قصه مشوقه
المحتويات
قلبي لحسابه
لا تنكر أن كلماته أثرت بها كثيرا ولكنها لم ترد الإستسلام أمامه لذا قالت بتهكم
لما تبقى تعرف ابقي قولي
اجابها بنفاذ صبر
فرح !!
عن أذنك
هرولت للأعلى لا تعلم لما
تجاهله سالم و ناظر سليم بحدة تجلت في نبرته حين قال
من بكرة هتنزل القاهرة في شغل كتير متعطل لحد ما اخلص من موضوع الانتخابات دا
تمام طمني عملت ايه مع الراجل المچنون دا
سالم بفظاظة
هييجي هو و عيلته يعيشوا هنا في المزرعة
أنهى كلماته ثم توجهت أنظاره الي مروان وهو يقول بأمر
تشوفله شغل كويس و سكن يكون جنب شغله
برقت عينا كلا من مروان وسليم الذي قال پصدمة
سالم انت عايز تجيب الراجل اللي كان عايز ېموت ابن عمك يعيش هنا هو و عيلته
أيوا أصله معرفش ينشن المرة اللي فاتت صح و جابها في كتفي نديله فرصه المرة الجايه يمكن تظبط
معاه و يجبها في قلبي
تجاهل سالم سخريته وقال بغموض
الراجل دا ضحېة و اللي ظلمه لازم يتعاقب
مروان بسخط
اللي تشوفه اومال طارق فين
سالم باختصار
في مشوار و عالأغلب مش هيرجع في خلال يومين
مشوار ايه
سالم بنفاذ صبر
سيبك من طارق و خلينا في المهم
سليم بسخط
وهو ايه المهم
سالم باختصار
عمتك عايزة حقها و اربع اضعاف تمن الأرض
بتاعتها
خرجات صيحات الاستنكار من كلا من سليم و مروان الي قال
انا قولت الولية دي اتهطلت محدش صدقني يا جدعان خطبوها ولا جوزوها ولا شوفولها اي حاجه تتلهي فيها عننا دي حالفة لا تشل العيلة كلها
اول مره تقول حاجه صح في حياتك
قاطع حديثهم طرق الخادمة على باب الغرفة تعلن عن وقت الطعام فتحدث سالم آمرا
طلعي العشاء بتاعي علي اوضتي و انتوا يالا روحوا اتعشوا
انصرف الجميع فتوجه إلى الأعلى بخط تحمل اللهفة فقد مرت ساعتان منذ أن تركته و صعدت للأعلى و قد قرر إنهاء ذلك الخصام اللعېن و مراضاتها فقد انشغل عنها كثيرا و من المؤكد أن كل ما تمر به جراء شوقها إليه فهو مثلها يرغب في تحطيم كل تلك الأشياء التي تبعده عنها
دهشة عارمة تملكته حين سمع كلمات الأغنية فقد شعر في تلك اللحظة بأن تلك المرأة تنوي إصابته بجلطة دماغية
هي حصلت يا فرح مشغلالي فايزة أحمد
تابع الطرق بصورة أقوى على الباب وهو يزمجر غاضبا
افتحي الباب يا فرح بلاش شغل عيال
شهقت مغتاظه منه وتمتمت بحنق
شغل عيال ! انا بعمل شغل عيال و
استجمعت شجاعتها قائلة بوقاحة
اخرج بره
تجاوزت حدود المسموح بالنسبة إليه
انهى كلماته و اغلق الباب خلفه و الټفت يناظرها فقالت بخفوت
الموضوع مش مستاهل كل دا ممكن شويه برد و يروحوا لحالهم
اجابها بفظاظة
مش مهم بالنسبالك لكن مهم بالنسبالي
تمتمت بخفوت
ماهو واضع
فرح انا ماسك نفسي عنك بالعافيه
هكذا تحدث بحنق
طب شاركني عرفني في ايه انا معرفش حاجه ومش لاقياك و حاسه اني مش طايقه نفسي ولا طايقه حد
رق قلبه لحالها فاقترب يحتويها بين جنبات صدره قائلا بحنو
عندك حق بس صدقيني انا معنديش وقت اتنفس
صاحت معترضة
ماليش دعوة عايزة وقت
ليا لوحدي
من ذا الذي يجد كل هذا الحب بعيون تشبه خاصتها ولا يذوب!
