قطه فى عرين الأسد بقم منى سلامه

موقع أيام نيوز


بجواره ونظر الى أمه قائلا 
طبعا نرمين مش قادرة توريني وشها
قالت ناهد 
أيوة
بتقولى مش عارفه ازاى هحطى عيني فى عينه بعد كده
قال مراد بحزم وهو يبدأ فى تناول طعامه 
أحسن خليها تتربي
صمت قليلا ثم قال وهو يتحدث بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيه 
فين مريم 
قالت سارة 
بتتغدى مع نرمين فى أوضتها عشان متاكلش لوحدها

عاد مراد الى اكمال طعامه ويبدو عليه التفكير والشرود
فى غرفة نرمين قالت بأسف 
مريم لو تحبي تنزلى تتغدى معاهم انزلى
ابتسمت مريم قائله 
لا بالعكس أنا مبسوطة كدة عشان أعرف آكل براحتى
قالت نرمين بإستغراب 
بس مفيش حد غريب تحت
ثم قالت 
ولا انتى لسه معتبرانى أنا وماما و سارة أغراب
شعرت مريم بالتوتر ودت لو قالت لها أخوكى هو الغريب بالنسبة لى وليس أنتن لكنها قالت 
لا طبعا أنا بحس معاكوا انى بين عيلتى ومش حساكوا غرب أبدا
ابتسمت نرمين قائله 
مريم لو كنت عملت أى حاجه تزعلك منى قبل كدة ياريت تسامحيني عليها
ابتسمت لها مريم وقالت 
لا أبدا يا حبيبتى معملتيش أى حاجة ضايقتنى
قالت نرمين وهى تنظر اليها بإعجاب 
بجد يا مريم أنا بحبك أوى وقفتى جمبي ولا كأنك أختى بجد دى لو كانت سارة مكنتش هتعرف تتصرف زيك كدة وتخرجنى من المشكلة دى
قالت مريم مبتسمه 
معملتش حاجة انتى أختى يا نرمين انتى و سارة وبجد بحبكوا أوى
نظرت اليها مريم بحنان ودت لو قالت لها يكفيني أنك أخت ماجد لأعتبرك أنتى وأختك أختاى من دمى ولحمى وأخاف عليكما مثلما أخاف على نفسي تحولت نظرات مريم الى الآسى وهى تتذكر أنها لن تلبث أن تضطر الى مغادرة هذا البيت والإبتعاد عن تلك الأسرة التى تشعر بأنهم أهلها وبأنها واحدة منهم 
بعد الغداء جلس مراد مع ناهد و سارة فى الشرفة يحتسون الشاى الساخن بدا على مراد شئ من القلق ثم قال وهو يرشف من فنجانه 
هى نرمين ناوية تزنب مريم جمبها ولا ايه
قالت ناهد
ل سارة 
اطلعى شوفيها يا سارة وخليها تنزل تشرب الشاى معانا
نهض مراد وهو يترك فنجانه قائلا 
لا خليكي أنا أصلا طالع
صعد مراد للطابق العلوى هم بأن يطرق باب غرفة نرمين لكنه عزف عن ذلك وتوجه الى غرفته ليجد الشرفة مفتوحة اقترب منها ليجد مريم جالسة مستغرقة فى قراءة أحد الكتب حتى أنها لم تنتبه لوجوده خلفها كانت تضع بجوارها على المقعد الكبير كتابا آخر انتفضت عندما رأت يد مراد تمتد لتمسك بالكتاب الموضوع بجوارها وأخذ يتفحص الغلاف لحظات ثم رفع نظره اليها قائلا 
أجاثا كريستى !
