لهيب الروح بقلم هدير

موقع أيام نيوز


أنا مكنتش عارفة أنا بعمل إيه مش عاوزاك تزعل مني.
رمقها بعدم اهتمام أومأ برأسه أماما وأجابها ببرود وعدم اكتراث للأمر الذي قد نساه تماما
مفيش داعي لده كله يا أروى تتفوهه بضيق
في حاجة يا حبيبي مش كنت مستعجل عشان تلحق تروح الشغل.
أسرعت مقتربة منه دافعة تلك الماكرة إلى الخلف لتلتصق هي به بدلا عنها بغيرة لاحظها جواد عندما رأى تعبيرات وجهها الڼارية ونظراتها الغاضبة فاسرع يحتضنها بحنان يخفي ضحكته بمهارة

اه طبعا يا حبيبتي مستعجل والله بس قولت اشوف أروى كانت عاوزاني في إيه قبل ما أمشي.
كعادته لم يخجل يوما أن يظهر حبها أمامهم مبتسما بسعادة لغيرتها عليه ورد عليه عليها بهدوء
حاضر يا حبيبتي أنا همشي أهو خلي بالك من نفسك.
همهمت مجيبة إياه بخفوت وعينيها معلقة نحو أروى التي تطالعها بنظرات حادة كأنها ستقتلها متوعدة لها بمكر حاولت ألا تعطي وجودها إهتمام وودعت جواد بابتسامة رائعة يعشقها جعلته يبتسم هو الآخر وسار بخطى واسعة متعجلا للذهاب إلى عمله..
كادت تذهب هي الأخرى تعود إلى غرفتها كما كانت لكن استوقفتها تلك التي قبضت فوق ذراعها بقوة غارزة أظافرها بها پحقد مغمغمة پغضب والډماء تغلي داخلها بعدما رأت نظراته اللامعة الرائعة التي رمقها بها
أنتي فاكراه هيفضل يحبك كده كتير بكرة يزهق منك وهتترمي زي الكلبة محدش هيعبرك فوقي لنفسك يابت
تألمت رنيم بسبب قبضتها القوية لها فدفعتها پغضب إلى الخلف لتجعلها تتركها بعدما امتعضت ملامح وجهها وأجابتها بحدة
جواد عمره ما يعمل
كده جواد بيحبني بجد ووقف قدام الكل عشان يتجوزني.
ضحكت ببرود محاولة أن تخفي غيظها وأجابتها پغضب لم تنجح في إخفاءه
عشان كدة هو اللي وقفني وعاوزني فوقي لنفسك يا رنيم ومتحلميش كتير أنتي مجرد فترة وهيزهق وفالآخر يوم ما هيكمل هيكمل مع واحدة زيي جواد مش لحد غيري خليكي عارفة ده كويس.
شحب وجه رنيم وصمتت پصدمة وعقلها يفكر في حديثها فرمقتها أروى الماكرة پشماتة تخفي خلفها ڠضبها من حديثها العالمة بصحته وتمسك جواد بها مهما حدث فهي قد رأت ما فعله مع والده لأجل الزواج بها..
حاولت رنيم أن تنفض حديثها السام من عقلها وألا تفكر فيه محاولة تذكير ذاتها بحبه الذي يزداد كل يوم وتشعر به دوما وسارت هي الأخرى نحو الداخل بخطى متعثرة بطيئة تعجبت جليلة التي رأتها معقدة ما بين جبينها بدهشة لهيئتها الحزينة الشاحبة فأسرعت تستوقفها بهدوء لتطمئن عليها
رنيم استني يا حبيبتي.
توقفت رنيم مسرعة ملتقطة أنفاسها بصعداء لعلها تنجح في إخفاء حزنها وهمهمت بهدوء ترد عليها
أيوة يا طنط حضرتك عاوزة مني حاجة.
ابتسمت بهدوء مربتة فوق ظهرها بحنان شاعرة بحزنها وأجابتها نافية
لأ يا حبيبتي مش عاوزة حاجة كنت بشوف مالك شايفاكي داخلة زعلانة في حاجة حصلت ولا إيه
ترددت كثيرا بين أن تسرد عليها حديث أروى الذي أزعجها أم تصمت كما اعتادت لكنها لم تستطع منع ذاتها فأردفت تخبرها بضيق
مفيش يا طنط بس كنت بكلم بعد استماعها لذلك الحديث الذي يبدي مدى أهميتها لديه وحبه لها الكبير الذي ازداد بمرور الزمن سرعان ما أشرقت بنيتيها بسعادة نادرة الحدوث متخيلة عن مرارة أيامها وحزنها المتواجد في قلبها دوما وتعكسه عينيها دون حديث وحاولت أن تبرر لها موقفها بتوتر
ل... لا والله يا طنط أ... أنا بثق في جواد طبعا بس اتضايقت من كلامها.
احتضنتها جليلة بهدوء وغمغمت بحنان
أكيد طبعا يا حبيبتي ولو عاوزة أي حاجة تعالي قوليلي في أي وقت حتى لو جواد مزعلك هو عشان ظابط فاكرة أن محدش هيعرف يكلمه هو بس لو ضايقك بكلمة تعاليلي وأنا ازعلهولك.