كل دا عشان وحشتك
اومأت برأسها دون حديث فزين جبهتها بورود اعتذار لم يتجاوز حدود شفتاه فحاوطته بأنامله صنعت من حب وقالت بخفوت
انا حاسه انك شايل حمل كبير اوي يا سالم شاركني ارجوك مش انا مراتك حبيبتك
أنت روحي يا فرح
اخترقت كلماته اعماق قلبها و دكت جميع حصونها فوجدت نفسها تحوي وجهه بين يديها وهي تقول بخفوت
طب ايه بقى
امتدت يديه وقال بجفاء و نبرة تقطر حزنا
مروان بيتجسس علينا لحساب ناجي !
حين يسكن اليأس في قلوبنا فأنه ينهيها ببطء يتغذى على دماء الروح التي انشطر عنها أحد شقيها فتناثرت دمائها قهرا لا يحكى ولا يشكى فقط يبكي !
لا يعلم الى اين عليه الذهاب فقد تقصي عنه في كل أرجاء البلد عله يجد طرف خيط في يوصله لها ولكن دون جدوى
حتي أنه كان يسأل الناس من حوله كما لو أنها طفلة صغيرة تاهت عن والدها يشعر و كأن القدر يعاقبه علي ظلمه لها و تجبره عليها ولكن عقله اللعېن كان جاهلا بتلك المشاعر العميقة التي جرفته نحوها و حين فطن إلى مدى تعلقه بها اختطفها منه بمنتهى القسۏة ليتركه بين براثن العڈاب الذي ينهش بصدره حتى كاد أن يدميه
أخذ يمشي و يمشي دون أن يستطيع الاستقرار علي وجهه آمنه تحتضن خوفه أو يد حانية تربت على جزع قلبه
فجأة وجد نفسه بالمقاپر تحديدا أمام قبر والدته التي غادرته هي و والده وهو طفل صغير لم يكد يتجاوز الثالثة من عمره طفل صغير بائس يشعر بالشفقه عليه كل من حوله لن يدركوا مقدار احتياجه للحنان و الاحتواء أن يمرر أحدهم يده فوق خصلاته ويخبره بأن كل شئ سيكون بخير لم يعرف
معني الدفء يوما فقد رباه جده الذي بذلك الوقت كان مثال للقوة و الجبروت فأخذ يبثه طباعه الحادة و قسوته اللا متناهيه ظانا منه أن هذا يجعله رجلا ولكن حتي أعتي الرجال يحتاج ولو لمرة واحدة في هذه الحياة أن يلقي برأسه علي صدر أحد يخبره بأن كل شئ سيكون علي ما يرام
جوليلي اعمل ايه يا امه جلبي واچعني جوي حاسس بروحي بتروح و اني عاچز
تدفقت العبرات من مقلتيه تحفر وديان الألم فوق خديه و قد خلع عباءة الكبرياء جانبا و أطلق العنان لضعفه أن يظهر على السطح فلم يعد في الروح متسع و لم يعد الجسد يتحمل أكثر من هذا فالألم فاق حدود المعقول
نفسي اصړخ واجول أه بس عارف ان محدش هيسمعني چيتلك يمكن تسمعيني أنت جوليلي ياما اعمل ايه عشان ارچعها تاني
تعالت شهقاته التي تتنافى مع هيبته و ضخامة جسده الذي سقط علي الارض لا حول له ولا قوة وتابع بنبرة منكسرة
اني عارف اني كنت جاسي عليها جوي بس اني اتربيت عالجسوة معرفش غيرها لو دا عقاپ من ربنا اني راضي اتحرم منيها بس ترچع سالمه جلبي بيحترج كل ما اتخيل أن حد ممكن
يأذيها
خرجت منه أهه مشټعلة قبل أن يتابع پقهر
هتچنن ياما عجلي هيشت مني جلبت البلد حته حته ملهاش أي أثر نفسي اعرف مين اللي خطڤها مين اللي مد يده و نزع جلبي من بين ضلوعي وخباه مني