أشاحت مريم بوجهها وقد شعرت بالإرتباك فأكمل قائلا 
اختيار موفق أصلا تشبهيها كتير
التفتت ورفعت رأسها تنظر اليه بتحدى قائله 
تقصد انى عقلية اجرامية 
ضحك مراد حتى بدت نواجزه كانت تلك المرة الأولى التى تراه فيها ضاحكا وتسمع فيها صوت ضحكاته فبدا لها مشهدا غريبا فظلت تتطلع اليه انتهت ضحكته بإبتسامه صغيره وهو ينظر اليها قائلا 
لا أقصد غامضة ومليانه أسرار
خفضت بصرها وأعادت النظر الى الكتاب بيدها ظل واقفا خلفها شعرت بتوتر بالغ حاولت التظاهر بأنه غير موجود لكن عيناها كانتا تمر على السطور دون أن تقرأها قال فجأة 
خطيبك كان اسمه ماجد مش كده 
التفتت تنظر اليه وقد شعرت بخفقات قلبها المتسارعه أومأت برأسها بصمت فسألها قائلا 
انتى قولتيلى اتوفى من سنة مش كدة 
أومأت برأسها مرة أخرى وهى لا تدرى سر اهتمامه بمعرفة ذلك فسألها 
و أهلك اتوفوا امتى 
نظرت مريم أمامها وقد ظهر فى عينيها سحابة حزن قالت بصوت خاڤت 
من 3 سنين
ظهر شئ من الحنان فى صوته وهو ينظر اليها قائلا 
ليه عيشتى لوحدك ليه ماعيشتيش مع أهلك فى الصعيد 
قالت مريم وهى تنظر اليه 
مكنتش أعرفهم ومكانوش يعرفونى لا عمرنا زورناهم ولا عمرهم زارونا
قال مراد بإستغراب 
ليه
ردت بحيرة 
معرفش
أومأ برأسه وترك الكتاب بجوارها كما كان وخرج من الشرفة ليتركها غارقة فى بحور ذكرياتها 
عادت سهى الى منزلها ودخلت غرفتها وألقت بنفسها على الفراش واڼفجرت باكية كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة لكن شعورها الأكبر والطاغى كان الخۏف كانت تشعر بأنها أجرمت فى حق نفسها حاولت كثيرا اخماد صوت الضمير بداخلها والذى تنجح دائما فى اسكاته لكن هذه المرة فشلت فى اسكاته بل تعالى صوته أكثر فأكثر يشعرها بمدى جرمها فى حق ربها وحق نفسها وحق أهلها تعالى صوت هاتفها معلنا عن اتصال من سامر كانت تشعر بأنها لا تطيق مجرد سماع صوته لا تعلم كيف تولد هذا الكره والحقد اتجاهه بداخلها كيف وهى بالأمس كانت بين ذراع يه أغلقت هاتفها وجلست على فراشها تبكى كما لم تبكى من قبل 
عاد عثمان من النيابة فإستقبلته والدته و صباح بلهفه قالت صباح 
طمنى يا خوى بوى كيفه هيخرج امتى
قال عثمان وهو يجلس بتعب ويضع يده على مكان جرحه 
معرفش هيخرج امتى ومانعيين زيارته أنا سيبتله اللبس والوكل مع عسكري وجالى هيوصلهمله
هتفت أمه بحسرة 
كان مستخبيلنا ده كله فين اييه العمل دلوجيت يا ربي
قال عثمان بغيظ 
أموت وأعرف كيف يعني جمال ينطخ بطبنجة أبوى كيف اللى طخ جمال جدر يدخل بيتنا وياخد الطبنجة منييه
ثم قال 
كلمت المحامى بيجول انهم دلوجيت خدوا بصمات بوى وهيشوفوا هيا اللى كانت على الطبنجة ولا لا وخدوا بصماتى آنى كمان وخدوا بصمات ناس كتير من عيلتنا وعيلة الهواري
قالت أمه بحرقه 
