رواية الشيطان شاهين الجزئين
منديلا ورقيا ليأخذه منها و هو يحاول رسم إبتسامة خفيفة على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ متحملش نفسك أكثر من طاقتها و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة الفارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا كل يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي آخر مرة تيجي فيها المكان داه..من النهاردة مفيش لا أدوية و لا تحاليل حنسيب كل حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله..... ضمت يديه بين يديها و هي تضيف بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز من الدنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك بقى.... تخرجه في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه عن شعوره التقصير ناحيتها طوال سنوات زواجها به لم تحسسه و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا... هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى حاجة في حياتي.... بحبك و مش عايز غيرك في الدنيا.... أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة. بعد اسبوع...... مساء في مستشفى البحيري فركت ليليان بتعب و هي تنحني برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث الاسبوع الماضي....عملها الذي إستمر في المستشفى بعد أن رفض أيهم إستلام الإدارة و إكتفائه بالعمل بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل مع والده لم تذق طعم النوم منذ يومين لكثرة العمل و الذي إضطرها للمكوث في المشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى أيهم الذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها في كل مكان بهداياه و مفاجآته الغريبة باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين ووو... فتحت أحد ادراج المكتب لتخرج منها علبة مخملية زرقاء داكنة لتفتحها فيظهر بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف الانظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها بسبب إكتظاط مكتبها بباقات الورد التي تصلها منه كل يوم... تذكرت الرسالة المرافقة لها و التي كتب فيها ايهم لها عن رغبته في رؤية الخاتم في يدها و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على الرجوع له و البدء معه من جديد حياة جديدة مختلفة كليا عن الماضي الأليم الذي لم تستطع لحد الان نسيانه... همست بداخلها و هي تعبث بالخاتم الذي زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه القديمة...إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسې و زير نساء حيتغير... بس هو بقى بيصلي أنا شفته كذا مرة و بسمع صوته كل ليلة و
تقبيله و دغدغته جلست به على الاريكة و هي تسأله بصوت لاهث مين اللي جابك هنا طنط أميرة و إلا انكل محمد...... إستقام أيسم ليقف على الاريكة متعلقا و هو يقول مشيرا باصبعه نحو الباب بابي هنا.... حولت ليليان نظرها نحو مكان إشارته لتجد أيهم مستندا بجسده على الباب و يتابع حركاتهما منذ دلوف الصغير و على وجهه إبتسامة سعيدة... رفع كفه ليحييها اهلا... ثم خطى للداخل ليبحث عن حقيبة يدها حتى وجدها معلقة وراء مكتبها ليأخذها ثم يسير نحوها مكملا كلامه يلا خلينا نروح الوقت تأخر..... تابعته ليليان بعينيها حتى وصوله أمامها لتجيبه لسه عندي شغل كثير مش حقد.... قاطعها و هو يجثو أمامها ليمسك يدها التي كانت تضعها على ركبتيها قائلا بنبرة حنونة مشفقةالشغل مش حيطير و إنت بقالك يومين منمتيش حتى وشك تعبان و عنيكي مرهقة...محتاجة ترتاحي عشان تقدري تكملي و انا أوعدك بكرة حاجي بدالك المكتب و أكمل كل الشغل المتعلق و إنت خذي اجازة...أيسم مشتقالك كثير مش كده يا بابي.... حول نظره نحو الصغير الذي أومأ له بالايجاب ليقرص أيهم وجنته المكتنزة الحمراء بخفة