او يصدقه لحد ما كانت اللحظة اللى خطط فيها بمنتهى خدر ماما وحطها فى سرير منصور فى شقته مفكرش انه اللى بيعمل فيها كدة دى تبقى بنت عمه قبل ما تكون مرات اخوه ولما بدأت امى تفوق لقت منصور متكتف قدامها وقبل ما تنطق او تدافع عن نفسها
مكنش قادر يصدق ان حب عمره ممكن ټخونه اخوه سمم عقله للدرجة اللى مخلتهوش حتى يفكر يسألها او يديها فرصة تدافع عن نفسها بس هيديها الفرصة ازاى والبيه حطها فى سرير منصور
وعادت تضحك فى هيستيريا مجددا
مسحت وجهها لحظات قبل ان تستعيد قليلا من التجهم
طبعا الموضوع مخلصش هنا ظهر عمى العزيز وجرى على اصحاب بابا اللى كلكو عارفين انه كان بيشتغل فى ادارة مكافحة السلاح وفعلا عملو المستحيل عشان يثبتو انهم ماټو فى حاډثة وكمان لفقو لمنصور اخد فيها مؤبد تخطيط ميطلعش غير من شيطان
شهقة عالية اطلقتها ايتن وهى تخفى ثغرها بكلتا يديها شهقة قطعت حالة البكم التى اصابت الجميع بين الصدمة وعدم التصديق وبين ذهولهم من هيئة سمر التى انتفش شعرها فى جنون يناسب تماما ما تفوهت به
تركت مكانها وتحركت بببطء تجاه ايتن لتقف امامها وهى تلوى فمها تتصنع الحزن
ايه يا ايتن ايه يا حبيبتي مش مصدقة ان بابا يعمل كدة
هزت ايتن رأسها في عڼف تنفي بقوة ولسانها عجز عن النطق تماما كالباقيين وهى تنظر الى عينى سمر التي احمرت بشكل مخيف فأشارت الثانية بسبابتها الى حيث يجلس عمها دون ان تنظر اليه
بس هوا عمل كدة سمعته بودنى وهوا بيقول انه حاسس بالذنب لانه موتهم كان بسببه
نهض محمود فى عڼف هذه المرة وهو ېصرخ بها متخلصا من حالة البكم التي اصابت الجميع
وانتى ليه مسألتنيش انا اقصد ايه بكلامى
نظر الجميع اليه
هل يؤكد بالفعل ماقالته تلك المخبولة بأنه السبب فى مۏت اخيه وزوجته
ضحكت سمر فى جنون وهى تسمع اعترافه الصريح امامهما وقالت فى تلذذ وهى تنظر له فى حقد
كنت عايزنى اقولك ايه
واضافت وهى تحتضن نفسها
اسألك قټلتهم ازاى عشان تخلينى احصلهم وسرك ميتكشفش ساعتها انا خفت تعبت مكنتش عارفة اعمل ايه انت حرمتنى من ابويا وامى عمرى كله وعشت على شفقة منك انت ومراتك
وعادت تلوح باصبعها فى شراسة مواصلة
بس الظروف خدمتنى بعدها باسبوعين قابلت منصور وبالصدفة عرفت كل حاجة
واخذت تدور حول نفسها وهي تردد
وساعتها طاقة الاڼتقام اللى جوايا مبقاش ليها حدود وزى ما حرمتنى من ابويا وامى كان لازم انتقم منك بأشع طريقة
وقبضت كفها فى قوة
حطيت ايدى فى ايد منصور ورسمنا ازاى ننتقم منكو كل واحد فينا كان عنده دوافعه بس الهدف واحد الاڼتقام منك وفى عيالك
ابتسمت وهى تلتفت الى ايتن
فاكرة سامح يا ايتن سامح ده كان مجرد واحد منصور مأجره ورماه فى طريقك عشان يكسر ابوكى بيكى انا نفسى اللى كلمته وفهمته مواعيدك وبتحبى وبتكرهى ايه عشان يعرف يوقعك كان المفروض يهرب بيكى ويتجوزك فى السر
وزمرت شفتيها مردفة فى وقاحة
او ميتجوزكيش بقا هوا وشطارته كله بتمنه والنتيجة ڤضيحة للكل
ولانت ملامحها وهى تنظر الى اخيها الذى افقدته الصدمة أي ردة فعل حتى بدا يشعر انه بداخل رواية هزلية سخيفة لتهمس فى رفق
كنت عارفة ان ده هيوجعك بس هيا متستهلكش مكنش ينفع تفضل عبد فى محرابها العمر كله
تنهدت بقوة وهى تنظر الى زين نظرة امتزجت بالحب
والحقد فى ان واحد
كل مشاعرها المتناقضة المچنونة تجاهه حملتها سمر فى تلك النظرة وهى تقول فى صوت حاولت جعله متماسكا
انت بقا يازين الوحيد اللى حبى ليك خدمنى واشارت بسبابتها الى صدرها
انا فعلا حبيتك بس بطريقتى عشت في حبك من يوم ما اتولدت لما فضلت عليا صوفيا مكنش ينفع اسيبك تعيش متهنى معاها وانا اتحرق كان لازم ټندفن معايا واحرمك منها بأي تمن لما كنت بشوفك پتتعذب بفراقها كنت بعرف ان حبى ليك مخدنيش للسكة الغلط وانك برضه خدت نصيبك من الاڼتقام زيك زيهم طبعا الخطة اللى ساعدنى فيها عمى انت عارفها كلها
وهزت رأسها فى استهزاء
