رواية إبن البندر مكتملة بقلم المبدعة نانسي اشرف
المحتويات
سخرية
اوعى تكون فهمت حاجة تانية
و ابتسم وهو يترك المكان رفع سليمان الهاتف
خلف الغي
الغي ايه يا بيه دا باقي ساعة !
قولتلك الغي يا بني ادم بنتي في اديه
ونظر نحوه من خلال زجاج الشرفة
شكله عرف
ظل يراقبه وهو يبتعد قبل ان يتمتم
المرادي مش زي كل مرة الواد مش زي أبوه
قاسم بيه
رفع عيناه نحوها و ابتسم في زهول
مخبية وشك ليه يا زينب
عشان محدش من الدوار يعرفني
نظر حوله للحظات
هو في حد في الدوار غيرنا اصلا!!!
ازاي يعني البيت كله خدم و شغالين في الدور التحتاني
فلتت منه ضحكة
طب وانتي ايه الي جابك الفوقاني
انا هو يعني
ايه يا زينب في ايه
تعالي
امسكت بكفه و سار خلفها باستسلام احضرته للحديقة الخلفية و رفعت الشال عن وجهها فابتسم مرحبا بملامحها
انا يعني من غير قصد سمعت سليمان بيه وهو بيكلم معاك في في
اكلمي يا زينب
هو انت صحيح خطفت الست نهلة
اه
اه
اه
اششششش وطي صوتك
اقترب منها خطوة
اسمعي انا مش المفروض احكي لحد بس هحكيلك
امسك كفها واجلسها جواره على ارضية الحديقة
نهلة مع عمر في البيت
هيييه لوحدهم !
اه ربنا يستر
ايه !!
قصدي مټخافيش عمر اخويا و انا الي مربية ودي المصېبة
ايه !!!
كويسة نهلة كويسة بس انا لو مكنتش عملت كدا كان هيقتلني
اسمعي يا زينب الي جوا دا انا شاكك انه قتل اخوه الي هو ابويا اكيد مش هيبقى صعب عليه انه ېقتل ابن اخوه
ايوه و الست نهلة ايه ډخلها بردو
نهلة مجرد مسكن بس انا لو مكنتش عملت كدا كان زماني مېت من ساعة
تنهدت في قلق
مقولتليش بقا انتي مالك مهتمة بالحوار كدا ليه
رفعت عيناها نحوه في صمت بينما هو ابتسم وهو يقترب
ايه الكلام الي ملوش طعم ديه !
ابتسم بينما هي وقفت لتبتعد عنه في توتر
مش صح طبعا
وقف خلفها وهو لايزال يحتفظ بابتسامته الماكرة
يعني مكنش هيفرق معاكي لو مت مثلا
واقترب خطوة
مكنتيش هتزعلي لو قتلوني
التفتت في سرعة
بعد الشړ عنك انشالله هم
اتسعت ابتسامته بينما احمر وجهها وهي تبتعد الخطوة التي اقتربها هو منذ لحظة
انتي شغلك في الجنينة يا زينب ايه الي هيدخلك الدوار
واقترب الخطوة التي ابتعدتها
الا انا واخباري الي انتي مهتمة تعرفيها
انا مش هتمة اعرف حاجة انا كنت عايزة اعرف الست نهلة فين و
الست نهلة بخير وانا عارفها
ذهبت ابتسامته الواسعة وهو يتأمل عيناها بعمق
عقبال ما اعرفك يا زينب
توترت اخذت انفتسها بصعوبة و ابتعدت عن نطاقه في قلق واضح بينما هو اتسعت ابتسامته لتكشف عن نغزته اليتيمة والجذابة
وعلى بعد امتار قليلة كان يقف خلف الستار يراقب المشهد و على ثغره طيف ابتسامة كشفت عن أسنانه الصفراء و كأنه يرى ضوء وسط عتمته ضوء يتحرك بخطوات متوترة ضوء اسمه زينب
عمر !
انت لسه عايش ! الحمدلله
نهلة كويسة
ايوه
كلت
كلت دي مخلصة على الاكل الي في التلاجة كله هتخلص اللب الي في اديها وتحلي بيا
ظرفك دا غريب جدا
بقولك ايه متيجي و تجبلنا بيتزا معاك
يبني انت جاي تحقق احلامك ! خلي بالك مالبت و متخليهاش تحس بحاجة
حاضر يا عم حاضر قاسم بقولك
لأ
هي حلوة كدا ليه !
