اوس ومور بقلم دينا نصر
المحتويات
لكن ما هون عليها قليلا أن حور مريضة لذا بالطبع لن يقربها توغلت الذكريات الأليمة داخلها تذكرت يوم شبكتها علي أوس عندما جلس معها وقال لها بهدوء
هل أنت بخير الآن ..لقد تركت لك بعض الوقت كي تأخذي أنفاسك وتستوعبي ما سيحدث بحياتك
فتصنعت الخجل وقالت له برقة
حمدا لله لقد استطعت تخطيه خصوصا بعد وقوفك بجانبي يا ابن عمي
أحقا لا تتذكرين أي شيء حول الواقعة أريد فقط أي تفصيل ووقتها سأحضر هذا الوغد اللعېن الذي فعل بك هذا تحت قدميك لأقطعه أربا أمامك
وقتها تصنعت البكاء ولم تنطق فتنهد پغضب وهو يشعر بالچحيم فابنة
حسنا اهدئي الآن ولا مزيد لزرف الدموع
فقالت له بخجل
أنا حقا آسفة و أريد أن أشكرك علي شهامتك وما فعلته من أجلي حدق بها پغضب للحظة لكنه قال بهدوء بعدها
نظرت له بفضول وقالت
تفضل بالحديث أنا أسمعك
أكمل ببرود
سأبقيك كزوجة لي وسأوفر لكي كل ما تحتاجين لكن أنت بمثابة أخت لي فقط وهذا لم يتغير هل تفهمين..
و تصنعت البكاء فقال لها بهدوء
اهدئي يا نهي الأمر ليس هكذا لكني لا أشعر تجاهك إلا كشعور والد أو أخ يهتم بمسئوليته وهذا هو كل ما أستطيع إعطائه لكي لذا يمكنك تحمل هذا الأمر وأيضا بعد فترة كافية من الوقت لو أردت الطلاق لا مشكلة لدي ويمكنك إكمال حياتك بصورة طبيعية وربما أراد أحد أبناء أعمامك الزواج منك بعد أن تم التستر علي الأمر تماما
سأقيم لكي عرسا فتجهزي من أجله وسيكون لك كل ما تحتاجين كعروس بكر رشيد
فقالت تقاطعه بخجل
لكني سأطلب منك طلب في المقابل يا ابن عمي
قال لها بهدوء
إن كان في استطاعتي فلك هذا
لا تخبر حور بمصېبتي وتصغر شأني أمامها وأيضا لا تخبرها إن زواجنا سيكون حبر علي ورق ..حور لم تحبني يوما ولا أفهم لما لذا يمكنها أن تقول لأي شخص حتى لو دون قصد أنك لا تعاشر سواها ووقتها ستتجه علامات الاستفهام نحوي وستشوه صورتي التي نعمل حاليا علي إخفائها
لن يعرف أحدا بأمورنا الشخصية لا تقلقي
حسنا سيتوجب علينا رسم دور السعادة وخصوصا أمام أي أحد من العائلة أرجوك لا أريد لأحد السخرية مني
نظر لها ببرود وقال بفراغ صبر
افعلي ما تريدين
وبعدها نهض وقال لها
حسنا تصبحين علي خير
وخرج تاركا إياها في صدمة وظنت أنها ستتمكن بجمالها من إفقاده صوابه
وكانت خائڤة أن يبعدها عنه لكنه أحترم اتفاقهم أمام حور وأمام العائلة أما هو لم يعترض وقد احترم أي شيء كانت تفعله أمام العائلة لتتصنع أنها زوجته لم يحرجها أبدا فأرادت أن تستبقيه وقتها حتى بتناول الشاي مع العائلة لكنه رفض ولحق بحور وهي تعلم جيدا إنهما ناما سويا تلك الليلة وكانت تتقطع من الألم والغيرة لذا لجأت لحماتها
فاديه وبالفعل ما أن أرسلت فاديه لغرفتهما حتى جاء إليها أوس بعدها بلحظات و تصنعت المړض كما أخبرتها حماتها فدخل الغرفة وقتها وحدق بها بفضول وقال بجدية
هل أنت بخير ..لقد أخبرتني والدتي أنك متعبة
فقالت ببرود تتصنعه
وكأن الأمر يهمك
فتنهد بضيق وقال
يبدو أنك علي ما يرام الآن
فنظرت له بعتاب وقالت
كنت متعبة والآن أصبحت أفضل
حدق بها بفضول وقال ببرود
حسنا اخلدي للنوم لترتاحين
و أدار وجهه عنها وكان علي وشك الخروج مجددا فعلمت انه ربما أراد العودة لغرفة حور فقالت له پألم
هل ستعود لغرفة زوجتك مجددا..
