قصه جديده

موقع أيام نيوز

بتوتر بسيط واخفضت نظرها تتأمل في حذائها كنوع الهروب من الموقف .
هتف رائد بهدوء جميل 
_ عاملة إيه 
اضطرت لرفع رأسها ونظرت له وهي تجيب بحياء ملحوظ 
_ الحمدلله و إنت 
رائد بمداعبة لطيفة وهو يبتسم باتساع 
_ كويس أوي .. مبرووك 
ردت عليه بابتسامة صافية 
_ الله يبارك فيك 
صمت تام لدقيقة كاملة وهو مستمر في التحديق بها بإعجاب لا يتمكن من إبعاد نظره عنها بينما هي تنقل نظرها بين كل شيء معادا وجهه كأنها تتفحص منزلها لأول مرة ! خرج صوته أخيرا هامسا لها 
_ شكلك حلو أوي على فكرة 
ارتبكت بشدة ورفعت أناملها المضطربة ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وردت عليه في نبرة صوت منخفضة بشكل لا إرادي منها 
_ ميرسي 
انتهى والده من مكالمته وعاد لهم وهو يهتف ضاحكا باستغراب 
_ ايه ده هما راحوا فين 
زينة بابتسامة رقيقة شبه ضاحكة 
_ ماما اخدت طنط نرمين تفرجها جوا على المطبخ
اندفع آدم نحو الحديقة الخارجية للمنزل فور رؤيته لفريدة تجلس بها رأته يتجه نحوها كالعاصفة المدمرة فتركت فنجان القهوة الذي بيدها واعتدلت جالسة باستغراب وماهي إلى ثواني حتى أصبح أمامها .
انحنى آدم عليها وهتف بټهديد حقيقي 
_ هديكي مهلة يومين يافريدة .. ياتقولي لعدنان كل حاجة بنفسك يا إما صدقيني أنا اللي هفضحك 
دلو من الماء المثلج سكب فوقها لكنها تصنعت الثبات والقوة حيث استقامت واقفة وصاحت به بعصبية تخفي ورائها توترها 
_ هو إيه ده اللي اقوله .. بعدين إنت ازاي بتتكلم معايا الأسلوب ده يا آدم متنساش إني مرات اخوك 
تقدم خطوة إليها كالأسد الذي سيلتهم فريسته وتلقائيا تقهقهرت هي للخلف بارتباك ثم وجدته يجيب عليها بغيظ مكتوم 
_ أنا لغاية دلوقتي عامل حساب إنك لسا مرات عدنان لولا كدا اقسم بالله أنا كنت عملت حجات لا يمكن في حياتك تتخيليها 
فريدة بانفعال وتلعثم 
_ إنت مچنون إيه اللي بتقوله ده 
رفع سبابته في وجهها وهدر بتحذير يحمل في طياتها الوعيد بالاڼتقام 
_ أنا قولت اللي عندي قدامك يومين تجهزي فيه نفسك وتقولي لعدنان على كل حاجة ومتنسيش طبعا محاولتك لقټله وإلا أنا اللي هقول كل حاجة 
ظلت صامتة تستمع لتهديداته وتحذيره لها حتى انتهى واستدار وسار باتجاه سيارته يستقل بها وينطلق لخارج المنزل جذبت فنجان القهوة والقت به بقوة على الأرض صاړخة 
_ اووووف هو أنا كل ما اخلص من مصېبة تطلعلي التانية
هدأت ثورتها فجأة عندما أدركت جملته بوضوح الآن محاولتك لقټله ماذا يقصد بتلك الجملة ! من خطط لذلك الحاډث هو نادر وليس هي ! .
خرج من غرفة صغيرته بعدما أرهقت من كثرة اللعب والضحك معه ونامت دثرها بالغطاء جيدا وقبلها من شعرها بمشاعر أبوية حانية قبل أن يرحل ويغلق الباب بحذر شديد حتى لا تستيقظ .
كان في طريقه لغرفته لولا استماعه إلى أصوات عبث قادمة من المطبخ جعلته يتوقف لوهلة قبل أن يغير اتجاهه ويذهب للمطبخ في خطوات هادئة ووقف عند الباب يتطلع إليها من الخلف وهي تقوم بتحضير شطيرة من المربى لها ووجهها عابس ومنطفىء تنهد بحرارة وشيء مجهول في داخله دفعه إليها دون أن يشعر .
أحست بخطواته الواثقة وهي تقترب منها فتوقفت عن إكمال شطيرتها وتصلبت بأرضها تنتظر وصوله إليها في فضول لمعرفة ما سيقوله توقفت خطواته وأصبح في ظهرها تماما ولفحت أنفاسه الحارة رقبتها من الخلف نجحت في البقاء صلبة حتى شعرت بأنامله تمتد لشعرها ويزيحه عن وجهها ورقبتها فيتجمع كله على الجانب ويهمس بخفوت جذاب 
_ هتفضلي مكشرة كدا كتير !
رغم تبعثرها الداخلي إلا أنها استمرت في البقاء شامخة وثابتة وأجابت عليه ببرود وبنفس كلمته في الصباح 
_ أنا مش مكشرة دي طبيعتي 
ظهر شبك ابتسامته على ثغره وسكن لثواني معدودة قبل
أن يعود ويهمس باسمها 
_ جلنار 
في تصرف لا إرادي منها التفتت برأسها له بعد همسته باسمها وعلقت عيناها على خاصته البندقية الثاقبة كعيني العقاپ تماما لحظات طويلة مرت من الصمت بينهم حتى قطع هو الصمت بهمسة جميلة ونظرة دافئة 
_ أنا مش عايز اطلقك !
............ ..........
_ الفصل التاسع عشر _
اعترف بالحقيقة التي كان يخفيها منذ إعلانها التمرد عليه وبداية الشجارات التي لا تنتهي بينهم وإصرارها على الانفصال قالها بوضوح شديد وأوضح رغبته في بقائها معه ورفضه لفكرة الفراق .. لكن لا تزال هنا نقاط ناقصة يحب أن تضع فوق الحروف لتكمل المعنى تماما .
اطالت النظر إليه بتدقيق .. رغم دهشتها من جملته غير المتوقعة إلا إنها ابتسمت وقالت بمكر امتزج ببعض السخرية 
_ ومش عايز تطلقني ليه .. مش على أساس إنك مش بتحبني !
أصدر تنهيدة خرجت مصاحبة تأففا قوي منه و هو يجيبها 
_ مكنتش اقصد ياجلنار .. قولتها في وقت عصبية ! إنتي مصممة على الطلاق عشان كدا ! 
جلنار بصلابة وجفاء 
_ اللي اعرفه إن الكلام اللي بيتقال وقت الڠضب بيكون
هو الحقيقة .. وبيني وبينك إنت معملتش أي حاجة تثبت عكس اللي قولته 
ثم مدت يدها تعبث بقميصه في رقة
تم نسخ الرابط