هي مين !
رفع ستار الشرفة وهو يتأمل عيناها المتعلقة بالتلفاز
نهلة
هي في اوضة و انت في اوضة و الا ورحمة أبويا هاجي أ
خلاص يا عم متخافش دا سؤال بريئ
طيب انا هقفل دلوقت وانام وانت خلي بالك منها هرن عليكوا بكرا اطمن عليها
يا عم تمام
اغلق الهاتف وهو يحاظث نفسه
دول مكنوش شوية اشاعات مغرضة الي طلعت عليا دي !
تقدم و اغلق الشرفة و الټفت وكاد ان يتكلم قبل ان تلجمه كلماتها وعيناها لا تزال معلقة بالتلفاز
دا قاسم
نظر نحوها في زهول بينما هي رفعت عيناها نحوه و على ثغرها ابتسامة ماكرة
يتبع
البندر 4
تقدمت نحوه وهي تبتسم بثبات
المرة الجاية ابقى وطي صوتك وانت بتكلم في الفون او على الاقل غير اسمه !
هو الي قالي اعمل كدا
وابتسمت في تفهم
اظن كدا من حقي اعرف ايه سبب وجودي هنا
بقولك ايه يا عمر انت وانا عارفين ان العملية دي مش الأساس منها فدية و بتاع تؤ انا عارفة ان في سبب تاني فقلهولي عشان ننهي الجو دا
تنهد بقلة حيلة
أبوكي عايز يخلص على قاسم
نظرت نحوه في زهول
زور امضة أبو قاسم و مضى على ورقة التنازل بكل املاكه ليه وقاسم بيحاول يرجع حقه
انت كداب
وقفت تنظر نحوه وهو جالس امامها صامتا
انت كداب انا ابويا مش قاټل ابويا مش حرامي
وقف بدوره مد كفه محاولا تهدئتها
اهدى يا نهلة انا هفهمك
ابعدت كفه بغلظة
اخرس انت كداب
نهلة !
وابتعدت عنه دخلت غرفتها و اغلقت الباب خلفها استندت اليه وظلت تبكي بصوت سمعه وهو مكانه اقترب من باب غرفتها ومال برأسه مستندا
نهلة انا عارف انها صعبة حاسس بيكي و فاهمك انا عارف انك مش هتتجاوزي الي انتي فيه دا بالساهل بس بس انتي قولتي انك عاوزة الحقيقة
لم يسمع سوى انينها جلس بدوره مستندا الي الباب
أنا عارف يعني ايه أبوكي ميطلعش السوبر هيرو الي انتي فضلتي طول عمرك رسماه في خيالك عارف يعني ايه تحسي أنك فقدتي كل أحلامك اما شوفتي صورته الحقيقية
اغمض عيناه و تنهد
من أربع سنين كنت في مكانك عياطي كان أعلى من عياطك صړيخي كان جايب أخر المحكمة و الناس حواليا بتحاول تهدي فيا وأنا راجل ملوي هدومي و بعيط زي العيال
فتح عيناه متأملا الفراغ معيدا شريط الأحداث
من سبع سنين حصلت لشركتنا ناكسة ناكسة خلتنا نبيع الي ورانا و الي قدامنا حتى الفيلا الي كنا عايشين فيها كانت هتتباع لولا سبحان الله ظهرلنا من العدم طريق طريق خلى والدي يدخل في سكك غير مشروعة واتحكم عليه بالسجن
ابتسم في سخرية
انا عارف اني قولتلك اني شغال مع بابا في شركته كنت بحاول أعجبك بس شكلنا في مركب واحدة يا نهلة شكلنا نشبه بعض حتي في الۏجع
ابتلع ريقه
انا شغال مع قاسم في شركته الي لسه بادئ فيها
وابتسم في سخرية
متخيلة ابن أكبر راجل أعمال في البلد بيشتغل بالأجر في شركة لسه بادئة من كام سنة !
نظر نحو الباب و تخيل انه ينظر لعيناها
الفكرة مش في الواقع الفكرة في الصورة المثالية الي رسمنا بيها احلامنا احنا الي علينا سقف الخيال لحد ما الواقع قدر يكسرنا الكسرة التمام احنا الي بروزنا ناس والبرواز طلع مش لايق عليهم !