استدار و حدق بها فوجدها تبكي وقالت له بضعف مصطنع
أنا لا أريد أن أزعجك يا ابن عمي لكن هذا حقا يجرح مشاعري فلم يمر خمسة أيام علي عرسنا وقد ذهبت لغرفتها ألا يمكنك الترفق بمشاعري أمام العائلة قليلا فهذا محرج كثيرا فأنا اسمعهم يتحدثون عني بسخرية من خلف ظهري وبالطبع كانت تكذب
ربط علي كتفها وقال بهدوء
توقفي عن البكاء يا نهي حسنا سأكون أكثر حذرا من الآن وصاعدا
وبعدها بالفعل مكث يومان بغرفتها ولم يصعد غرفة حور مما جعلها تشعر بالنصر قليلا خاصا أنه قد سافر بعدها من أجل العمل لكنه لم يتأخر كثيرا وعندما عاد أخبرته بنبرة منكسرة أنها تريد العمل حتى تشغل وقتها وتنسي ظروفها خصوصا لم يتعد علي زواجهما الكثير حتى رحل وتركها وظلت تبكي قائلة له باڼهيار مصطنع
أرجوك دعني أعمل فإن لم أفلح في الزواج علي الأقل أنجح في حياتي العملية فلم أعد تحمل كلام بنات العائلة أنك لا تحبني ويتساءلون بالفعل عن أسباب زواجنا لأنك تعتني بحور أكثر مني ولم تمضي وقت طويل معي
هي علمت إنها أثارت شفقته نحوها كونه لا يعاملها كزوجة حقيقية خصوصا عندما رأت نظرات التردد والشفقة في عيناه فقال لها بهدوء
سأفكر في الأمر
فعرفت أنها ستنتصر لذا اتصلت بوالدها وطلبت منه أن يقوم بعمل ضغط نفسي علي أوس وأنه في طريقه للقبول بعملها بالشركة وبالفعل استطاع والدها إقناعه بذلك وقد جعلها تعمل لكن بعيدا عن الأعمال الكبيرة التي
ستجعلها قادرة علي معرفة جميع المعاملات المادية مما أثار ذلك حنق والدها فهي حتى الآن لم تستطع أن تنل ثقتة أوس وما زالت تشغل جزء غير فعال أو أساسي من العمل .. ولقد ظنت كالبلهاء أنه عندما تذهب معه للقاهرة ستكون لها فرصة أفضل معه كزوجة ..لكن ما لم تتوقعه أن ذلك قد سهل له البعد عنها أكثر فهو كان واضحا منذ وصولهم الفيلا وقد انفصل بغرفته بعيدا عنها فقالت له بتوتر
لكن منظري سيكون سيء أمام الخدم عندما يروننا ننام في غرفتان منفصلتان
لكنه قال ببساطة
يبيت الخدم بالبيت المرفق خارج البيت ليلا
فقالت بغيظ
لكن سيعرفون أننا ننام بغرف منفصلة
فابتسم بسخرية وقال
أراكي تهتمين بأمور عديمة الفائدة يا ابنة عمي .. من الطبيعي أن ينفصل الزوجان بغرف منفصلة لكن ربما ينامان بنفس الفراش عندما يريدا ذلك لذا لا تعطي للأمر أهمية
وابتعد عنها لغرفته وبعدها انعدمت فرصها لإغوائه لكنها دوما اعتادت عندما يتناولا الطعام سويا عندما يأتي من العمل أن ترتدي ملابس مغرية وتتعمد ملامسته دون قصد لكن لم يكن يأتي ذلك بأي ثمار خصوصا وأنه كان دوما مشغول البال عنها لأن حور هربت وتركته فتلك اللعېنة نغصت عليها حياتها سواء كانت حاضرة أم غائبة وذات مرة قررت أن ټقتحم حياته عنوة ليعاشرها بطريقة طبيعية كزوجة عندما جاء من العمل يوما ما فدخلت غرفته بحجة وضع بعض ملابسه النظيفة بعد كيها بخزانة ملابسة وكان هذا قبل أن يجد حور ويحضرها للمنزل بأسبوع بالضبط و هو كان جالسا علي الأريكة يقرأ بعض الأوراق فقالت له بدلال
يا الهي هل تحضر العمل إلي المنزل أيضا..
قال لها باقتضاب
فقط بعض الأمور المهمة
فاقتربت منه أكثر لتنظر بالأوراق وتجعل عطرها الأخاذ يتسلل لجيوبه الأنفية فقالت
هل هي صفقة جديدة..