في المساء...
عاد جواد من عمله سريعا متلهفا لرؤيتها بعدما رأى تحول حالها صباحا وعادت ابتسامتها مرة أخرى تزين ثغرها وتمحي الحزن المتواجد عليه.
وجدها جالسة فوق الفراش 
قاعدة
بتفكري فيا صح للدرجادي بتحبيني.
لأول مرة تتخلى عن خجلها الدائم وباغتته بردها العاشق
لو مش هحبك أنت هحب مين يعني أنا قلبي معرفش حاجة اسمها حب غير على إيدك من زمان أوي.
ابتسم بشغف وطالعها بعدم تصديق ثم شدد من أحتضانه عليها وتابع مرحه معها
أيوة بقى ده إحنا اتطورنا خالص تتحسدي النهاردة الصبح الاقيكي غيرانة عليا ومولعة ودلوقتي بتقولي كلام جامد يستاهل مكافأة حلوة.
سرعان ما اعتدلت أمامه في جلستها وغمغمت بضيق بعدما تذكرت ڠضبها منه لما حدث صباحا
أيوة صح الصبح كويس إنك فاكر واقف مع أروى وبتضحك من قلبك كدة ليه وهي بتضحك بصوت عالي.
ازداد ابتسامته اتساعا مستمتعا بغيرتها عليه عالما بنيران الغيرة التي حړقت قلبه سنوات عديدة
لا ده حصل تطور خالص محتاجين نشوفه ونشوف الغيرة دي.
تطلعت بعينيها بعيدا هاربة من نظراته المصوبة نحوها شاعرة بالخجل وغمغمت بتوتر
ل.. لأ طبعا أنت بتقول ايه أنا مش بغير أنا بس بتكلم معاك.
أمسك وجهها بهدوء ليجعلها تتطلع نحوه وعاد عليها سؤاله مرة أخرى باصرار
لا بلاش كدب دة أنا ظابط بعرف أكشف الكدب خدي بالك فقولي الصراحة عشان معاقبكيش بتغيري عليا
رمقته بتوتر لحديثه عن الكذب خوفا من أن يقصد شيء آخر لكذبها عليه في الفترة الماضية
التقطت أنفاسها بتوتر وظلت صامتة شاعرة بعدم الإرتياح والقلق فرمقها بتعجب قاطب جبينه وسألها بمرح
ايه مالك بتحاولي تهربي من الإجابة ولا إيه
أدعت عدم الفهم وتسائلت بقلة فطنة مصطنعة
سؤال ايه دة اللي ههرب منه أنت مقولتش حاجة بعدين أنا أصلا مش بكلمك وزعلانة منك.
ضحك صاخبا عالما أنها تحاول مخادعته وعدم البوح بمشاعرها لكنه اصر وعاد سؤاله مرة أخرى
بتغيري عليا الأول وبعدين نبقى نشوف حوار الزعل دة.
لم تستطع الكذب تلك المرة وتخبئة مشاعرها فاعترفت له بغيرة شديدة متحررة من خجلها الدائم
أيوة طبعا يعني لو مكنتش هغير عليك هغير على مين ما أنت جوزي حبيبي لما الاقيك واقف مع واحدة وبتضحك من قلبك كده مش عاوزني اغير.
ابتسم بسعادة لحديثها الذي يرضيه بضراوة هو عاش طوال حياته منتظر استماع ذلك الحديث منها هي بالتحديد مرر يده بين خصلات شعرها البنية الناعمة وعينيه تطالعها بشغف عينيها البنية المتناسبة مع ملامحها الهادئة العاشق لها فأجابها بنبرة عاشقة شغوفة
أيوة جوزك حبيبك اللي بيعشقك وعمره ما بيضحك غير معاكي.
دفعته بعيد عنها بملامح وجه متذمرة غير راضية
آه عشان كده واقف تضحك الصبح بتقولك ايه يضحكك جامد كده مش بتضحك دلوقتي ليه يعني.
ضحك على طريقتها وشدد من احتضانها
أنا مبعرفش اضحك غير معاكي أنتي.
ابتسمت بسعادة بنظراته 
اعتلت صوت ضحكاتها بصخب وأجابته بدلال زائد 
آه بس التقصير بسببي أنا مش أنت عشان كده مش هتكلم المرة دي.
أنا واقعة من زمان فعلا من أول ما شوفتك وأنت موقعني من قبل ما تحبني أصلا.
ضحك موبخا ذاته بمرح
لا ده أنا غلطان جامد مليش حق هعاقب نفسي.
اعتلت ضحكاتهم معا بعشق وكل منهما نسى كل شئ حولهما يجعلها بمهارة وعشق تنسي جميع ماكان يزعجها ويجعلها تحزن دلفت معه إلى عالمه الخاص الملئ بالعشق والحب المتواجد بصدق داخل قلوبهما..
في الصباح..
احتلت الصدمة والحزن ملامح وجه رنيم عندما رأت رقم محسن الجديد ينير شاشة هاتفها ارتعشت پخوف شاعرة بدقات قلبها تتسارع بړعب سيطر عليها لا تعلم ماذا ستفعل معه!
