مزيج العشق بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


عن التفكير ولكن انقطع تركيزها بصوت الهاتف المجاور لها رفعت السماعة ليأتيها صوت أدهم الذي طلب منها الحضور إلى مكتبه فورا.
نهضت من مقعدها وأخذت معها دفتر ملاحظاتها وذهبت إلى مكتبه لمعرفة ماذا يريد منها بفضول
عند ادهم
في الداخل لم تكن حالة أدهم مختلفة تماما عن حالة كارمن فهو ايضا لم يستطع العمل وخاطره كان مشغولا بمن سړقت عقله وقلبه.

كان يمسك بين يديه مسودات تصاميم لنماذج لفساتين كارمن والتي وجدها على مكتبه بالأمس حيث اعجب بإبداعها وأفكارها الرائعة فأنها حقا مميزة جدا.
أراد أن يخترع أي عذر للتحدث معها فقد مرت أكثر من ساعتين منذ أن غادرت مكتبه لكنه ظل يشاهد كل حركة لها على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به بإبتسامة علي تعبيرات وجهها الحائر في التصرف ونبضات قلبه العاشق لها تخفق بشوق بداخله تطالب بإحتضانها مرة أخرى إلى صدره.
كل تصرفاته معها جديدة تماما عليه يعيشها للمرة الأولي في حياته فهي الحب الأول الذي يغزو قلبه ليستعمره ولا يطالب بحريته إلا بين ذراعيها فقط.
لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك فامسك السماعة بجانبه يخبرها أن تأتي إليه ثم نظر إلى الأوراق أمامه ومثل الانشغال.
طرقت كارمن الباب قبل الدخول ثم وقفت في منتصف المكتب تحدق به وهو جالس مستقيم الظهر خلف مكتبه.
انتظرته ليبدأ الكلام لكنه لم يظهر أي رد فعل ووجهه كالصفحة البيضاء لا يعبر عن أي شيء.
تنهدت كارمن بضجر لأنها سئمت من الوقوف هكذا حتى سمعته يقول في صيغة الأمر بينما الإبتسامة تعلو وجهه في نفس الوقت اعمليلي قهوة
رمشت كارمن بعدم تصديق ثم نظرت إلى صانعة القهوة الكهربائية التي أشار إليها بطرف إصبعه.
لم تستطع كارمن الاعتراض عندما رأت تلك الابتسامة الرائعة على شفتيه ثم قالت لنفسها وهي تحك رقبتها براحة يدها هو صدق اني سكرتيرته بجد ولا ايه ماشي يا ادهم خليني وراك اما اشوف اخرتها
كارمن بتنهيدة امرك يا ادهم بيه
ذهبت إلى الآلة الموجودة في الزاوية لتشغيلها وبدأت في صنع القهوة ولم تسأله كيف يشرب قهوته لأنها تعلم أنه يشربها مظبوطة.
كانت عيناه تراقبها بنظرات ثاقبة تلمع بحب عميق وبعد فترة وجيزة أحضرت له القهوة ووضعتها على المكتب أمامه ثم وقفت بجانب كرسيه قائلة بخفوت اتفضل
بدأ أدهم ببطء احتساء القهوة أغمض عينيه وغمغما بإستمتاع ثم فتحهما وهو ينظر إليها قائلا بدهشة انتي ازاي عرفتي اني بشربها مظبوط
همست كارمن بحرج من ماما ليلي كانت قالت قدامي قبل كدا
ابتسم أدهم إليها بجاذبية ساحرة وهو ينظر نحوها بعينين يفيضان عشقا جارف وثمة شعور بالسعادة والرضى تغلغل فى أعماقه من اهتمامها بمعرفة ما يحب ليقرن أفكاره بقوله فى هدوء يعني مهتمه بالحاجات اللي تخصني
شعرت كارمن بالحرج وازداد خفقان قلبها عندما رأت عينيه اللامعتين تنظر تجاهها فقالت متلعثمة عجبتك القهوة
ابتلع ريقه بصعوبة حيث نطق حروف اسمه بصوتها الناعم الهادئ هذا حقا يجعله يفقد عقله وينسى من هو.
لن تقوي على الصمود أمامه أكثر من ذلك فهو ماهر في سلب دفاعاتها منها بسهولة فائقة لذا همست تحذره بقلق ادهم احنا في المكتب ماينفعش نقعد كدا حد