أشوف فيه يوم اللى عيمل اكده ولبسها للراجل الغلبان ده ده راجل حجانى ويعرف ربنا يترمى فى التخشيبة اكده حسبي الله ونعم الوكيل
قامت صباح مسرعة وتوجهت الى غرفتها وهى تشعر بالخۏف والحيرة
دخلت ناهد مكتب مراد وجلست أمامه قائله بجدية 
مراد عايزين نتكلم شوية
أمال على المكتب ونظر اليها بإمعان قائلا 
خير يا ماما
صمتت ناهد قليلا وأخذت تنقر على المكتب بأصابعها بعصبيه ثم نظرت اليه قائله 
أنا عرفت انت اتجوزت مريم ليه يا مراد
رجع مراد بظهره الى الخلف وقال ببرود 
ليه 
هتفت ناهد بتوتر 
عشان موضوعها هى و جمال والمشكلة اللى كانت هتحصل بين العيلتين
بدا عليه التفكير ثم نظر اليها قائلا بثقه 
كل اللى سمعتيه ده مش مظبوط
قالت ناهد بإستغراب 
ازاى يعني
قال مراد بحزم 
يعني الكلام اللى اتقال على مريم مش مظبوط دى لعبة من جمال
هتفت ناهد بدهشة 
لعبة ازاى يعني وهيستفاد ايه من كدة
قال مراد بضيق 
معرفش بس عمتو قالتلى كدة وللأسف الله يرحمها ماټت قبل ما أعرف منها كل حاجه
فكرت ناهد قليلا ثم قالت 
بس انت وهى مش متجوزين برضاكم مش كدة يا مراد 
قال مراد بهدوء 
أيوة احنا الاتنين اضطرينا نتجوز عشان المشاكل اللى كانت هتحصل
تفرست أمه فيه قائله 
دلوقتى بدأت أفهم
قال مراد بدهشة 
تفهمى ايه 
قالت أمه بضيق 
أفهم ليه انت ومراتك بعيد عن بعض وبتتعامل معاك بحذر أكنك
واحد غريب عنها وانت بتتعامل معاها أكنها واحدة متخصكش
ثم أضافت بعصبية 
وناويين بأه التمثيلية دى تستمر لحد امتى 
زفر مراد بضيق وقال بنفاذ صبر 
ماما مش وقت الكلام ده دلوقتى لو سمحتى نأجل الكلام ده بعدين أنا اللى فيا مكفيني
قالت ناهد وهى تنهض 
ماشى يا مراد براحتك مش عارفه هلاقيها منك ولا من اخواتك
قال مراد يوفقها 
ماما
التفتت ناهد فقال مراد بتعبيرات جامدة 
مريم متعرفش بموضوع رجلى
تجمدت ناهد فى مكانها وهى تنظر اليه فأكمل قائلا بحزم شديد 
ومش عايزها تعرف أبدا
أومأت برأسها بحزن والدموع تتلألأ فى عينيها خرجت وتركت مراد غارقا فى التفكير 
قامت مريم من على الفراش فى حجرة نرمين قائله بصوت ناعس 
أنا هدخل أنام بأه
قالت نرمين
برجاء 
خليكي شوية يا مريم
قالت مريم وهى تفتح عينيها بصعوبة 
بجد خلاص جبت أخرى أول مرة أسهر كدة
ثم أضافت ضاحكة 
يلا تصبحى على خير أشوفك بكرة أحسن شكلى هنام زى الحصان وأنا واقفة
ابتسمت نرمين قائلا 
وانتى من أهل الخير
توجهت مريم الى غرفة مراد رأت الضوء يتسرب من تحت الباب فطرقت الباب الى أن أذن لها بالدخول دخلت مريم وأغلقت الباب خلفها لتجده جالسا مكانها على الأريكة يقرأ أحد الكتب فى يده وقفت مكانها وهى فى حيرة من أمرها رفع رأسه ونظر اليها قائلا 
ازى نرمين دلوقتى 
قالت مريم 
كويسة الحمد لله أحسن كتير
أومأ برأسها ثم عاد ينظر الى كتابه متجاهلا اياها تماما قالت مريم 