علمت أن تجاهلها له لن يعود عليها سوى بالضرر فأسرعت تجيبه بيد مرتعشة وملامح وجه شاحب من فرط الخۏف المتواجد داخلها تمتمت بنبرة متلعثمة مهزوزة
ا... الو أيوة يا محسن.
أجابها بوقاحة وحديثه يملأه السخرية
ا...أنا قولتلك لأ خلاص متعملش كده مش أنا قولتلك لا بعدين أنت كنت عاوز تخليني أنا اللي عملتها.
أجابها بسخرية ونبرة لعوبة ليجعلها تخاف وتنفذ ما يريده سريعا
وأنتي معملتيهاش يعني! خلي بالك أني اقدر ارجعك تاني وتاخدي فيها إعدام بجد.
حاولت السيطرة على ذاتها لتمنعها بصعوبة بالغة من الإنهيار حاولت أن تلتقط أنفاسها متمتمة بتوتر
ا...أنا قولتلك خ...خلاص والله قولتلك بلاش تعملها ليه عملت كده..
صاح بها بحدة مشددة أخرستها
بقولك ايه أنا الكلام ده كله ميهمنيش الفلوس تبقى عندي ولا اوريهم الدليل اللي عندي وارجعك تاني مكان ما خرجتي بس المرة دي محدش هيعرف يطلعك منها.
أسرعت تتحدث پخوف بعدما انكمشت على ذاتها وتراجعت مسرعة بړعب
ل... لأ لأ هديك والله شوف أنت عاوز كم وهجمعهملك صدقني.
التمعت عينيه بطمع وأجابها ببرود وتسلية لحالتها الخائڤة منه
أنتي عارفة عاوز كم واتفقنا عليه من قبل ما انفذ فلوسي تبقى عندي يا رنيم عشان أنا زعلي وحش وبزعل بسرعة.
انتفضت متلعثمة بتوتر وبعدما انقبض قلبها داخل صدرها وهوى خوفا من تنفيذ تهديده
ل... لا خلاص هتلاقي الفلوس عندك بس متعملش حاجة هجيبهالك كلها.
أغلق الهاتف دون أن يرد عليها لكنه تركها تجلس تفكر بقلب مقبوض ووجه شاحب تفكر
فيما ستفعله
لتجمع إليه المال الذي طلبه كيف ستحصل على ذلك المبلغ في تلك المدة القصيرة أغمضت عينيها بضعف داعية ربها أن يقف معها لاعنة ذاتها عن تلك الفكرة التي تدمر حياتها الآن..
ظلت تفكر في طريقة لتحصل من خلالها على ما تريده مقررة أن تنفذ أي شيء حتى تتخلص منه تود أن
تعيش حياتها دون خوف تعيش معه تنعم من عشقه الذي يغمرها به دوما.
لكن هناك غصة قوية في قلبها تذكرها أن هناك من ماټ لأجلها بالرغم من كل مافعله بها لكنها لم تود أن يحدث ذلك وتكن هي المتسببة في مۏته هي طلبت منه أن يتراجع لكنه نفذ خطته لأجل تحقيق مطامعه وفي النهاية يخبرها أنه فعل ذلك بسبب فكرتها..
كانت تبكي بضعف وكل تفكيرها تركز في شيء واحد كيف ستحضر المال الذي يطلبه منها مقررة الحصول عليه بأي طريقة لتنهي ما يحدث لها وتتخلص من ذلك الخۏف المسيطر عليها..
في المساء
كانت جليلة تبحث عن قلادتها التي أحضرها فاروق له من قريب لكن جميع بحثها كان دون جدوى نزلت أسفل بهدوء وبدأت تسأل الخادمات عنها
في حد شاف عقد فوق كان في أوضتي.
كانت إجابتهم جميعهم بعدم معرفتهم عنه شيء تطلع فاروق ونحوها وسألها بجدية
يعني إيه يا جليلة راح فين ده أنا لسة جايبهولك.
أجابته بهدوء محاولة تهدئته لتنهي الأمر
معرفش يا فاروق هدور عليه ممكن أكون مش فاكرة أنا مكانه هشوفه.
قبل أن تصعد نحو غرفتها أسرعت أروى تتحدث ببرود
يا طنط جليلة استني من شوية لقيت رنيم بتخرج من أوضتك وهي خاېفة وعمالة تتلفت حواليها مش أنتي شوفتيها يا سما كمان.
شعرت سما بالتوتر بعدما فهمت معنى حديث أروى فأجابتها بتوتر متلعثمة
مش فاكرة يا أروى مخدتش بالي مش فاكرة
صاح بها والدها بحدة مشددة وعينيه مثبتة عليها پغضب
هو إيه اللي مش فاكرة ده قولي الحقيقة يا سما شوفتيها البت دي خارجة من أوضة أمك ولا لأ.
أجابته بتوتر وخوف بعدما رأت غضبه
ا... اه هي كانت خارجة من عند ماما وماما تحت بس
مشوفتش حاجة تاني
 

تم نسخ الرابط