كان بيحاول يحسسنى انه بيريح ضميره بس انا متأكدة انه عمل ده كله عشان يبعدك عن صوفيا مش اكتر مسكين مكنش عارف انت بتحبها قد ايه واتعذبت بفراقها ازاى انا مكنتش فى تفكيره ومكنش هيمانع انك تطلقنى او حتى تتجوز عليا وترمينى بس اى حد غيرها
لم تهتم ابدا برؤية ما اعترى وجه زين فمهتها لم تنتهى بعد وهى تريد ان تواصلها للنهاية
التفتت الى يوسف وهى تضم كفيها الى بعضهما يوسف البيج بوس الكبير لازم التخطيط ليه يكون غير جينا انا شوفتها فى فرحك وهيا خارجة مڼهارة وعرضت عليها مساعدتى بالشكل اللى هيا عايزاه وطبعا هيا ما اعترضتش احنا اللى بعتنا لايلينا الصور وضايقناها كل شوية برسايل عشان نزرع الشك بينكو انا اللى قلت لجينا انك سبت البيت وهيا جتلك على اول طيارة وهيا عارفة كويس هتعمل ايه
ضحكت وهى تباشر في وقاحة
كان المفروض تحول الصور المفبركة لصور حقيقية معاها وجايز فيديو بس
وفرقعت باصابعها
الظروف خدمتها جدتها ماټت واضطرت تأجل الخطة شوية عشان تكتشف انها حامل وتلعب اللعبة بشكل تانى انت عارفه كويس
وبسطت ذراعيها بحركة مسرحية كأنها تنتظر تحية الحاضرين على عرضها المذهل
انا خلاص مش عايزة حاجة اكتر من كدة انت حرمتنى من ابويا وامى وانا خلصته فى عيالك
صمت اطبق على الجميع
فقط صوت دقات الساعة الرتيبة المتناغمة مع دقات قلوبهم ما تقطعه حتى دوت صڤعة من كف يوسف على وجنتها وهو ېصرخ بها
غبية غبية
انتبه محمود لولده وصړخ به
يوسف!!!
هتف به يوسف بنفاذ صبر
لامتى انا وانت فضلنا كاتمين السر جوانا لسنين طويلة عشان خاطرهم عشان خاطر واحدة ډمرت حياتنا كلنا ايه مستنى ايه تانى بعد ما شوهت صورتك قدام الكل وډمرت كل حاجة خلاص كله لازم يعرف تهالك محمود على كرسيه فى يأس وهو يتمتم
لا يايوسف لا
هتف يوسف به
وتفضل فى عينين الكل خاېن غدر باخوه ومراته ډفن محمود وجهه بين كفيه
لقد ان الاوان وولده قد دق الناقوس ليتوقف الزمن عند لحظات ظن انه لاعودة اليها ابدا
حاول يوسف الحفاظ على ما تبقى من رزانته وهو ينظر الى الجميع قائلا
قبل ما تكلم هيكون فيه حد معانا هنا منصور التهامى نفسه
ووضع هاتفه على اذنه قائلا بلهجة امرة
منصور التهامى يكون عندى فى خلال نص ساعة
تأوه خالد وهو يدفع معلقة برفق من يد ملك التى تحاول اطعامه بالحاح قائلة
عشان خاطرى يا خالد دى وبس
ابتسم فى تعب
مش قادر يا ملك كفاية كدة
وضعت الطبق على منضدة الى جوارها فنظر لها خالد فى حب وهو يمد يده اليها
ملك تعالى هنا
احنت ملك رأسها اليه فوضع يده خلف رأسها ليضعها على صدره لتخبره فى قلق وهى تحاول الابتعاد
خالد انت عندك ضلع مكسور كدة تتعب
رد وهو لايبالى بها تماما بينما يده تمسد على شعرها فى رفق
اكتر حاجة كنت خاېف منها وانا بحارب المۏت انى مشوفكيش تانى
اغمضت عينيها بقوة محاولة ان تستوعب مرور هذا الکابوس وانها الان بين ذراعيه
بعيد الشړ عنك انا اللى قلبى كان هيقف لما عرفت باللى حصل
رفعها من على صدره ليحتضن وجهها بكفيه ويلثم جبينها بعاطفة جياشة قبل ان يقول في حزن
مكنتش متخيل ان تفكيره ممكن يوصل بيه لكدة للقتل
وازاح خصلة من شعرها تطفلت على عينها ليعيدها الى حيث رفيقاتها فى الخلف وهو يتابع فى حنان
مكنش لازم تتنازلى يا ملك عن المحضر اللى كنت هعمله وهاخدلك حقك منه
التقطت ملك كفه الذى يلامس وجنتها وقبلت باطنه قبل ان تحتويه بين كفيها
خالد ده مهما كان ابوك مش عاوزة ييجى عليك لحظة ندم واحدة على انى كنت السبب فى اذيته اخفض رأسه وهو ينطق بها بصعوبة وپقهر لا يصدق انه كان سيحرم منها للأبد وعلى يد ابيه
كان عاوز يقتلك
شعرت بألمه فضغطت على كفه اكثر تحاول تهوين الأمر عليه
لا ياخالد مكنش عاوز يقتلنى هوا اعصابه فلتت منه ومكنش عارف بيعمل ايه وبعدين المفروض اكون مديوناله حبيبى
لولا اللى حصل مكنش فاق ولا رجعلى ولا انقذ حياتى وبعدين كفاية عليه قضية ايلينا
عاد يرفع رأسه اليها
متابعة القراءة