سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
بلهفة وقلق تنظر إلى الخلف لترى شقيقتها تفعل المثل ولم يكن أمامهم سواه كان يقف على بعد منهم يلهث پعنف وكأنه كان يركض ليلحق بهم ټغرق الډماء ملابسه ولكنه يقف شامخ
تقدمت للأمام تتخطى ابنتها وشقيقتها وهي تنظر إليه بلهفة واشتياق وكأن روحها التي سلبت منها بالقوة تعود إليها من جديد
شدد بيده حولها يضع يده خلف رأسها بين خصلات شعرها يحركها عليها والأخرى تحيطها على الرغم من أنها مصاپة بفعل تلك الطلقة التي خرجت من سلاح طاهر إلا أنه لا يشعر پألم بل يشعر بلذة قربها منه وروعة استنشاق رائحتها..
ينعم بهذه اللحظة التي لم تمر عليه سابقا وهو يرى اللهفة ظاهرة في عينيها بوضوح والاشتياق تلقي باسهمه عليه وهي تركض نحوه تتلهف للاقتراب منه وإشباع قلبها من نعيم وجوده جوارها وذلك الأمان الذي فقدته عندما سلمها السلاح بيدها قائلا لها أن تعتمد على ذاتها.. إلى هذه الدرجة كان وجوده يشعرها بالدفء والأمان كان هو حاميها وسارقها!..
عادت للخلف تنظر إليه بابتسامة واسعة ومازالت الدموع ټغرق وجهها تسأله بنبرة خاڤتة
أنت كويس!
أومأ برأسه لها وهو يبادلها الابتسامة واضعا يده على ذراعها قائلا بحب
كويس.. يا حبيبتي
لا تدري أي شعور يجتاحها بعدما استمعت إلى تلك النبرة الحانية مع نظرة عينيه الغرامية عليها استمعت إلى صوت شقيقتها التي تقدمت منهم تسأله بتوتر وقلق
ابتسم إليها هي الأخرى محاولا أن يجعلها تطمئن قائلا بصوت هادئ
موجود في القصر
هبط إلى الأسفل ينحني إلى الأمام يقبل وجنة الصغيرة بعدما أقتربت منه بحب فلم يستطع حملها بسبب ضيق المكان ابتسمت قائلة برقة وصوت هادئ
أنا مبسوطة أنك رجعت تاخدنا مكنتش عايزة أمشي
مش هسيبك تمشي
أشار إلى زينة بالعودة وأخذهم وعاد من جديد إلى نفس الغرفة الذي خرجوا منها ليجد عاصم يهبط الدرج متقدما منهم بعدما أعتقد أنهم رحلوا ولم يلحق بهم جبل..
وقف على الدرج ثابتا ينظر إلى حبيبة قلبه سکينة أعماق فؤاده التي غابت عنه لكثير من الوقت ولم يراها عن قرب إلا الآن عينيها يشوبها الحزن ونظرتها نحوه باهتة مرهقة.. ملامحها مټألمة خجلة ولكنها متلهفة عليه تنظر إليه بتعمق ثم ابتسمت بهدوء ورفق عندما أدركت أنه بخير ولم يصيبه شيء..
عاصم.. أرجع يلا
أبتعد بنظره إليه غائبا عن الواقع يومأ برأسه إليه ثم عاد إلى الأعلى ليقف يستقبل وعد بعدما ساعدها جبل في الصعود على الدرج ثم خلفها إسراء أمسك بيدها بين كفيه يساعدها للخروج بينما تلك اللمسات الخفيفة منهما تكن كلمسات النيران أو صواعق الكهرباء تسبب ارتجافه للقلب لا مثيل لها..
روح أنت يا عاصم
ذهب وتركهم كما أمره جبل ليخرج يتابع ما يحدث في الخارج يصلحون ما أفسده ذلك الحيوان ورجاله..
باغتته زينة بسؤال جاد وهي تنظر إليه بعمق قلقة أن يحدث ذلك مرة أخرى
إحنا دلوقتي في أمان
أومأ إليها برأسه دون إجابة فسألته مرة أخرى باستغراب عن عائلته
فين طنط وجيدة وفرح.. وفين تمارا
عقب بجدية ناظرا إليها بود
متقلقيش كلهم بخير وفي اوضهم
نظرت في محيطها ولم يكن إلا الدرج والحائط فعادت ببصرها إليه لتسأله
هو ايه اللي حصل
إلى هذه الدرجة فضولها يأخذها خلفه حيث ما يريد! تنهد بصوت مرتفع وقال بجدية
هحكيلك بعدين.. أنتي متعبتيش
أومأت إليه برأسها إليه فسار مشيرا إليها أن يذهبوا ففعلت صعد الدرج يذهب إلى غرفتهم وذهبت هي مع شقيقتها وابنتها إلى غرفتهم لتطمئن عليهم أولا ثم تتركهم هبطت مرة أخرى إلى المطبخ لتأخذ بعض الشطائر إليهم فهم منذ الأمس لم يأكلوا شيئا..
تركتهم بعد الاطمئنان عليهم ثم ذهبت إلى غرفتها وجدته يخرج من المرحاض مرتدي بطال فقط يشجفف خصلات شعره بمنشفة فاردا ذراعه الأيسر وهو نفس الذراع الذي كان مصاپ به سابقا ولكن هذه المرة كانت الإصابة في ذراعه من الأسفل..
عندما دفع عاصم وأخذ مكانه تحرك كثيرا فخابت رصاصة طاهر وأتت فوق معصم يده
متابعة القراءة