تعالت أصوات بكاءه وهو ينظر للسماء قائلا بتضرع
أروح لمين بس يارب يارب ماليش غيرك دلني عالصح
مرت الساعات مؤلمھ و كان عقاربها تلدغه فصار يبكي دما حتي هدأت ثورته قليلا و فجأة طرأت علي باله فكرة لا يعرف كيف غابت عن عقله و شرع علي الفور بتنفيذها فقاد سيارته پجنون يتسابق مع الزمن فكل دقيقة تمر بها وهي بعيده عنه لا يعرف مكانها أو مع من تزيد من جنونه أكثر
أخيرا وصل الي وجهته فصف سيارته أمام ذلك المنزل الكبير و هرول إلي الباب يدقه پعنف ففتح له الغفير ليتجاوزه الي
الداخل وهو يصيح
صفوت بيه يا صفوت بيه
في ايه يا أخينا انت البيه مش موجود
سب عمار في سره وهو يقول الغفير بحنق
و هياچي مېتا
معرفش
طب اني هستناه
ادخله الغفير الي المنزل و أجلسه بغرفة الاستقبال فقام بإخراج سلسالها الجميل الذكرى الوحيدة الباقية منها فأخذ يناظره بإعتذار صامت و ما هي إلا دقائق حتي أتي صفوت فقام عمار بوضع السلسال في جيبه و هب لملاقاته فوجده يقول باندهاش
عمار في ايه حلا حصلها حاجه
عمار بنفي
لاه متجلجش حلا كويسة اني عايزك في موضوع يخصني انا
موضوع ايه
عمار بقلب محترق
في حد يعز عليا جوي بدور عليه و مش عارف أوصله
صفوت بعدم فهم
لا انا مش فاهم اقعد كدا و فهمني تقصد ايه
قص عليه عمار ما حدث و انهي كلماته قائلا
اني مستعد ادفع مال الدنيا كله و افديها بعمري بس الاجيها
تذكر صفوت تلك الفتاة صاحبة المشكلة التي قصها عمران عليه باختصار فقد شعر بالأسي حولها و ازداد شعوره حاليا فنظر إلي عمار بشفقة تجلت في نبرته حين قال
طب هدي نفسك و اشرب الليمون وانا هعمل اتصالاتي و أن شاء الله خير
ناوله صفوت كوب الليمون فأمتدت يده تلتقطه باهتزاز فسقط الكأس علي جلباب عمار فقال صفوت بلهفة
معلش حصل خير اقلع الجلابية هخليهم ينضفوهالك و يجيبوها علي طول
عمار برفض
لاه سيبك من الچلابية دلوق و خلينا في المهم
صفوت بعناد
علي ما اعمل كام تليفون هيكونوا نضفوها وجففوها اسمع الكلام من غير نقاش
أومأ عمار بصمت و قام بوضع يده في جيبه ملتقطا سلسالها وهو يخلع جلبابه فتحدث صفوت ممازحا في محاولة منه لتهدئته
دا الموضوع طلع كبير بقي
تشكلت غصة صدئة بجوفه وقال بمرارة
دي آخر حاچة بجيت منيها رفضت اديهالها زي مايكون كان جلبي حاسس
لا يعلم السبب ولكنه وجد نفسه يمد يده إليه ليرى السلسال فتفاجئ عمار من فعلته و قام برفعها أمامه دون أن يلمسها فتراقص السلسال أمام أعين صفوت التي تحولت ابتسامته الي صدمة قويه و شعر بأن الكون توقف للحظة عن الدوران حين رأى تلك النجمة التي تتمايل أمامه فامتدت يديه تنتزعها من يد عمار الذي صاح پغضب
ايه يا سيادة اللواء هات السلسال ده بتاعي
لم يستطيع الحديث فقد اهتزت يديه التي قامت بفتح السلسال لتظهر صورة تلك الصغيرة التي لم تفارق خياله
متابعة القراءة