يدخل علينا
نظر أدهم لها متأملا حمرة وجنتيها المغرية مبتسما لهذا العذر الواهى قائلا بمكر ومين يقدر يدخل هنا من غير اذن.. لو عايزة تهربي انسي مش هسيبك
ادهم بخبث عندك حق احنا نستني لما نرجع البيت وناخد راحتنا
احمر خديها من فرط الحرج وعيناها الزرقاوان المذهولتان تنظران إليه بدهشة من جرأته التي لم تعتاد عليها قائلة بتذمر طفولي ادهم احترم نفسك.. مش قصدي كدا وبطل تحرجني من فضلك
وضع أدهم كفه على خدها المتورد وقرصها بلطف هامسا ببراءة خادعة اعمل ايه انتي اللي شكلك بيجنني وانتي مكسوفه كدا
تنهدت كارمن بقلة حيلة وعيناها تدوران تحاول إخفاء خجلها المسيطر عليها أمامه لتغمغم طيب خلاص سيبني اقوم...
بترت حديثها حالما رأت مسودات تصاميمها على المكتب فوجهت إصبعها إليها قائلة بإستغراب هي تصاميمي بيعملو ايه علي المكتب هنا
ادهم بإبتسامة انتي امبارح نسيتي تاخديهم وانا لما رجعت المكتب شوفتهم وعجبوني جدا
كارمن بعدم تصديق بجد عجبوك
أومأ ادهم برأسه قائلا بصدق شغلك فعلا تحفة يا كارمن وفي مفاجأة كمان هقولك عليها بس بعدين
لمعت عينا أدهم ببريق خطېر من حركتها العفوية وقربها هذا المرهق لقلبه ولم يعد يستطيع مقاومة 
بعد لحظات طويلة مليئة بالتناغم والحرارة
سمعت كارمن همسه الرخيم بجانب اذنيها يسألها بنبرة حنونه دافئة اخترقت قلبها بسرعة رهيبة مم جعله ينبض پجنون لذيذ مالك انتي كويسة 
اغمضت عينيها وهي تشعر بالخجل بسبب تفاعلها القوي معه في ثورة مشاعرهم المچنونة منذ لحظات قائلة بصوت خرج مبحوح ناعم ايوه.. انا تمام
ازاح أدهم شعرها بلطف خلف أذنيها ليتحدث بهدوء حيث يعرف ما يدور في ذهنها الآن سيبي مشاعرنا هي اللي بتمشينا يا كارمن وبلاش نحسبها.. احنا هنعيش مرة واحدة بس
أومأت كارمن إليه بفهم وهي تبتسم في وجهه بخجل وتشعر بالراحة والأمان من حديثه الدافئ حاضر بس اتفضل بقي كمل شغلك انا عطلتك زيادة عن اللزوم
رفع أدهم وجهها بأصابعه ليجبرها على النظر إليه قائلا بحنو في دقايق في العمر تستاهل ان الواحد يوقف فيها كل حاجة وراه ويعيشها بإحساسه كله
تألقت زروقتيها ببريق عشق يفيض بمدى مشاعرها الجياشة تجاهه وهمست پصدمة مش مصدقة ان اللي بيكلم كدا هو ادهم اللي علي طول مكشر وحياته كلها شغل في شغل
هتف أدهم بابتسامة عذبة فهو سعيد بسلاسة الحوار بينهما بمناسبة الشغل اليوم قرب يخلص تحبي تروحي البيت تجهزي نفسك لمعادنا بليل
ازدردت كارمن لعابها ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن ترد مبتسمة بلطف لا هستناك ونروح سوا.. هخرج اكمل شغلي برا
عند كارمن في مكتب السكرتارية
خرجت من المكتب بابتسامة رقيقة على وجهها الجميل وهي تغلق الباب خلفها.
تشعر براحة كبيرة تتغلغل في جميع اوصالها ولكن بمجرد أن استدارت للأمام وخطت خطوة واحدة حتي اصطدم كتفها بشخص ما وسقطت جميع الأوراق التي كانت تحملها في يديها على الأرض.
نزلت كارمن فورا على قدميها لتقول بسرعة وحرج من شرودها الذي اوقعها في هذا الموقف السخيف معلش انا اسفه جدا
هبط هذا الشخص أيضا جاثيا على قدميه أمامها وساعدها في جمع الأوراق قائلا بنبرة اعتذار محصلش حاجة انا اللي اسف
رفعت كارمن رأسها محدقة به في حرج شكرا لحضرتك
اتسعت بؤبؤ عينه قسرا دليلا على إعجابه بفتنة عينيها الزرقاوتين التي تشع براءة ثم خفض نظره إلى محتويات الأوراق ورفع حاجبيه قائلا في دهشة وإعجاب دا شغلك انتي
... ايوه
لاحظ توقيعها اسفل الورق ليهتف بلطف بجد تصاميمك حلوة جدا يا كارمن صح
انتهت كارمن من جمع الأوراق ثم نهضت قائلة بهدوء خجول اه متشكرة
مد يديه إليها وقال لها بأدب وابتسامة جذابة تعلو شفتيه انا يوسف مهران
رفعت يديها لتصافحه بمجاملة متمتمة بابتسامة جميلة هادئة على وجهها اتشرفت بحضرتك انا كارمن الشناوي
يوسف بإعجاب واضح هو انتي السكرتيرة الجديدة لأدهم بيه مش كدا
فتح باب المكتب فجأة من خلفهم ليظهر أدهم الذي تابع ما حدث منذ قليل من خلال شاشة الحاسوب ووجهه مقتضبا بتجهم لا ينذر بالخير.
نهاية الفصل الثامن والعشرون
الفصل الثلاثون امسية رومانسية مزيج العشق
مازلنا في قصر البارون
بعد قليل...
في الاعلي بجناح نادين
بعد أن دخلت الجناح أمسكت هاتفها واتصلت علي ميرنا وهي تسير ذهابا وايابا بعصبية في