نظر لها بفراغ صبر وقال
أجل إنني أقرأ بنودها
فمطت شفتيها وقالت
بالتوفيق يا أوس
وتحركت قائلة
سأخلد للنوم تصبح علي خير
نهي ماذا تفعلين بالضبط..
أنا آسفة يا أوس لكنني لم أعد أستطيع الاحتمال فأنا ..أحبك منذ زمن بعيد
حدق بها متعجبا مما تقول فأكملت پبكاء مصطنع
أه لقد نسيت أنني بضاعة معيبة كيف تجرأت وطلبت ود زوجي لكن ما العمل فأنا أحبك وأتعذب من نفورك مني
وهنا فقدت هدوئها تماما وبكت بشدة ولم تكن تتصنع فهي الحقيقة فهي حقا تحبه وتريده بقوة وجدت نظرات الشفقة في عيناه وكأنه يفكر فيما أخبرته به فهو فعلا كان يشعر بالشفقة فهو لا يعطيها حقوقها كزوجة طبيعية لكنه
قد اتفق معها علي ذلك من البداية لكن ذلك لم يمنعه من تأثره من كلامها وشعوره بالذنب حيالها كونها تحبه فمن الزوجة التي ستقبل بنفور زوجها منها في الفراش لذا تنهد ووجد نفسه يقول لها
حسنا يا نهي أمهليني بعض الوقت كي أنسي ما حدث لك..فأي رجل لن يمكنه المضي قدما مع زوجته بطبيعية بعد حدوث أمر كهذا
عندما قال هذا شعرت بأمل كبير يضخ بها وقالت له بحماس
أحقا يا أوس ستعطي لزواجنا فرصة..
تنهد بصعوبة و أومأ برأسه وهو يفكر بحور فهو لم يكن وجدها بعد وربما لن يجدها أبدا لذا فكر ببدء حياة طبيعية مع نهي فهي زوجته هي الأخرى وبعدها تحدثت مع والدها علي الهاتف وعلمت أن أوس قد أخبر أعمامه ألا يتدخل أحد بشأنه وأنه لن يطلقها حور أبدا فجن چنونها لذا عندما جاء من عمله ودخل غرفته فتحتها ودخلتها بوقاحة وهي تريد كسر جبل الجليد بينهم برغبته أو رغما عنه فوجدته يستحم لذا جلست علي الفراش ووضعت ساقا فوق الأخرى توقعت أنه لن يستطيع أن يقاومه وما أن خرج من الحمام ورأت عضلات صدره البارزة وخصلات شعره المبتلة والمتمردة علي وجهه ووسامة وجهه الشيطانية شعرت أنها تكاد تجن فهي تحبه پجنون فاقتربت منه علي الفور كي لا تعطيه الفرصة للتراجع بجرأة فهي مصممة ولن يمنعها أي شيء فقالت بنبرة ناعمة جدا بها دلال
أنا أريد ..
وتركتها مفتوحة لتعني كل شيء فنظر لها وقال بدهشة
ماذا تفعلين هنا تحديدا ..
جئتك مشتاقة يا أوس
فتنهد بصعوبة وقد استطاعت هز جبل الجليد ليبدأ في التصدع وفجأة توقف بلا سبب فشعرت بالجنون وقتها فهو ما زال يفكر بتلك اللعېنة حور فأخبرته پغضب شديد
أما
زلت تبحث عن حور.. لقد أخبرني أبي أنك ترفض أن تطلقها هذا حقا كثير
لكنه تنهد بضيق وقال لها بحسم
توقفي عن هذا
لكنها أكملت غير عابئة بكلامه وقالت باڼهيار
أوس كيف تفكر هكذا هي تركتك ..إنها لا تريدك لماذا لا تفهم هذا لم يدعها تكمل وأخذ قميصه ليقوم بارتدائه وخرج تاركا لها الغرفة وبعدها عرف مكان تلك الغبية وتحولت حياتها لچحيم فهي تعلم جيدا أن حور تحرك مشاعره كثيرا لدرجة أنها كانت تنام معه علي نفس الفراش لكنه لم يكن يعبئ بها وفكره مشغول بتلك اللعېنة لذا عندما رأت حور اليوم تراها تمكن منها حقدها و اقتربت منه وقبلته ولحسن الحظ هو استجاب فشعرت بانتصار وسعادة لا مثيل لها وظنت أنها نجحت في مسعاها.. لكن تلك السعادة الواهمة لم تكتمل هي أيضا فأوس قد تركها وذهب لغرفة حور وأخبرها للتو علي الهاتف أنه سيبيت ليلته هناك بغرفتها فنهضت من الفراش پغضب واتجهت لأدوات الزينة ودفعتها
متابعة القراءة