ساد الصمت على الطرفين ابتلع ريقه وتنهدت هي قبل ان يسمع صوت الباب يفتح بهدوء
وقف يستقبلها
كانت مشعثة و عيناها داميتان
قاسم فين
هناك في المنصورة
عاوزة اكلمه
ايوه بس
دلوقتي
قولي يا قاسم يا حبيبي لو حد عزيز عليك اتاخد غدر هتزعل من الي اعملها
هشرب من دمه
بس دمي تقيل عليك
نظر له بعدم فهم بينما هو رجع بظهره للخلف
أنا شايفك حابب الجنينة اليومين دول حقك طبعا ما هي حلوة
ونظر خلفه انتبه له فالټفت قاسم بهدوء
وجدها مكممة بواسطة خلف ذلك الرجل الضخم ذو الهيئة المخيفة
نظر نخوها في ذعر و احمرت عيناه في ڠضب
فكها حالا
والا
والا ه
انت مش ملاحظ الكورة دلوقت في ملعب مين يا قاسم
ووقف متقدما نحوه
انا الي في اديا كل حاجة دلوقت مش انت
فكها زينب ملهاش دعوة بحاجة
ايه النبرة دي
اقترب بخطواته باتجاه زينب
انت بتحبها ولا ايه
صمت ونظر نحوها ورجع ينظر في عينا سليمان بكراهية بالغة
فكها وانا هعملك الي انت عايزه
بنتي ترجعلي
هرجعهالك
و العمودية تتنازل عنها
هتنازل
و الفلوس و الاراضي
بتاعتك
ابتسم في ثقة وامسكها من يدها تنفست بصعوبة و اقترب بها باتجاه قاسم الذي حاول ان يأخذها و لكنه منعه
التسجيل
تسجيل ايه
ايه يا قاسم دا انت حتى بقول عليك نبيه التسجيل الي انت سجلته ليا هنا في المكتب !
لمعت عينا قاسم بشرر واضح
وانا اضمن منين دلوقت انك تطلعنا انا و زينب عايشين
من غير ضمانات و بعدين انت ملكش عيش في البلد هنا بعد كدا
ساد الصمت لحظة
انت وهي هتطلعوا برا البلد
عايشين
بسألك يا عمي هنطلع برا البلد عايشين
عايشين
اومأ برأسه واخرج التسجيل و اعطاه اياه
واضمن منين انك مش مسجل غيره
ورحمة أبويا
تستمر القصة أدناه
ونظر بعمق اتجاه عيناه وكانه يذكره بأخيه
دا التسجيل الوحيد
ومالت عيناه نحو زينب القاها باتجاهه فارتطمت في صدره
ملس على راسها بهدوء
وسعولهم المكان خليهم يغوروا
امسكها من كفها وخرجا معا في خطوات مترنحة
مبيردش
يعني ايه مبيردش
مبيردش والله دا كنسل !
كنسل !!! حاول ترن عليه تاني
بي
كانت طرقات وهنه على الباب هي ما جعلتهما ينتبهان
ابعدها خلف ظهره وتقدم وفتح الباب
قاسم
نظرت نهلة من خلف ظهر عمر للزائر الثاني و نطقت في زهول
زينب !!!!
نظر عمر باتجاه نهلة ورفعت هي عيناها في عدم فهم
انت كنت عارف انه هيجي
لأ
والټفت نحو قاسم
مين دي يا قاسم
ابعدهما عن طريقه وشد زينب خلفه
مش هنكلم قدام الباب احنا
اغلقت نهلة الباب وسارت خلف عمر
جلس على الأريكة جوار قاسم وهو ينظر نحو زينب بعدم استيعاب
قاسم !
احب اعرفكوا زينب مراتي
جحظت عينا نهلة في زهول جلي بينما فرهت شفاه عمر بدهشة
مراتك من انهو اتجاه
من كله
جلست نهلة جوار زينب
ازاي وامتى
انهردا من ساعة ازاي دي بقا أبوكي يبقى يفهمك كل حاجة
نظرت باتجاه عمر للحظة
بابا
تجاهلها ونظر باتجاه عمر
نهلة لازم ترجع وبكرا
وقف وامسك بيد زينب وجرها خلفه
وقف عمر بدوره وامسكه من معصمه
تعالى هنا فهمني اتجوزت امتا وايه الي حصل و نهلة
متابعة القراءة