على فكرة فى حاجه جت فى بالى النهاردة
رفع عينه اليها يحثها على الكلام فأكملت 
اللى اسمه حامد ده ايه اللى خلاه يعرف انك مسافر الصعيد فى اليوم ده الذات وكمان الملف اللى طلبه من نرمين عرف منين ان الملف ده فى البيت مش فى الشركة
بدا على مراد التفكير ثم نظر اليها قائلا 
تقصدى ايه 
قالت مريم 
أظن والله أعلم فى حد بيساعده وبينقله أخبارك
قال مراد شاردا 
والأغرب من كده ان الملف ده بالذات جبته معايا البيت فى آخر يوم كنت فيه فى الشركة قبل ما أسافر
قالت مريم بحماس 
كده يبقى أكيد فى حد بيساعده
أومأ مراد برأسه وقد بدا عليه أنه اقتنع بكلامها وقال 
بكرة هشوف الموضوع ده
عاد ينظر الى كتابه وكأن شيئا لم يكن قالت بتوتر 
فى حاجه تانية كنت عايزة أتكلم فيها
رفع نظره اليها مرة أخرى فقالت مريم بثبات 
دلوقتى عمتو بهيرة الله يرحمها هى اللى كانت هتحل مشكلتنا دى وأنا كنت منتظرة انها ترجع القاهرة عشان الموضوع ده يتحل أقصد يعني الوضع اللى احنا فيه ده
بدا وجهه خاليا من أى تعبير فأكملت قائله بتوتر 
أنا شايفه ان خلاص كده نخلص من الموضوع ده من غير ما حد من أهالينا فى الصعيد يعرف حاجه وأرجع بكرة على بيتي
ظلت نظرات مراد اليها جامدة احتارت فى تفسير معناها وأخيرا تحدث قائلا 
لا لسه شوية
قالت بحزم 
لا مفيش داعى نستنى أكتر من كدة وطالما أهالينا مش هيعرفوا حاجة يبقى خلاص مفيش مشاكل
قال مراد وهى يعاود النظر الى كتابه 
لا مش دلوقتى لما أتأكد ان مفيش مشاكل هتحصل
قالت بحماس 
مفيش مشاكل هتحصل طالما محدش منهم هيعرف حاجه
قال مراد بحزم وهو ينظر اليها 
قولتلك مش دلوقتى أنا مش هخاطر ان مشكلة تحصل الأفضل نأجل الموضوع ده شوية
تنهدت مريم بضيق تابعها مراد بنظراته المتفحصه قالت مريم پحده 
طيب لو سمحت عايزة أنام
ظهر المرح فى عيني مراد وقال بخبث 
عايزانى أنيمك يعني 
نظرت
اليه بدهشة وقد احمرت وجنتاها خجلا وهتفت قائله 
أقصد الكنبة انت آعد على الكنبة
اختفى المرح من عينيه وقال ببرود وهو ينظر الى كتابه 
نامى على الس رير
نظرت الى الس رير بدهشه ثم عادت تنظر اليه هاتفه پحده 
لأ
قال مراد بإصرار 
قولتلك نامى على السرير
شعرت مريم بالإضطراب والتوتر كيف بإمكانها النوم في فراشه شعرت بالضيق فحملت أحد كتبها ودخلت الى الشرفة تحت أنظار مراد التى تتبعها جلست على المقعد الكبير بالشرفة ورفعت قدميها بجوارها وأسندت رأسها الى ذراع المقعد وهى تقرأ كتابها لا تدرى كم مر عليها من الوقت قبل أن يغلبها النعاس وتغط فى نوم عميق نهض مراد من مكانه وتوجه الى الشرفة ليجد مريم نائمة وهى تحتضن الكتاب المفتوح اقترب منها بحذر وأخذ الكتاب من بين يديها برفق شديد كانت ناهد تهم بغلق نافذة غرفتها
 

تم نسخ الرابط