مني روح لمراتك يا ياسر روح لها وراضيها أنا اعتذرت لها واعترفت بغلطي بعدين هافهمك اللي حصل المهم دلوقتي أن مراتك بنت حلال وأصيلة وبتحبك وكلنا ظلمناها رجعها يا ياسر وخلي ابنك يتولد في حضنك.
اختنق صوته وهو يستطرد بصوت متحشرج لو عايزني أروح أبوس أيدها ورجلها أنا موافق والله المهم تسامحني وترجع لك حتى لو اشترطت أنكم تقطعوا علاقتكم بيا أعمل كده يا ياسر لأني الغلط غلطي من الأول.
صاح ياسر مستنكرا أنت بتقول أيه أقاطع مين هو فيه حد برضو بيقاطع أبوه أنت أبويا يا ياسين وأن لا يمكن أبيعك مهما كان لو على الغلط كلنا غلطنا.
شدد ياسين على يده ممتنا ربنا ما يحرمني منك بس عشان خاطري روح لها شوف الأول هتقولك أيه يمكن نوصل لحل.
صمت شاردا قلقا من المواجهة ېحترق بين نارين ألا تسامحه أو أن تطلب منه فعلا التخلي عن أخيه.
لم يستمع لأي من كلمات حماه اللائمة وتوقفت كل حواسه عن العمل إلا بصره الذي تركز عليها بمجرد ظهورها من خلف والدها يروي ظمأ تشققت له روحه منذ فراقها رقت عيناه وهو ينظر لعينيها الحبيبتين اللتا تهربتا من مواجهته وازدرد ريقه وهو ينظر لشفتيها المضمومتين بتذمر بينما فغر فاهه پصدمة وهو ينظر لبطنها التي تكورت على نحو ملحوظ لم يتبينه على هذا النحو أثناء مراقبتها بسبب ملابسها الفضفاضة وبعد المسافة تخطته فحبس أنفاسه التي التقطتها أنفه لرائحتها أثناء مرورها به تتشبع روحه برائحتها التي حرم منها منذ الفراق والتي كان يقتات ببقاياها بأثاث غرفتهما بصومعة ذكرياته التي أصبحت مسكنه الفعلي حاليا جلست أمامه وهي تتأوه من ثقل حملها فتردد صدى تأوهها بقلبه ينعي حرمان المشاركة بحملها والتخفيف من ألمه عليها ولكنها استكثرت عليه حتى لحظات تأملها فقطعت عليه حبل افكاره بصوت جامد خدش أذنيه جفاءه بابا قال أنك عايز تقابلني.
فشل في رسم ابتسامة على وجهه أمام جمودها البادي فخرج صوته مرتعشا وقد أغتالت ثقته التي اكتسبها بموقفها من أزمته وأنت مكنتيش عايزة تشوفيني يا دعاء.
أجابته بنفس اللهجة الجامدة وأنت بيفرق معاك اللي باعوزه يا ياسر.
باغتته بهجومها المباشر ولكنه قرر مجاراتها وإنهاءهذا الجفاء المضني لقلبه أي حاجة بتخصك طول عمرها بتفرق معايا يا دعاء عارف أن غلطت بس كان ڠصب عني.
لم تستطع التماسك بقشرة جمودها الظاهري أكثر من ذلك وهي تهدر پغضب كان بمزاجك يا ياسر كل حاجة كانت بمزاجك دخولهم وسطنا وتحكماتهم كانت أحلى على قلبك من العسل وكانت من وجهة نظرك لذاذة وخفة ډم وأنا اللي قتمة ومقفلة صحبتهم وفرض نفسهم علينا حتى في أي وقت اجتماعية وترويش وأنا الانطوائية الكئيبة حتى كلامهم اللي زي السم وتلقحيهم علي كان عشم ومحبة وأنا اللي على راسي بطحة.
كانت كلماتها كالحجارة ترجم روحه وتصطدم بأبواب ذكرياته مستخرجة تلك المواقف العديدة التي خذلها بها مساندا لمن أرادوا هدم بيته ولو بسلبيته تجاهه ضيقها ليجيبها معترفا پألم عندك حق مش هاقول أني مغلطتيش في كل اللي قولتيه لكن عذري الوحيد أني وثقت في ناس مكنوش قد ثقتي فيهم.