المكان حتى سمعت صوت ميرنا الناعم الو يا حبي
نادين بتوتر ايوه يا ميرنا
ميرنا بدهشة مالك يا بنتي مټعصبه كدا ليه
نادين بحنق لا وحاجة.. البيه منعني اروح الشركة تاني بسبب حجج فاضية
ميرنا بهدوء خلاص مش مهم الشركة انتي عندك ناس هناك بتنقلك الاخبار اصلا
نادين پحقد ايوه بس انا كنت عايزة ابقي وسطهم هناك.. دا غير ان ادهم بيه اخد الهانم دلوقتي وعازمها علي العشاء برا.. انا حتي مش فاكرة اني خرجت معه قبل كدا في اي حته
ميرنا بخبث حيث ټضرب على الحديد وهو ساخن يبقي تستخدمي انوثتك وتكيديها
نادين بعدم فهم ازاي يعني
ميرنا بمراوغه عيب يا نادين انا برده هقولك ازاي.. يعني انتي مش عارفه
ابتسمت نادين قائلة بمكر خلاص فهمت قصدك
ثم اردفت بإحباط بس افرضي ان الموضوع اتقلب ضدي والزفته دي انتصرت عليا زي كل مرة
ميرنا بسأم ماظنش يا نادين وو ماتنسيش انك انتي كمان مراته زيها ودا حقك يعني
ناذين بتفكير تمام هشوف كدا وابقي اكلمك بعدين
ميرنا اوكي باي حبيبتي
نادين باي باي
عند ادهم وكارمن
أمام فندق فخم توقفت سيارة أدهم ثم نزل كلاهما وعندما وصلت كارمن إلى جانبه جعلها تتأبط ذراعه وضغط علي يدها برقة ثم سار بها إلى الداخل بينما انحنى الأمن أمامهما باحترام.
دخلوا إلى المصعد ومعهم المرفق الذي ضغط على زر الطابق المطلوب حيث يقع المطعم في الطابق الواحد والأربعين وهو أعلى مطعم في الشرق الأوسط ويطل على البانوراما الساحرة لنهر النيل مما يوفر إطلالة مباشرة على الأهرامات والنيل في مدينة القاهرة الرائعة.
انبهرت كارمن كثيرا عند دخولهم المطعم حيث كان للمطعم تصميم داخلي أنيق من حيث القاعة الفخمة حقا بألوان أنيقة ومزينة برقي واضح طاولاته مزينة بشرائط حمراء وذهبية مما أضفى عليه طابعا رومانسيا للغاية.
جلسوا على طاولة في إحدى الزوايا الهادئة ثم ظهرت ابتسامة صغيرة على فم أدهم من ملاحظته لتألق عيني كارمن التي أعجبت بالمنظر من النافذة المجاورة لها ثم اتسعت ابتسامته أكثر وهو يسألها بهدوء ايه رأيك في المكان
استدارت للإجابة عليه بسعادة غامرة حلو اوي يا ادهم
مال أدهم برأسه قليلا والابتسامة لم تفارقه وكان الشغف رفيق دقاته في تلك اللحظات تحديدا قائلا بشرود في ملامحها المسرورة احلي حاجة في المكان هي وجودك انتي فيه
ابتسمت كارمن له بنعومة وخجل دون إجابة
أليست تكفي تلك الضحكة الجذابة على ثغره التي ترهق فؤادها ليبعثرها أكثر بكلماته اللطيفة التي تجعلها تشعر بالدفء والراحة هي تعترف بأنها سعيدة الآن معه لكنها تشعر أنها سعادة تنقصها أشياء كثيرة.
سأل ادهم وهو ينظر اليها بتمعن ساكته ليه عايز اسمع صوتك
أخذت نفسا عميقا ثم قالت في حيرة وعيناها تنظران إليه ببريق حب لم تستطع إخفاءه لسه مش مستوعبة.. يعني كل حاجة حصلت بسرعه وفي وقت واحد
تأملها أدهم وهو يتحدث بعشق وعفوية كل لحظة بتمر عليا معاكي هي احلي حاجة بتحصل في حياتي
نظرت كارمن اليه وهي تبتسم قائلة بتلعثم ادهم.. من فضلك براحة عليا انا لسه مش متعودة علي حنيتك دي كلها بتحرجني
ابتسم بمكر احسن عشان خدودك يحمروا وتحلوي اكتر...
قاطع النادل حديثهما وهو يضع الطعام أمامهما ثم انتهى وانصرف بعد أن شكره أدهم.
تسألت كارمن بحيرة انت امتي طلبتلنا اكل
ضحك أدهم بخفة وهو يفرك مؤخرة رأسه ليقول بإبتسامة الحقيقة كل
 

تم نسخ الرابط